صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أحكام صلاة الوتر

 

سعيد آل يعن الله


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه

¤ تعريف الوتْر
(بفتح الواو وكسرها) /
• لغة: الفرد أو العدد الفردي سواء كان واحداً أو أكثر، إذا لم يكن عدداً مزدوجاً.
قال تعالى :" والشفع والوتر" وفي الحديث (إن الله وتر يحب الوتر)
• اصطلاحاً: هو صلاة التطوع الفردية في الليل، وقيل: الركعة التي تختم بها صلاة الليل.

¤ فضل الوتر/

• الوتر من العبادات العظيمة و الطاعات الجليلة التي اهتم النبي صلى الله عليه و سلم بشأنها وحافظ عليها وحرص على أدائها وأولاها أشد عناية، فكان عليه الصلاة والسلام لايدع الوتر أبداً سفراً ولا حضراً.
و في المسند من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: (إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها، وهي الوتر) صححه الألباني في صحيح الجامع
وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن الله أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم، قلنا ماهي يا رسول الله قال: الوتر) رواه الخمسة إلا النسائي، وصححه الحاكم وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في حاشية بلوغ المرام، رواه الإمام أحمد بإسناد حسن، و في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أبا هريرة أن لا ينام حتى يُوتر، وفي صحيح مسلم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا الدرداء بذلك أيضاً، وفي المسند أوصى به أبا ذر أيضاً، وفي الصحيحين (إن الله وتر يحب الوتر).

¤ التحذير من ترك الوتر/

• حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إهمال الوتر وتركه ومن التهاون فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: ( من لم يوتر فليس منا) أخرجه أحمد و أبو داود، وصححه الحاكم، و قال الإمام أحمد رحمه الله في رجل يترك الوتر متعمداً: هذا رجل سوء، يترك سنة سنها النبي صلى الله عليه و سلم، ثم قال: هذا ساقط العدالة إذا ترك الوتر متعمداً.

¤ حكم صلاة الوتر/

• صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست بواجبة، وهو مذهب الجمهور وعليه جماهير أهل العلم من الصحابة والتابعين.
• واختار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الوتر واجب على من له ورد من قيام الليل، وذلك لحديث: (اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً) متفق عليه
• ولا يجوز تكرار صلاة الوتر في ليلة واحدة لحديث طلق بن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (لا وتران في ليلة) أخرجه أحمد والثلاثة، وصححه ابن حبان والألباني.

¤ وقت صلاة الوتر/

• وقته من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، لحديث:( الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر) وحديث: ( صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) متفق عليه، وقال ابن المنذر: أجمعوا على أن ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقت للوتر، وكذلك إذا صلى العشاء جمع تقديم مع المغرب، فيبدأ وقت الوتر من بعد تمام صلاة العشاء

• لا ينبغي لأحد أن يتعمد ترك الوتر حتى يصبح، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدركَ الصبح ولم يُوتِرْ فلا وِتْرَ لهُ)صححه الألباني، لكن إن فاته حتى طلع الفجر فله أن يصليه ما لم يصل الصبح، واستدلوا على ذلك بحديث: (من نام عن الوتر، أو نسيه، فليصل إذا أصبح، أو ذكر) رواه الخمسة إلا النسائي و صححه الحاكم و الذهبي و الألباني، واستدلوا كذلك بآثار وردت عن الصحابة أنهم كانوا يوترون بعد طلوع الفجر، ومنهم ابن مسعود وابن عباس وعبادة بن الصامت و أبو الدرداء وحذيفة وعائشة -رضي الله عنهم أجمعين، و هذا مذهب مالك و الشافعي و أحمد.

• من فاته الوتر حتى أصبح فيشرع في حقه أن يقضيه بعد طلوع الشمس شفعاً، فإن كان يوتر بواحدة قضاها ثنتين، وإن كان يوتر بثلاث قضاها أربعاً، وهكذا. لحديث عائشة رضي الله عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة)

• أفضل وقته في الثلث الأخير من الليل، خاصة إذا وثق من استيقاظه آخر الليل، لحديث عائشة رضي الله عنها: (من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه و سلم، من أول الليل وأوسطه وأخره، فانتهى وتره إلى السحر) متفق عليه، و إن خشي ألا يستيقظ آخر الليل أوتر قبل أن ينام لحديث جابر -رضي الله عنه-: (من خاف منكم ألا يستيقظ آخر الليل فليوتر من أوله وليرقد) رواه مسلم، وصلاة آخر الليل تشهدها الملائكة، وهذه ميزة كبرى لأن هذا هو وقت المناجاة حينما ينزل الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) متفق عليه.

• والوتر آخر الليل هو التهجد الذي ذكره الله جل وعلا في كتابه العزيز،{ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماًمحموداً}، و التهجد لا يكون إلا بعد النوم، وهو وقت الناشئة التي قال الله جل وعلا فيها: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً و أقوم قيلاً)، ولا تكون الناشئة إلا بعد رقدة.

¤ عدد ركعات الوتر وصفته/

1- الوتر بركعة واحدة:
وهو مذهب الجمهور لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ويوتر بركعة من آخر الليل) رواه مسلم، وذهب الحنفية إلى عدم جواز الإيتار بركعة لحديث: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البتيراء، أن يصلي الرجل الوتر ركعة واحدة)، ولكنه حديث لا يصح، وضعفه غير واحد من أهل العلم، والصحيح جواز الإيتار بركعة واحدة.
2- الوتر بثلاث ركعات:
وقد ورد على صفتين كلتاهما مشروعة/
الأولى: أن يصلي ركعتين و يسلم، ثم يصلي الثالثة وحدها، لحديث ابن عمر: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفصل الشفع و والوتر بتسليم يسمعناه) أخرجه أحمد وابن حبان وقواه الحافظ في الفتح وصححه الألباني في الإرواء، وفي البخاري عن نافع، أن ابن عمر -رضي الله عنهما- (كان يسلّم بين الركعتين و والوتر حتى يأمر ببعض حاجته)
الثانية: أن يصلي الثلاث بتشهد واحد:
لحديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن) أخرجه مالك والنسائي وصححه الحاكم و وافقه الذهبي،
ملاحظة1/ لا يشرع أن تُصلى الوتر بتشهدين وسلام واحد،لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تشبّه صلاة الوتر بصلاة المغرب، أخرجه ابن حبان والحاكم وقال: «صحيح على شرط الشيخين»، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: «إسناده على شرط الشيخين»
ملاحظة2/ يستحب إذا أوتر بثلاث أن يقرأ في الأولى ب{سبح اسم ربك الأعلى} والثانية {قل يا أيها الكافرون} والثالثة {قل هو الله أحد}، لحديث ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر ب{سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} في ركعة ركعة)، أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
ومعنى في ركعة ركعة: أي في كل ركعة سورة منها.
3- الوتر بخمس ركعات:
وتكون خمس ركعات لا يجلس فيها إلا للتشهد في آخرها و يسلّم
لحديث عائشة -رضي الله عنها- ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها) صحيح مسلم .
4- الوتر بسبع ركعات:
وقد ورد بصفتين/
الأولى: يوتر بسبع فيسرد الركعات ولا يتشهد إلا مرة واحدة في آخرها ويسلّم، لحديث أم سلمة رضي الله عنها ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوتر بسبع أو خمس، لا يفصل بينهن بتسليم ولا كلام) أخرجه أحمد و النسائي وصححه الألباني.
الثانية: يوتر بسبع، فيسرد الركعات ثم يجلس في السادسة للتشهد ولا يسلم، ثم يقوم للسابعة ويتشهد ويسلم. وسيأتي دليله.
5- الوتر بتسع ركعات:
وتكون تسع ركعات ويتشهد فيها مرتين، مرة في الثامنة، ثم يقوم ولا يسلّم، ومرة في التاسعة و يتشهد ويسلّم. ودليل هذه الصفة و الصفة السابقة حديث عائشة رضي الله عنها في صفة وتر النبي صلى الله عليه و سلم، قالت ( ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده و يدعوه، ثم ينهض ولا يسلّم، ثم يقوم التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده و يدعوه، ثم يسلّم تسليمناً يسمعناه، ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلّم و هو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بُنيّ،فلما سنّ نبي الله صلى الله عليه و سلم، وأخذه اللحم، أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع يا بُنيّ) أخرجه مسلم
و يسن أن يقرأ في الركعتين بعد الوتر «إذا زلزت الأرض» والثانية «قل يا أيها الكافرون» لحديث أبي أمامة الباهلي ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما «إذا زلزت الأرض» و «قل يا أيها الكافرون» ) أخرجه أحمد وحسنه الألباني.

¤ القنوت في الوتر/

القنوت في صلاة الوتر مشروع في الجملة عند الجمهور -لكن لا يداوم عليه-.
وقد روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أُبي بن كعب رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع) صححه الألباني، و ورد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال: ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر : «اللهم أهدني فيمن هديت .... » )أخرجه الأربعة وصححه الألباني، و( صحّ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقنت في الوتر )أخرجه البيهقي وصححه.
قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في ركعة الوتر أحياناً، وقلنا أحياناً لأن الصحابة الذين رووا الوتر لم يذكروا القنوت فيه، فلو كان يفعله دائماً لنقلوه جميعاً عنه، نعم رواه عنه أُبي بن كعب وحده؛ فدل على أنه كان يفعله أحياناً.

¤ محل القنوت في الوتر/

ورد القنوت في السنة قبل الركوع و بعده، والصحيح جواز الأمرين، والسنة في ذلك التنويع، فيقنت أحياناً قبل الركوع وأحياناً بعده.
قال ابن حجر في الفتح : ( و قد اختلف عمل الصحابة في ذلك، والظاهر أنه من الاختلاف المباح)
و قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع : ( فيكون موضع القنوت من السنن المتنوعة التي يفعلها أحياناً هكذا و أحياناً هكذا)

¤ الدعاء المسنون في القنوت/

1- يبدأ القنوت بما صحّ عند البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قنوته/
( اللهم إنا نستعينك و نستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك و نتوكل عليك و نثني عليك الخير كله،ونشكرك ولا نكفرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحفِد، نرجو رحمتك و نخشى عذابك إن عذابك الجدّ بالكفار ملحق)
قال الشبخ ابن عثيمين: (هكذا قال الإمام أحمد رحمه، لأنه ثناء على الله، والثناء مقدم على الدعاء، لأنه فتحُ بابِ الدعاء) الشرح الممتع
2- بالدعاء الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن رضي الله عنه ( اللهم اهدني فيمن هديت، و عافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لا منجا منك إلا إليك) صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني
*ملاحظة:
أما الإمام فيقول «اللهم اهدنا فيمن هديت ...» لحديث: ( من أمّ قوماً فخص نفسه بالدعاء فقد خانهم) رواه أحمد والترمذي و حسنه.
قال ابن عثيمين: (إذا دعا الإمام فقال (اللهم اهدني...) والمأمومون يقولون: آمين، صار الدعاء له، والمأموم ليس له شيء، إلا أنه يؤمن على دعاء الإمام لنفسه، وهذا نوع خيانة) الشرح الممتع
3- ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، و بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) أخرجه مسلم
4- الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم في آخر القنوت، وقد ثبت ذلك في حديث إمامة أُبي بن كعب بالناس في قيام رمضان، ( أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم في آخر القنوت) رواه ابن خزيمة
5- وله أن يدعو بما شاء لأن المقام مقام دعاء،قال ابن عثيمين -رحمه الله- : ( لو زاد الإنسان على ذلك فلا بأس، لأن المقام مقام دعاء، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقنت بلعن الكافرين، فيقول: ( اللهم العن الكفرة)، وفي هذا ما يدل على أن الأمر في ذلك واسع) الشرح الممتع

¤ رفع اليدين في القنوت/

يستحب رفع اليدين في القنوت لحديث أنس رضي الله عنه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على قتلة القراء (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم) رواه أحمد والبيهقي، وقال الألباني في الإرواء إسناده صحيح على شرط مسلم.
وصحّ ذلك أيضاً عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة رضي الله عنهما.

¤ صفة رفع اليدين في القنوت/

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- :
( قال العلماء: يرفع يديه إلى صدره، ولا يرفع هما كثيراً، لأن هذا الدعاء ليس دعاء ابتهال يبالغ فيه الإنسان بالرفع، بل دعاء رغبة، ويبسط يديه و بطونهما إلى السماء) وقال رحمه الله ( يضم اليدين بعضهما إلى بعض كحال المستجدي الذي يطلب من غيره أن يعطيه شيئاً، و أما التفريج والمباعدة بينهما فلا أعلم له أصلاً، لا في السنة ولا في كلام العلماء) الشرح الممتع

¤ مسح الوجه باليدين بعد الدعاء/

ورد في ذلك حديث عمر رضي الله عنه: ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كان إذا مدَّ يديْهِ في الدعاءِ لا يردُّهما ، حتَّى يمسحَ بهِما وجهَه) رواه الترمذي، وله شواهد من حديث ابن عباس عند أبي داود وغيره
و قد اختلف أهل العلم في حكم هذا الحديث على قولين/
الأول: أنه ضعيف، و اختار ذلك الإمام أحمد و النووي و شيخ الإسلام ابن تيمية و العز بن عبدالسلام، ومن المعاصرين ابن باز والألباني و ابن عثيمين وبكر أبو زيد رحمهم الله جميعاً
الثاني: أنه حسن بمجموع طرقه، واختاره جمع من العلماء منهم اسحاق و النووي في أحد قوليه وابن حجر والمناوي والصنعاني و الشوكاني و الشيخ عبدالله البسام و الشيخ عبدالله بن جبرين رحمهم الله جميعاً
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ( مسح الوجه بعد الدعاء ليس بدعة، لكن تركه أفضل للأحاديث الضعيفة وقد ذهب جماعة إلى تحسينها؛ لأنها من باب الحسن لغيره، كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر -رحمه الله- في آخر بلوغ المرام، وذكر ذلك آخرون، فمن رآها من باب الحسن استحب المسح، ومن رآها من قبيل الضعيف لم يستحب المسح) فتاوى نور على الدرب
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ( فالأفضل أن لا يمسح، ولكن لا ننكر على من مسح اعتماداً على تحسين الأحاديث الواردة في ذلك، لأن هذا مما يختلف فيه الناس) الشرح الممتع

¤ الذكر بعد الوتر/

قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار فيما يقال بعد الوتر:
روينا في سنن أبي داود والنسائي وغيرهما بالإسناد الصحيح، عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس». وفي رواية النسائي وابن السني: «سبحان الملك القدوس ثلاث مرات».
وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي عن علي رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: « اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك». قال الترمذي: حديث حسن.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه

جمع و إعداد /
سعيد آل يعن الله
خميس مشيط

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
بحوث علمية
  • بحوث في التوحيد
  • بحوث فقهية
  • بحوث حديثية
  • بحوث في التفسير
  • بحوث في اللغة
  • بحوث متفرقة
  • الصفحة الرئيسية