صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الجانب العبادي في سيرة ابن جبرين رحمه الله

أحمد العنزي
عبد الرحمن باطرفي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ


الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..أما بعد :
فقد كثرت المقالات والكتب في طرح سيرة العلامة عبد الله بن جبرين -رحمه الله- وبعض جوانبها ، ونحن هنا لسنا بصدد البحث عن سيرة الشيخ كاملة، ولكننا هنا للبحث عن الجانب الأغمض والذي يخفيه كل شخص ويريد أن يكون عمله خالصاً لوجه الله عز وجل, ألا وهو الجانب العبادي من سيرته ، لكي نرفع به الهمم ونحفز النفوس حتى يقتدي به الناس في هذا الجانب, والذي يعد من أعظم الجوانب في الدعوة لعبادة الله عز وجل, وقد واجهتنا بعض الصعوبات في الحصول على هذه المعلومات لقلتها و ندرتها, ونسعد جدا بإضافاتكم وما تعرفونه عن الشيخ في هذا الجانب حتى ينشر بين الناس, ولعلنا نؤدي شيئا من حق الشيخ الفاضل عليه شآبيب الرحمة والغفران من الكريم المنان, وعملنا بهذا البحث: جمعنا ما تيسر من المصادر التي تحدثت عن الشيخ, وانتقينا ما يتعلق بجانب العبادة منها, وحرصنا على ذكر المصدر بعد كل خبر وموقف, الله اسأل أن ينفع بهذا البحث, ويجعله خالصا لوجهه الكريم..


إخوانكم:
أحمد العنزي
عبد الرحمن باطرفي
وهذا البريد للتواصل:
ss26ss@gmail.com
 



1- يروي أحد طلابه أنه طلب من الشيخ مرافقته لإحدى هذه الرحلات وحصل كما ذكرنا أن ذهبوا وألقى الشيخ درسه ثم عادوا بعد منتصف الليل، وقد كان صاحب القصة منهك من التعب، يقول فسارع إلى النوم مباشرة، يقول فاكتشفت في اليوم الثاني أن الشيخ رحمه الله كان يقوم الليل تهجدا لله..!! الله أكبر ما أعظم الهمة وما أعظم الهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة).
وقال الحسن رحمه الله: \"موت العالم ثلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار\"، وقيل لـسعيد بن جبير رحمه الله: \"ما علامة الساعة وهلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم\".
مقال: ابن جبرين.. وأفــل الضـــيـــاء..
كتبه/ عبدالله بن محمد الحربي.
 



2- وأما الذي عاينتُه وعاينه الناس آخرَ حياته: فهو أن وقته مستغرق في التدريس والإفادة، من بعد الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس، وربما درّس في المجلس الواحد عشرة كتب مختلفة، وبعد العصر إلى ما بعد العشاء، مع إجابة الفتاوى، والقراءة للرقية، ومراجعة الكتب والرسائل له ولغيره، وكتابة الردود والمقدمات والبيانات، والشفاعات -وما أكثرَها!-، واستقبال الناس وقضاء حاجاتهم، وزيارة العلماء والفضلاء، وحضور المناسبات، فلا يرتاح الشيخ في يومه وليلته إلا قليلاً، وكان كثير السفر في الدعوة والتدريس، ولا سيما في الصيف.
مقال: خواطر ومواقف في وفاة سماحة الشيخ ابن جبرين.
محمد زياد بن عمر التكلة.
 



3- ومنْ العبرِ الجليلةِ في حياةِ الشيخِ اقترانُ العلمِ بالعملِ والعبادة؛ فلا رونقَ للعلمِ بلا عمل، وقدْ روى أحدُ العاملينَ في جامعِ القاضي أنَّه رأى الشيخَ يدخلُ منْ بابِ المحرابِ قبيلَ المغربِ ويفطرُ على ثلاثِ تمراتٍ وكأسِ ماءٍ فقطْ ثمَّ يصلي ويلقي درساً بعدَ المغربِ وآخرَ بعدَ العشاءِ ويجيبُ عنْ الأسئلةِ دونَ أنْ يكلَّ أوْ يملَّ وذاكَ لعمرُ اللهِ نشاطُ الرُّوحِ المؤمنةِ التي لا يحتملها جسدُ شيخٍ في عشرِ الثمانينَ لولا الإيمانُ والاحتساب. وذكرَ لي زميلٌ أنَّه ذهبَ للاصطيافِ في "تنومة"-جنوب السعودية- فتفاجأَ بنشاطاتِ الشيخِ وجهودهِ وتلكَ همَّةٌ بلغتْ القمَّةَ وجعلتْ صاحبَها يفني الإجازةَ في الترحالِ بينَ مناطقِ المملكةِ معلمَّاً وداعياً وموجها.
مقال:ابن جبرين..والديار التي خلت!
أحمد بن عبدالمحسن العسَّافhttp://www.alukah.net/Literature_Language/0/21769/
 



4- مما عُرف عن هذا العالم عدم إغفاله لجانب العناية بالفقراء والمساكين ، بل رؤي - رحمه الله - مرة وهو يقود سيارة متواضعة في جُنح الليلِ الدامسِ يحملُ بنفسه أطعمة وأغذية ويوزّعها على الفقراء في بيوتهم متخفياً عن أنظارِ الناس ، فما أحوجنا في وقت الفرصة في هذه الحياة أن نعتني بهذه الشريحة من الناس وهم الفقراء المتعففين ، وهي رحمة يفتحها الله على من يشاء من عباده "ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها وما يُمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم" ، مهما كان وضع المرء المادي ، فإن الغنى نسبي ، والفقر نسبي كذلك ، والراحمون يرحمهم الرحمن .
مقال: وقفات من سيرة العلامة ابن جبرين رحمه الله
صالح بن عبدالعزيز التويجري
http://lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=7814
 



5- وأذكر مثالا من أمثلة جهود الشيخ العظيمة التي كان يبذلها في دعوة الناس وتعليمهم: فعندما كان الشيخ رحمه الله في رحلة دعوية إلى المنطقة الجنوبية عام 1416هـ بتوجبه رسمي من مفتي عام المملكة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله تعالى)، وكنت برفقته مع أحد طلبة العلم، وزار في هذه الرحلة بعض القرى كقرية المجاردة وبارق وثربان وغيرها من المناطق الجنوبية، واستمرت هذه الرحلة مدة أسبوع، وحظيت بإلقاء المحاضرات والدروس والكلمات التوجيهية والنصح والإرشاد للمسؤولين والموظفين في الدوائر الحكومية بتلك القرى.
وقد لمست من الشيخ (رحمه الله) في هذه الرحلة الحرص الشديد على إنهاء ما بيده من أعمال، حيث كان يقرأ في كتاب كبير الحجم، تبلغ عدد صفحاته أكثر من ألف صفحة، فكان يقرأ فيه من بداية رحلته في الطائرة وفي السيارة وفي مقر إقامته.
وفي يوم من أيام الرحلة ذهبنا إلى إحدى القرى ليلقي فضيلته محاضرة في إحدى المدارس، وكانت تبعد هذه القرية عن مقر إقامة الشيخ ما يقارب 40 كيلو مترا، وكان معظم الطريق وعرا جدا، فشد انتباهي لما عدنا إلى مقر إقامة الشيخ عند الساعة الثانية عشر ليلا أن الشيخ جلس في غرفته يتابع القراءة في الكتاب الذي كان يقرأ فيه من بداية رحلته، مع أنه كان مرهقا إرهاقا شديدا بسبب الجهد الذي بذله في ذلك اليوم. وبعد ذلك توقف عن القراءة وشرع في صلاة التهجد، وكان ذلك الوقت الساعة الثانية ليلا.
ومما اتسم به رحمه الله أنه يداوم على حضور الجنائز والصلاة عليها في جامع الأمير عبد الله بن محمد بعتيقة.
مقال:ابـن جــبــريـن .. صــرحـنـا الــذي هـــــوى
 



6- مواساته للمسلمين :
* يقول إبراهيم الشتري: كنت أقدم للشيخ أسئلة لصفحة الفتاوى في مجلة الدعوة وكان – رحمه الله – حريصاً على الإجابة عليها بخط يده وفي الوقت المحدد.
الشيخ – رحمه الله – يحرص على أداء صلاة الميت في جامع عتيقة والراجحي ويذهب معهم أحياناً إلى المقبرة ويقف مع أهل المصاب معزياً ومواسياً مستشعراً الأجر في ذلك.
 



7- إخفائه لعمله
* قال الشيخ عبدالله بن محمد العسكر: لقد كان يتتبع الخيرَ مظانّه، ويجتهد في إخفاء عمله ما استطاع إلى ذاك سبيلاً.
يذكر أحد الإخوة المقربين منه أنه – رحمه الله – كان يقوم من الليل فيحمل طعاماً وما تيسر من مؤونة ويخرج والناس هّجعٌ نيام مختفياً حتى لا يراه أحد ثم يضع هذا الطعام عند باب أحد طلابه الفقراء ثم يطرق الباب ويمضي سريعاً قبل أن يفتح تلميذه الباب فلا يعرف من الذين وضعه؟!!  إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ( سورة الإنسان، الآية: 9).
يا الله ما أعظم هؤلاء الرجال !!
 



8- يقول الكاتب منصور البراك : ومما يرويه مدير مكتب سماحة الشيخ في ذلك الوقت في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء الأستاذ عبدالله الحوطي عن رحلات سماحته في جنوب المملكة لإلقاء المحاضرات في القرى والهجر حيث يعود الشيخ مع مرافقيه حوالي الساعة العاشرة ليلاً ليتوجهوا إلى النوم مباشرة نظراً للإرهاق والتعب من البرنامج اليومي للتنقلات بينما يعود الشيخ رحمه الله إلى الصلاة والتدوين والتفرغ للعبادة!
 



9- يقول الدكتور عبدالعزيز بن محمد العويد:
: ابن جبرين لم يكن إبداعه وتميزه من فراغ ولكن بتوفيق ولجوء وتضرع وإنابة وأيضاً جهود تضافرت لصنع المتميزين والأعلام المبدعين.
 



10- ويقول الشيخ طارق الخويطر: ومن الأشياء التي استفدتها من الشيخ – رحمه الله – في الحج: حرصه على تطبيق السنن وتركه للرخص، فدائماً كان يحج متمتعاً، يذهب إلى الحرم ويطوف ويسعى، ثم ينتهي من عمرته، ثم في اليوم الثامن يحرم بالحج، وبعد ذلك يذهب إلى طواف الإفاضة وسعي الحج، ولا يؤخر هذا الطواف إلى طواف الوداع.
 



11- يقول الدكتور محمد بن عبدالله المشوح:
ولقد شاهدت بنفسي حرصه وصبره على العبادة وذلك خلال قدومه في شهر رمضان من كل عام للقيام في مكة والصلاة في المسجد الحرام فكان يحضر قبل صلاة العصر ويجلس جلسة واحدة يقرأ في القرآن من حفظه لا يتململ في جلسته ولا ينشغل في شيء إلى صلاة التراويح.
 



12- وقال تلميذ الشيخ : أحمد المهنا:
كان الشيخ أيضاً كريماً جواداً يعطي من غير منة.. وكانت هذه الأعطيات إما مادية أو شفاعة أو تزكية.. ولا يمر يوم إلا ويعطي الشيخ من هذه الأمور بروح طيبة.. ولعل من المواقف المؤثرة هو موقف لامرأة فقيرة كبيرة السن كانت تجلس أحياناً في الطريق الموصل لمنزل الشيخ.. وكان كل ما رآها الشيخ أعطاها بعض المال.. وعندما علمت قبل أيام بوفاة الشيخ بكت بكاء شديداً وجلست تردد عبارات مثل من (لنا بعده ومن للمساكين والفقراء...).
 



13- يقول أحد طلبة الشيخ رحمه الله تعالى: كان مكتب الشيخ القديم وتحديداً قبل عام 1421هـ عبارة عن ملحق في منزله، وكان الشيخ يمكث فيه ليلاً ليقرأ الكتب ويرد على الاتصالات التي ترد إليه ومع ذلك فإن صلاة الفجر لا تفوته، ونجده لا يفارق الصف الأول في جماعة المسجد.
 



14- يقول الشيخ عبدالعزيز السدحان عن الشيخ عبدالله رحمه الله تعالى: فمنذ صغره ذكر بعض قرابته أنه رحمه الله تعالى كان يمكث في المسجد قبل أن يناهز البلوغ وبعده منذ صلاة الفجر إلى الظهر متواصلاً وأحياناً إلى صلاة العصر وكان من أسباب ذلك أن شيخه المشهور بأبي حبيب عبدالعزيز الشتري رحمه الله تعالى لما أراد الشيخ أن يقرأ عليه أمره بحفظ القرآن فكان أمراً موفقاً من الآمر وللمأمور فاجتهد الشيخ ولازم المسجد حتى أتم حفظ القرآن كاملاً والشيخ لو ترجم له مصنف مع الحفاظ دون تردد فلا أعرف في مشايخنا أقوى حافظة واستحضار من الشيخ عبدالله رحم الله مشايخنا.
 



15- يقول الشيخ محمد السمان: ثالثاً: وهو أيضاً موقف حدث في عرفات فقد رأيته رحمه الله قام بعد الغداء واستقبل القبلة يدعو وكان الحر شديداً حتى أننا كنا نرفع أيدينا بالدعاء فيرهقنا الحر فنرتاح لفترة، وكنت أنظر إليه فو الله لقد كان رحمه الله على حاله التي بدأ فيها بالدعاء رافعاً يده حتى تحركنا لمزدلفة، فتعجبت كثيراً من رجل بمثل سن الشيخ وعمره كيف يصبر على مثل هذه العبادة مع وجود المشقة الظاهرة والحر الشديد، واستصغرت نفسي...
 



16- ذكر أحد الدعاة أن شخصاً من أهل الشرقية كانت عنده بنت مصابة بالسرطان فذهب بها لأحد المستشفيات الكبار في العاصمة الرياض واستأجر له شقة، وأنفق ما لديه من أموال في علاج ابنته حتى أرهقته الديون وأصبح لا يجد ما يدفعه لصاحب الشقة، ولما خرج من شقته في أحد الأيام لزيارة ابنته في المستشفى وجد كيساً عند باب بيته فلما فتحه وجد فيه بعض الأموال وبعض الأطعمة، فأخذها مسروراً بها، وفي اليوم التالي حصل له ما حصل بالأمس، ولما سأل عن الشخص الذي يأتي بها، أخبره أحد جيرانه أنه شاهد الشيخ ابن جبرين (رحمه الله) يأتي في الصباح الباكر ويضع هذا الكيس عند منزل هذا المحتاج، مع العلم أن الشيخ ليس من جيرانه المقربين لكنه سأل عنه ووجد أنه محتاج ففعل ما فعل وقد أتى لوحده بسيارته ليضعها له.. رحمه الله الشيخ وأسكننا وإياه الفردوس الأعلى .
 



17- يقول الشيخ محمد السمان:وهذا الموقف كان يوم عرفة حيث نزل رحمه الله من الحافلة ونزلنا معه بعد أن وصلنا إلى عرفات فكان أو ما أمرنا به أن نستعد للصلاة فصلينا الظهر والعصر، ثم أوصى القائمين على الحملة بسرعة وضع طعام الغداء لنتفرغ للعبادة والدعاء، وقد اجتمعنا معه رحمه الله في مكان واحد قبل الغداء فوالله إن أكثر الناس كانوا يتحدثون فيما بينهم ويتسامرون استعدادً للطعام وكان رحمه الله تتحرك شفتاه بذكر الله انشغل بذلك عن الحديث مع الناس.
 



18- يقول الشيخ عبدالله العثيمين أن الشيخ ابن جبرين كان يتصدق في مشفاه الأمريكي على الأجانب.
 



19- يقول الشيخ محمد المنجد حفظه الله تعالى: ولقد أخبرني – الشيخ رحمه الله – أن والده اعتاد القيام آخر الليل، فكان ينام مبكراً، ويستيقظ قبل الفجر بساعتين غالباً ... وكان يوقظ أبناءه قبيل الفجر بنصف ساعة ليعودهم الصلاة في هذا الوقت المبارك ولو شيئاً يسيراً.
 



20- كان رحمه الله في صيف كل عام يجوب مناطق المملكة من مدن وقرى لنشر العلم والتوحيد والدعوة والإرشاد، ذكر أحد الفضلاء أن بعض طلبة العلم ذهبوا إلى إحدى المناطق النائية بالمملكة للدعوة والإرشاد والتوعية فوجدوا في بعض القرى كتب ومنشورات علمية، فسألوا أهل هذه القرى عمن أوصل لكم هذه الكتب، فقالوا: شيخ كبير يقال له (جبريل)! وتبين بعد ذلك أنهم يقصدون الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- فعلمه لم يقتصر على من حوله من طلابه وأحبابه. وللشيخ -رحمه الله-جهود عظيمة لا يتسع بسطها في هذه الأسطر في مجال التعليم وإلقاء الدروس والدعوة إلى الله وقضاء حوائج الناس من دعم مادي ومعنوي وبذله للشفاعات وأعمال البر والصدقة وحضور للمحافل وعيادة المرضى وغير ذلك
 



21- ذكر أحد طلاب الشيخ أن الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- سأله عن دروس الشيخ ابن جبرين وماذا يجد فيها. فقال: كنت أحضر في بعض الأحيان بدون كتاب أو منشغل الذهن لكني أجد راحة وانشراحا في الصدر لو لم أركز في الدرس، فقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- هذا دليل على حسن نية الشيخ وإخلاصه فرحم الله علماء الأمة رحمة واسعة.
 



22- وفي إحدى اللقاءات مع الشيخ في السنوات الأخيرة من حياته –رحمه الله- سألناه عن وقته لقراءة القرآن الكريم، فقال: الله المستعان كنا نختم القرآن كل أسبوع أو أقل والآن بعد أن ضعفت الهمة أصبحنا نختم كل أسبوعين. وذكر الشيخ -رحمه الله- أنهم كانوا في السابق يختمون القرآن في رمضان في صلاة التراويح كل ثلاث ليالي .
 



23- وشيخُنا الجبرين منذ نعومة أظفاره ما كان لِلهْوِ في جدوله نصيب، تراه يخرج من بيته الطِّينيِّ في القويعيَّة قد تأبَّط كتابَه، وخرج لينهلَ من المعين الصافي، والمورد العذَب، لم يَثْنِه عن ذلك حرارةُ الشَّمس النجديَّة، ولا لهيبُ الرمضاء، ولا طول الطريق، ولا قلَّةُ السالكين، يتنقل بين شيوخ قريته، كتِلْكم النحلة التي تتنقل بين أزهار الرَّبيع، كان الناس يرونَه بين المزارع والنخيل تارةً يمشي على قدميه، وتارة قد امتطى جملَه طالبًا العلوم التي تُقرِّبه من مولاه، مستلذًّا الصِّعاب في سبيل نيْل المعالي، فبورك الجد يا شمسَ الأصيل.
 



24- يقول أحدُ طلاَّبه: "خرجتُ مع الشيخ بعد عصر يوم الأربعاء؛ ليلقيَ الشيخ محاضرةً تبعُد عن الرياض (مائة وخمسين كم)، فذهبنا أنا ومجموعةٌ معي، وكلِّي فرح وسرور، البهجةُ تغمرني من كلِّ جانب، وبينما نحن في الطريق كنَّا نسأل الشيخ، وشيخُنا يُجيبُ كالغيث المدرار، دون كلل أو ملل، بل لربَّما أخرج أحدُ الطلاَّب كتابًا فقرأه على الشيخ، وشيخُنا يُعلِّق ويشرح، وبعد أن وصلْنا إلى هناك أقبلوا على الشيخ كإقبال الظمآنِ على الماء، فاستمرَّ درسُه إلى العشاء، وبعدَ العشاء حضرَ الشيخُ مناسبةً، ثم عُدْنا إلى الرِّياض، وأنزلنا الشيخ في منزله الساعة الثانية، هل انتهى الأمر عند هذا فحسبُ؟ فوجئت أنَّ الشيخ بعد الفجر شَرَع في درسِه، وبقي مع طلبة العِلم حتى الساعة التاسعة!
 



25- أَخَذ كلَّ صيْف يَخرج لمدَّة شهر أو شهرين في مدن المملكة وقراها، يُقيم الدَّوْراتِ العِلميَّةَ، ويشرح المتون، ويُفتي العامَّة والخاصَّة، وينشر العِلمَ، وينزل على القلوب بوَعْظه الذي ينساب انسيابَ الماء في العُود، فتارةً تراه في المدن الساحليَّة، وتارةً في المدن الجبليَّة، دون كَللٍ أو ملل، وهو ذلك الشيخ الذي ناوشتْه الأمراضُ، وعضتْه الأوجاع، ولكنَّه عظيم، ما انحنَى ولا ركع إلاَّ لربِّه في صلاته.
بعض من تلك المواقف منقول من موقع الألوكة..
 



ختاما:

أولئك آبائي فجئني بمثلهم***إذا جمعتنا يا جرير المجامع


اسأل الله أن يغفر لشيخنا ويرحمه ويرفع قدره ومنزلته في أعلى عليين,
وجزى الله خيرا من أفاد ونصح ودعا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


للتواصل: ss26ss@gmail.com


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
بحوث علمية
  • بحوث في التوحيد
  • بحوث فقهية
  • بحوث حديثية
  • بحوث في التفسير
  • بحوث في اللغة
  • بحوث متفرقة
  • الصفحة الرئيسية