اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/badriya/150.htm?print_it=1

كتبت ذات يوم

أعمال كالجبال تكون هباء منثور

ا.بدرية صالح التويجري  - بريدة


بسم الله الرحمن الرحيم


جاء في مسند احمد ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ َلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) في الحديث حسنات كالجبال بيضاء تكون يوم القيامة هباء منثورا كان لهذا الإخبار وقع شديد لدى الصحابي ثوبان جعله يستفسر عن أؤلئك الذين ذهبت حسناتهم هباء خشي رضي الله عنه ان يكون منهم ؟ .. فهل انتابنا الخوف نحن أيضا على حسناتنا وسئلنا انفسنا هل نحن منهم ؟
حينما عرفهم صلى الله عليه وسلم بقوله
(بأنهم أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) كان هذا التعريف بمثابة المقياس والاختبار الذي يستطيع كل واحد منا ان يمر عليه ويعرف حال حسناته فحالنا في الخلوات هو الاختبار الحقيقي وكل واحد يختبر نفسه
ماذا نحن في تلك الخلوات حينما يغفل الرقيب من الناس ونغلق الأبواب
هل من تجرأ على المعاصي والمنكرات ونحن نقلب بين ايدينا تلك الأجهزة
ام نجد انفسنا قد حلقت عاليا ترجو ما عند الله
فتكون تلك الخلوة جلسات هادئة نستثمرها لزيادة الحسنات .
إنها لتضيق الصدور من ؤلئك
الذين يستهينون بعظمة الله وانه سبحانه هو المطلع وهو المجازي والمحاسب فتكون خلواتهم وبالا وشرا عليهم حيث يتجرؤون على الآثام والمعاصي لكنه سبحانه معهم قال تعالى
( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108).سورة النساء
فلنجاهد انفسنا ونستعين بالله على ان تكون سرائرنا أفضل من علانيتنا ونذكر انفسنا بالجزاء العظيم على تلك العبادات الخفية التي يقصد بها وجه الله فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ...وذكر منهم ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » كما جاء في البخاري


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط