اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/ata/20.htm?print_it=1

** همهمات صائم**

عطاء " أم معاذ "

 
بوحٌ لمشاعر صائم..نثر لدرر نورانية تتردد في صدره تُحدِثُ زئيراً عالياً لكنه

في الأعماق..انتظر وطال انتظاره حتى يخرج لفسحة الكون مع تلك النفحات

الربانية التي تحثه أن يكون ...عبداً مخبتاً خاشعاً منكسراً..مناجياً ..متأملاً

راجياً متفكراً...يتنقل بين ورد وزهر...وثمر وشجر..روحه خفت مما تنوء

بحمله من أثقال المادية الرعناء...فوجد فسحة في هذه الورقة التي لانريد

أن تسقط إلا في آخر الشهر ..مليئة بالكنوز والدرر النورانية ..وبمداد تخطه

أرواحنا قبل يراعنا...وفاءً للشهر..وقياماً بالشكر..

لننثر أعذب الحرف ليسطر منا الآمال ..والآلام...ليرجو ..ويتمنى ..ويبوح

ويريق مداد روحه العطشى لكل خيرٍ ..على صفحات هذه الورقة..

(**)

**لحظــــــــــات انتظــــــــــــار***

تغير لون الكون في داخلي ..بات خريفياً..أوراقي ذبلت وزحف إليها الموت بطيئاً..ومملاً..

أوراقي الصفراء تحلم بالخضرة ..كل يومٍ يقربني إليك يارمضان ..أشعر أنني سأعود شباباً

مازلتُ أحدثُ نفسي بالحلم ..وأعدها بالأمل ..لن أيأس ..فصفرة أوراقي تحثني أن أبحث وأفتش

عن الحياة في أرض أيامك ..وأقلبُ صفحاتك ..وأتنقل بين نجومك وكواكبك ..لأكون نجمة مضيئة

بعد طول خفوت..لأكون نجمة في سماء العبودية...أنا أحلُم وأنتظر لحظات اللقاء ..وياليتها تكون

كما تخيلت مفعمة بالحب مؤججة بالشوق ..ضاربة لطُنبِ البراهين في أرض الإخلاص والانكسار

(1)

** مشاعر مختلطة**

كم خشيت أن أتلقى نبأ قدومك ببلادة أفاجىء بها ولاأستطيع لها رفعاً أو دفعاً...

أشعر أن هناك فرحة طفل تتقافز داخل نفسي ..كمن يرى الكون بصورة أخرى ..أنا سعيدة وأشعر

بالسعادة كبرودة الثلج تسري في داخلي بلطافة متناهية لتتناثر بفوضوية على أدواء قلب محموم

يعاني حرارة الذنب وأنين السقم ..

لاشك أن الأمل كبير ..كبير بأن يكون كل شيء ..كشيء آخر لم أذق طعمه البتة ولكنني مازلت

أجد حلاوته في قلبي ...

(2)

كانت ليلة ليست ككل الليالي ..ليلة فارق النوم صاحبه فأقض منه المضجع..

كم تقلب!! شعر أن فؤاده يكاد يطير شوقاً لتلك الليلة التي علت فيها أصوات المساجد

بالقرآن والذكر..

نسيم السعادة والسرور ينساب بعذوبة إلى النفس..يدفعها وبخفة ولطافة أن تنزل للمضمار

فقد آن السباق ..والكل قد أضمر منه الخيل..وياخيل الله اركبي..فإنها اليوم دار عمل

وغداً حساب...حقاً لقد كانت ليلة وكأن صاحبنا يولد من جديد ليرى نور الحياة والأمل

يسطع في وجهه ..ويشرق في نفسه..

(3)

كسحبٍ من الدخان تتطاير نفسه يريد منها أن تستقر لتعكس صورته الضائعة ..
كان يملك أملاً كبيراً في هذه الليالي المباركات أن تنقشع تلك السحب فتكشف له عن الحقيقة الغائبة..
كان يطأ على أرض صلبة بذرها اليقين الذي أثمر في نفسه..
صفحة للكون جميلة أو ليست مزدانة في هذا الشهر..
ألا يحق لنفسه أن تزدان بابهى الحلل وتتطهر من أدرانها..
صفّ قدميه في محرابه وأقبل يناجي ربه ..ودموع الشوق تغسل
ماخطته الأيام في صفحة عمره..

(4)

شعّت خيوط شمس يومٍ من أيامك الذهبية في وجهي ....فتخللت كل ذرة من ذرات جسدي

لتطرد الكسل وشعور العجزالذي كاد يقتلني...كانت تهمس همساً صامتاً..تهيب بكل

جارحة ..ألاّوقت ..لاوقت.. فبادري

فالأيام رواحل..

طعم السعادة والسرور الذي هزّ كياني لاأجد له مثيلاً..سبحانك يارب!!!


أتراني أحصي ألطافك!!..تأمرنا أن نعمل ..وتيّسر لنا أسبابه وأنت تعلم أننا لانطيق لولا حولك

وقوتك..!!

كم نحن ضعاف والهشاشة تعتري نفوسنا فلا تصمد...ولكنك حين تمنّ علينا تلقي في دواخلنا قوة

خفية لاندركها..وواعزاً للخير يدعونا ..يؤملنا ينثر في طريقنا الشائك الصعب وروداً من رجاء

فيفوح عبيرها في أرواحنا فنطأ الطريق الشائك بأرواحنا لانبالي أسالت دماء أم خرجت أرواحاً

وأزهقت في سبيلك...وفي سبيل مرضاتك...

ما أعظمك يارب حين مننت علينا بما يغسلنا ..يزكينا ..يطهّرنا ..يصقل أرواحنا المتكسرة وأبداننا

التي ملّت من الدّعة والراحة!!!

يا رب ..ما أعظمك !!! حين تتبع أرواحنا تلك النفحات وتلك الألطاف التي لاتغادرنا في شهر

الصبر والصابرين..

فتوقد شوقاً ..وتذكي في النفوس شعلة حبٍ تجعل كل شيء يهون لأنه في سبيلك...

نفوس صامت من أجلك...وقامت من أجلك ..وأعطت من أجلك ..وكفت من أجلك..

ترى كيف ستكون حياة قومٍ فعلوا كل شيء من أجلك!! أنت غني ٌ عنهم وهم في فقر وفاقة

إليك ..لاتنفكّ عنهم..

(5)

أتراه الزمان توقف حين قدمت يارمضان!!!

كشفت عن وجهٍ للدنيا حسن ,فأسفرت عن جمال للكون لايدانيه جمال..جمال الزمان والمكان!!

إيه يارمضان ...كيف تطيب دنيانا حين ترحل وتودعنا وقد تركت كل أثرٍ جميل في دنيانا وفي نفوسنا

القاحلة..!!؟؟

إيه يارمضان ..لم تحلُ البسمة على ثغر دنياي إلا حين قدمت ..فكيف سيفارق كل هذا؟؟؟

ليتني أملك أن أقيد الزمان فيكون كله رمضان ..لأحيا رمضان ..وتزور نسائمه الروحانية قلب

مشتاق..ليتني أملك أن أكون خير مما أنا عليه فأفوز بمرضاة الله ..لكنّ لله الحكمة البالغة وله الأمر من قبل ومن بعد.

ليتني يارمضان أنقش دروسك الإيمانية في أرض نفسي المجدبة, لتكون ذكرى لي في كل زماني الذي

سأحياه بدونك...ياشهر القرآن...ياشهر النفحات الربانية...



لاأريد أن أحدث نفسي بالفراق ..ولكنها محاولة لشحذ همة نفس ٍ كسلى...آثرت العاجل على الآجل

علّها تدرك شرف الزمان فتكون من المشمرين!!!

(6)

أدركت أننا يارمضان نعاني في هذه الحياة مشكلة عظيمة,نكاد لانفطن

لهاألا ..وهي أننا في

شتات..شتات قلبٍ لايجتمع ,ذلك لأن فيه من الدنيا مايتسع باتساعها..فتتولد في القلب

الأحلام والأماني..ويزداد الشتات..ثم نسأل ذلك السؤال الساذج..لماذا قلوبنا قاسية؟؟

لماذا إيماننا ضعيف؟؟

وفيك يارمضاني الحبيب يلتم شمل القلب ويدرك حاجته وبغيته بلطف عجيب يصنعه من بيده

تصاريف القلوب..

حين يجتمع القلب على ربه ومرضاته فيكون يومه همّاً وعملاً وفكراً وهدفاً مرضاة الله..

حين يكون حزنه للتفريط..أو التقاعس أو التضييع..حين يصبح ويمسي وهو يفكر بالهدف

والغاية ويسوءه لحظة إنشغال أو تفرق...

رمضان جمعية للقلب على ربه ..وللفؤاد الفقير على أسباب حياته إذا وافق ذلك خلوة..وإنكسار

نفس ..ودعاء راجي ..ورجاء داعي ..وأمل من عنده حسن ظنٍ بربه ..وفتوحات يفتح الله بها

على من يشاء من عباده...وألطاف الطاعة تحل في كل زاوية من دنيانا لتدعونا إلى الاجتماع

لاالتفرق...أفلا يكون لقلوبنا اجتمـــــــــــــــــاع في شهرنا حتى نرى حقيقة الدارين بقلوبنا لابأبصارنا

التي غرّها العاجل فسوفت وفرطت..!!!

(7)

هاهي المآذن تصدح بصوت الأذان الشجي..

والكون يردد معها كلمة التوحيد ليعلن للوجود أن الوحدانية لله سبحانه

وأن العبودية الحقة له سبحانه
(( أشهد ألاإله إلا الله )) ((أشهد أن محمّداً رسول الله))

هاهو صوت الآذان يحطم بكلمة التوحيد كل صورة من صور الوثنية

والشرك...

هاهو ذا الصوت الشجي يخترق القلوب ليحرك ساكنها,فيدعوها

لطرد كل شهوة أفسدت عليها إيمانها ودينها..

ليت الآذان ينفذ إلى الأعماق فيكتسح كل ضباب ليجعل حقيقة

التوحيد هي الباقية..

ليت الأذان يصد ح بصوته العالي قلوبنا ليطرد كل متلونٍ في قلوبنا

وكل متميع..فيجمعها ويجمع همها على مولاها؟؟

هل أطمع يارمضان..؟؟

هل أطمع بفتح عظيم لقلبي يهدم مدن الغفلة والتفريط؟؟

بزغ الفجر ..والأمل كبير أن تشرق شمسه على شواطىء قلبي

المالحة...

(8)

رياح باردة تكسو هذه الليلة كأنها أتت من قبل العرش... إزدانت هذه الليلة كعروس ترقب خاطبيها..

أين أنتم يامبتغين تلك الحسناء..ركعاً وسجداً...تاقت نفوسكم لما في يد الرحمن..بسط يده للتائبين

وقبل الركع الساجدين..

أين أنتم مما أراه وأشعر به ..أترى جمال هذه الليلة المزدانة في قلبي أم أن صورة الكون الجميل الخاشع

قد انعكست في نفسي ..فبت أرى كل الكون جميلاً...

جمالاً لم أعهده في سود الليالي...

يالله ما أعظم العبودية لك والانطراح بين يديك...

كيف يكون طعم الدنيا إذا كانت كلها ركوع وسجود ..وسباق وتنافس..

اللهم ماكتبت في هذه الليلة من خيري الدنيا والآخرة فاكتب لنا الحظ الأوفر منها..

(9)

هذه أيامك بدأت في الاستعداد للرحيل..فكيف سيكون الوداع يارمضان؟؟!!

يوم يطوي ليلة بالأنس كانت مقضية..فينبلج الصبح ليستحث الناعس الكسلان

أن هلمّ فقد هرع القوم منذ الليل لميدان السبق... وأنت نائم ,وفي ثياب الغفلة

متدثر..ويحك..مازلت في النوم متسربل..!!

كيف يكون الحال إذا أفلح من أفلح..وأنت في قيد الخسارة مأسور..!!

إن كنت ضيعت للهدى طريقاً... فاقتبس من نور القوم في أرض العبودية فإنهم قد ساروا

أمامك. حدّق بعين بصيرتك..نحوهم ..وسيلحق بهم خطوك ..كيف والقلب قد استمطر

السماء..والعين قد أهلكتها ملوحة الجفاف
..تستدعي القطر لتغسل أوضار الخطايا..
حاول فقد تكون من السابقين في الدقائق الأخيرة ..لعل سياط همتك ..تجلد العزم فتوقد

حرارة الطاعة..لتضيء أيامك ولياليك ..حين يطفيء الناس مصابيحهم..!!

(10)

لاأعرف أيها الحبيب ..ماالذي جعل تلك الصور تخرج لي من صندوق الذاكرة لتمثل أمامي

قائمة لأحبابٍ كانوا معي في عامٍ منصرم شهدوك..أملوا أن يدركوك..كثر هم ...كانت آمالهم

ممتدة في اللقاء بك ..واعتناق أيامك..كم حدثوا أنفسهم أن يعجل في اللقاء ..فكيف سيكون

لقاء الأحبة بعد طول غربة!!؟؟

لكن يارمضان ...أين هم الآن؟؟؟

أين ذهبوا؟؟

أين رحلوا؟؟

كيف طاب لهم ألايعفروا الجباه..ويذرفوا الدموع سقيا لأرضك..؟؟

إيه يارمضان..غصة تعتلج في دواخل نفسي..لترسم للحزن ألف حكاية

لقد رحلوا وتركوك رغماً عنهم

لقد رحلوا وقد سطرت في صفحات الأماني ألف أمنية وأمنية في استغلال أيامك

لقد رحلوا وهم يؤملون...فهاجمهم الموت فقطع عليهم حبال الأماني..

ولم يدركوا..لم يدركوك..أيها الحبيب..وأدركنا نحن ..ترى ماذا صنعنا حين مدّ لنا

في الآجال ..وقطعت بهم الحبال!!!!!

(11)

أتشبث بما بقي من سود الليالي النيرات..

أحاول ألا تفر مني دقيقة وهيهات...

تتفلت الليالي ليطلع نهار يجبرني على الوداع والفراق

وهكذا..حتى تستسلم نفوسنا لأمرٍ قضاه الله...أنك قد رحلت يارمضان وتركتنا..

تركتنا وقد تركت أثراً في كل نفس ..فبركاتك لاتعدُّ ولاتحصى..

ونفحاتك أطفأت لهيب كل نفسٍ عطشى..

ولكن..هل نلام إذا أردنا المزيد يارمضان..أيام وليالي نكونها يارمضان!!!

نعيش صورة أخرى..

ونشتم أنفاساً زكية طاهرة..

وتدور أمانينا وأحلامنا ومشاريعنا ..بما سنقضي غدك الآتي..وكيف سنرضي

الرب عنا..يالله ماأجملها من هموم ..لوكانت ترفرف حول قلوبنا دائماً..لله وفيما يرضي

الله..هل حقاً سترحل؟؟

هل هان عليك أن تتركنا وقد تعلقت قلوبنا بك..؟؟

هل ستمضي على عتب من أعمالنا المخرومة ؟؟

هل تعد أن تعود يارمضان..أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة؟؟

ترى هل سنكون في تلك الأعوام وتلك الأزمنة...من يدري؟؟!!

(12)

هل هي الأيام الراحلة منك باتت بطيئة في الرحيل والمضي نحو أيام

لاتختلف عن غيرها من الأيام..أم أن نفسي التي سلمت لرحيلك

أخذت تتشبث بباقي وميض لعل نفسها تشرق..

يارمضاني الحبيب..

أخاف دائماً من اللحظات الأخيرة ..ولاأخير في عمل العبد مالم

يمضي إلى ربه..

قد تقول..مم الخوف؟؟

الخوف من لحظة التفات من النفس للعمل المنجز ..فتراه بعين

المعجب المستكثر على ربه..

الخوف من لحظات خيانة وخذلان من النفس التي أرجو أن تكون

تهذبت فيك يارمضان..تلك اللحظات التي هي حاسمة لأنها لحظات

امتحان وربما افتتان..

يارمضاني الحبيب..

كأنني أبثُّ روح العمل في العمل لكي يكون كغيره في أول الشهر

حتى لاأرجع على عقبي..بخفي حنين..

وحسن ظني بربي هو مايحملني على طرد تلك المخاوف

والاستمرار في استغلال الدقائق الأخيرة من عمرك يارمضان..

رمضان..

كيف سأكون في كل ليلةباقية من لياليك..

ترى يارمضاني الحبيب..هل حقاً تغيرت؟؟

أترك الجواب للأيام المقبلات..

(13)

تخيل لو أنك بنيت بناءً ثم أتممته ولم يبق إلا أن تضع حجراً أوحجرين..ثم وقفت وتأملت هذا البناء

ونظرت إليه..فأي الآفات قد تهاجمك في وقوفك ذلك؟؟

*قد يعجبك البناء فتطيل النظر فيه وتنسيك فرحة الظفر والنهاية أن تتم البناء..فيمضي الوقت المتبقي

وأنت مشغول بالنظر مفتونٌ بالبناء..فهل ياترى سيتم البناء ولم يبق إلا ليالٍ يسيرة؟؟؟؟

*أو قدتنظر للبناء بعين الإعجاب فيثنيك ماصنعت عن إجادة مابقي وإن كان يسيراً فيدركك الزمان

وقد امتلأت نفسك بالرضا عمّا صنعت وإن كان غير تامٍ..فتخادعك بذلك وتثنيك..وتعدك بالمكافأة

وتقول لك:أنت أفضل من غيرك قد عملت كيت وكيت ..وهل البناء تمام؟؟ومتى يأخذ الأجير

أجره..أليس إذا أتمّ عمله؟؟

*أو قد تباطيء سيرك وعملك في الليالي الأخيرة...وتعدك بأن في الوقت فسحةفلم العجلة؟؟ وليس الأمر إلا وضع

حجرٍ أو حجرين..وما تعلم أن انقداح فتيل الهمة بعد تباطيء من الصعوبة بمكان..ومازال العبد يصبر

نفسه على السير ونفسه متقدة مشغولة بالعمل ولو وجد مشقة عظيمة..أهون عليه من ساعة يسايس

نفسه ويهادنها وينفخ فيها روح الجد وقد آثرت الركون والراحة في زمن العمل فإنها لاتحبذ المرابطة

على الثغور والسهر في الحراسة؟؟

كل هذه أحوالٌ مهلكة تعترضنا في دقائقك الأخيرة يارمضان ولن ينجينا منها إلا رحمة يمن بها علينا

الحي القيوم الذي يعلم ماتسر تلك النفوس وماتعلن وماهي عليه قد جبلت من التفلت من الطاعات

بل إدمان قرع الباب وإظهار الفقر والافتقار واحتقار العمل وإرجاع الفضل في العمل إلى من وفق

العبد للقيام به..

دقائق حاسمة تشتد النفوس علينا يارمضان تنازعنا عبودية الطاعة والامتثال ..

دقائق مرة مؤلمة تحترق فيها النفس احتراقاً لتنجو بما ظفرت به وتسلمه لربها عزوجل علّه يقبل

ويتفضل..

دقائق ترتفع همة النفس صعوداً ونزولاً في الدقيقة الواحدة وتدال عليك الحرب كرّاً وفراً عليك ومنك

فأي خلاصٍ تؤمل إن لم يمن عليك من بيده القلوب والنفوس سبحانه..

دقائق عصيبة لاينجيك منهاإلا المسارعة إلى الطاعات والانغماس في أنهارها العذبة وعدم

الالتفات لذلك الصوت المخذل المزهد في العمل..

إيه يارمضان أترانا نعاني حرقة فراقك أم حرقة فراق عوائدنا التي أنتنت منها نفوسنا..

حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان أولاً وآخراً...

(14)

رمضاني الحبيب..

ترى من الذي سبق فنهنيه ومن الذي خسر فنعزيه..!

ليلة أو اثنتين ثم ترحل على حزنٍ عظيم لايقدر قدره إلا الله وتفارقنا..ولعلنا نلقاك أو يحال بيننا

وبين لقياك ..كما حرم كثير..

رمضاني الحبيب..

النتائج قد غيبت عنا ..هل ياترى نحن من العتقاء؟؟

هل نحن من الفائزين المقبولين؟؟

يارمضاني الحبيب..

حين أتلفت فأنظر صورة الأعمال وصور العاملين..أراها واحدة ..والحقائق لايطلع عليها إلا الله..

كلٌ يسابق ..كلٌ ينافس..هذا قاريء..وهذا خاتم...وهذا قائم..وهذا صائم ..وهذا باكي ,,وهذا داعي

كلهم يتقلبون في صور العبادة التي يعرفها جميعنا...

فياترى من هو المقبول؟

يارمضاني الحبيب..

كيف سترحل عنا؟

وبأي صورة ستتركنا

نسأل الله أن يسلم لنا رمضان وأن يتسلمه منا خالصاً متقبلاً...

 

صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط