صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقام صائحهم بأعلو هبل( العصر).. ألا نجيب..؟؟؟

د.بنت الرسالة

 
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبي الهدى وآله وصحبه

الله .. يا نطف النخل وقد أُخذ عليها العهد والميثاق بإتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم.
بعزم الرواسي وأن لا تحيد..
وشددت الوصايا من ربنا( لا تمنن تستكثر ولربك فاصبر)..
بصبرا جميلٍ ومصابره ومرابطة ..

وما في الأرض أقوى من تقي ..... ولا في الأرض أبأس من مريب.

يا حملة سيوف محمد من أمة التوحيد ..!!

إن عبّاد هبل العصر .. ينادون .. أعلو هبل ..ألا من يجيبهم .. بل الله أعلى وأجل ..
أما من يشخص لهم يبين بفصيح البيان أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .

نعم ورب محمد ... إن العزة لله .. والعزة لرسوله . والعزة للمؤمنين .
ولا ينكر ذلك إلا منافق .. جاهل ..
قال تعالى .. ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )؟
إنهم الجهلة الذين أغتروا بسلطان كبرائهم .. و سلاطينهم ..

وقال تعالى ( وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون)
هذه العزة المحنة لمن استعانوا بعزة العبد الضعيف . العاجز من كل وجه ، فأغتر بما لديه من ملك وجند ..
غرتهم تلك الأبهة والجاه والسلطان . ولم تتجلى لهم حقائق الأمور ..
فجهروا بقسمٍ منهم بعزة هذا الطاغوت الذي أطاعوه وداروا في فلكه إنهم الغالبون على كل من يخالفوهم .. أو يعترضوا على طريقتهم ..
فكانت المدافعة بين جند الحق المعتزون بالله وبين جند الغرور وعسكر الشياطين المعتزون بقوة وجبروت كبراءهم وساداتهم ..

ومالك المالك .. جبار السماوات والأرض المطلع على أحوال الفريقين .المهيمن على مجريات الملاحم التي يتواجهون فيها بينهم .. ينادي المعتصمين به . ليثبتهم فيقول : ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله مالا يرجون )..
إنه الرحمن الرحيم يواسي عباده المكلومين ، أن خصومهم يصيبهم مثل ما أصابهم من الآلام والجروح .. لكنهم لا يرجون ولا ينالون من ثواب الله شيئا ..
بينما يجزي المؤمنين لصبرهم في سبيل الله على ما أصابهم بإحدى الحسنين، وهو موعودهم الحق من ربهم..
فليسوا سواء .. قتلى الكفار في النار، وشهداء عسكر الإيمان في الجنة ...
وعليه .. فإنه تعالى يأمرهم .بإلتزام عقيدة الإستعلاء .. قال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ).
إنه النهي الجازم من أن يدب في أبدانهم الوهن والضعف ..أو الذله والمهانة والصغار ،
أو أن يحزنوا وتكتئب نفوسهم عند حلول المصائب....
لأن ذلك الحزن في القلوب والوهن في الأبدان عون للأعداء على عباد الرحمن ..

أمرهم أن يدافعوا الحزن والأسى ، وأنه غير لائق بإيمانهم وبحقيقة توكلهم على مولاهم، وهو نعم المولى ونعم النصير لهم ..
إنهم الأعلى في الإيمان والثواب ، ولهم وعد أكيد بالنصر والتمكين ، ولهم حسن الثواب في الدنيا والآخرة ومن أصدق من الله قيلا .

يا كتائباً أُردفت بجند من السماء..!!

يخاطبنا مولانا فيقول : ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين).
فالكفار يسامون العذاب والألم مثلكم ... والعليم الحكيم الخبير يداول الأيام بين المؤمنين والكافرين جولة لهؤلاء وجولة لهؤلاء ..
ليميز المؤمن من المنافق بهذه المداولات من الإبتلاءات .. كالهزيمة في الميادين ..

يقول الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية : ( لأنه لو أستمر النصر للمؤمن في جميع الوقائع لدخل الإسلام من لا يريده ).
فمن الحكم أنه في حصول الإبتلاءات في بعض المواقع يتميز المؤمن حقيقة الذي يرغب في الإسلام في السراء والضراء واليسر والعسر ممن ليس كذلك .

وفي قوله عز وجل : ( ويتخذ منكم شهداء).
إنه لعلو منزلة الشهيد عند الله تعالى ، جعل سبحانه وتعالى أن لا سبيل لنيلها إلا بما يحصل من عباده من تقديم لأثمانها ..
و من رحمة الله بعباده المؤمنين ، أن قيض لهم من الأسباب ما تكرهه نفوسهم لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم .

وفي قوله تعالى : ( وليمحص الله الذين آمنو) أي يمحّصهم ويجلوا عنهم ذنوبهم وعيوبهم بالشهادة والطعان والجراح التي يصابون بها في ميادين المعارك في سبيل الله...
وكلها قد جعلها الرحمن مكفرات للذنوب ، مزيلات للعيوب...
وبها أيضاً يمحص المؤمنين من غيرهم من المنافقين في المجتمع ، فيسقط المرجفون الذين لا يزيدون إلجسد المؤمن إلا خبالا..
هذه الوقائع والصوارف تجليهم فيعرفونهم.. ومتى عُرفوا سيقوم جند الرحمن بإزالتهم من مجتمعاتهم ويتخلصون منهم ، ويبتر العضو الفاسد من الجسد .

وأما قوله ( ويمحق الكافرين ).
فالحكم من الله أن قدر هذه المصائب والإبتلاءات ليمحق الكافرين .. بحيث تكون سبباً لمحقهم واستإصالهم ..
ذلك أن انتصاراتهم ستدفعهم بلا ريب إلى الإزدياد في الطغيان ، مما يجعلهم مستحقون لمعاجلتهم بالعقوبة رحمة من الله بعباده المؤمنين فلا يمكثوا بين أظهرهم طويلا ..
فبهذه الإنتصارات ينكشف طغيانهم وجبروتهم مما يؤذن بسرعة حسابهم .

ويخاطبنا جل وعلا : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ).
ففيه استفهام استنكاري :
أي لا تظنوا أنكم ستدخلون الجنة من دون مشقة واحتمال أذى ومكاره في سبيل الله وابتغاء مرضاته ...
فإن الجنة أعلى مطلوب وأفضل ما يتنافس المتنافسون عليها ..
وكلما عظم المطلوب عظمت أسباب ووسائل الحصول عليه... كما عظمت الأعمال الموصولة إليه ..
ولا يدرك النعيم إلا بترك نعيم .
وهذه المكاره الدنيوية تعمل على تدريب العبد على الابتعاد عما يبعده عن جنان ربه ، وتجعله عارفاً لما ستؤول إليه أمور العسر والشدة ، وما ستنقلب إليه .
عندها تتحول هذه المحن عند أرباب البصائر إلى منحاً يسرون ويستبشرون بها ولا يبالون بها ..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ..

يا بن ديني في أرض الكنانة وتونس والمغرب، في بلاد الحرمين وشامنا ويمننا وعلى رؤوس كل الجبال وسفوح الأرض..
ليت شعري .. يا بن أمتي في كل مكان وتحت كل سماء.
متى ننصر الله لينصرنا؟ . أما علمنا أنه تعالى حي قيوم لا يموت..
متى نبدأ الصلح مع ربنا ليصلح لنا أحوالنا .؟
أما علمنا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..

إن مخالفة الهوى تقيم العبد في مقامٍ لو أقسم على الله لأبره. ..
وهي تقيم فيه داعي الرشد ، التي تنتهي به إلى العز والشرف عند الله وعند الناس.

يا سقى الله أياماً تجمعنا فيها طاعة ، ونسأله تعالى أن يختمها علينا بالشهادة ، لتجمعنا الآخرة في دار الرضوان، إخوانا على سرر متقابلين... فالعاقبة للمتقين.

يا أمة الإستجابة والنصر .. لن يخلف الله وعده لرسله.

فلنجبر الكسر، ونقيل عثرة كل كريم فينا ومنا..

فالإسلام الكامل لم يدخل المعركة بعد ..لم يدخل الإسلام الكامل بعد في معركتنا مع عبّاد هبل العصر..
لا غيب الله يقيناً في صدورنا أن مولانا يجيب المضطر ولو كان كافرا إذا أنطرح بين يديه..
فكيف بنا ونحن لحمة الإسلام نسل امة منصورة بسلاحها المسدد..
تنصر بدعاء واحد منها لو أقسم على الله لأبره .

أما والله إن الله أكرم من أن يخزي نبيه في أمته... لن يخزي أمته وقد وعدها بالنصر المبين لطائفتها المنصورة حتى قيام الساعة..
أما وقد رحمهم جميعهم بأن كل من شهد لا إله إلا الله محمدا رسول الله دخل الجنة .. ولا يخلّد في النار مع الكافرين ..وإن سرق وإن زنى ..

إنه قدر هذه الأمة ..أن تجتمع عليها أمم كافرة حاقدة تتدافع لتحطم البنيان المرصوص فيهم الذي يشد بعضه بعضا ..فبشروا وسددوا وقاربوا ... ثم واستيشروا .. إن الله لا يخلف الميعاد.
لنمسك بخطام أسلحتنا المعطلة ..نهز سهامنا في الثلث الأخير من الليل..
وسينصرنا الله عليهم .. فإن كانوا على الأرض حصدناهم وإن أرتقوا إلى الفضاء أصعدنا الله إليهم لنقتلهم ، ويأخذ الله لنا بثأرنا منهم ، ويشف صدور قوم مؤمنين.

وانا لندعوا الله حتى كأنما ****** نرى بجميل الظن ما الله صانع.

علم يقين ومكاشفة بأنه متى دوى نداء التوحيد الخالص فثم الرابطة الإيمانية تشدها العروة الوثقى .. التي تجمع الجسد بكل أعضائه الرأس فيه مع الساق ..
ولإن كبا أحدنا هوى الجسد كله لينتشله ثم نمضي ..
فكل منا له مقامه ودوره المعلوم في صناعة النصر المبين لأمة خير المرسلين ..
فالله الله أن يكون أحدنا هو من سيؤتى الإسلام من قبله ...

ثقة بالله وتوكلا عليه إنا نحن الغالبون بحوله وقوته..
ولإن لاقينا من أعداء ربنا العسر، ففي يمنانا يسرين قد يسرهما الله لأمة حبيبه المجتباة .

اللهم وحد صفوف المسلمين ، وأعلى كلمتهم ، وقوي شوكتهم ، و لاتذهب ريحهم ، والقي الرعب في صدور أعدائهم ، وأجعل قلوبهم على قلب أتقى رجل من أمة نبيك خاتم المرسلين ..
اللهم واجعلهم ممن استغاثوا بك فأغثهم ، ودعوك فأجبتهم ، وتضرعوا إليك فرحمتهم ، وتوكلوا عليك فكفيتهم ، واستعصموا بك فعصمتهم ، ووثقوا بك فحميتهم ، وانقطعوا إليك فآويتهم ، واستنصروك فعجّلت بنصرهم ، وأناخوا عند بابك فرحمت عبرتهم وتقبلتهم في الصالحين .
اللهم أدخلهم جميعهم بعظيم جرمهم في وسيع رحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين.
وصلى اللهم على نبينا وآله وصحبه وسلم.

والله من وراء القصد ،،،،

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.بنت الرسالة
  • مـقـالات
  • السيرة الذاتية
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط