اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/arabic/majed/86.htm?print_it=1

والدي كن رحيماً

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
الرحمة صفةٌ نبيلةٌ وخلقٌ رفيع ، وأهل الإيمان والتقوى هم أرحم الخلق بالخلق ، والله عزوجل وهو البر الرحيم بعباده قد أرسل نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بالنور والهدى ليكون رحمةً للعالمين حيث يقول سبحانه:((وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)).
إن المتأملَ في سيرة قدوة الدعاة والمربين صلى الله عليه وسلم يجد فيها معالم عجيبة من رحمته صلى الله عليه وسلم بصحابته وأمته من حوله حتى ذاق حلاوةَ هذه الرحمة كلُّ أحد الصغير والكبير والذكر والأنثى وحتى الجمادات من الصخور والعجماوات من البهائم والدواب حظيت برحمة النبي صلى الله عليه وسلم والشواهد على ذلك في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم العطرة أكثر من أن تُحصى.

لقد غابت معالم السيرة النبوية العطرة في التربية والتعليم عن كثير من الآباء والأمهات ، وهذا ما أوجدَ صوراً شوهاءَ تمثلت في البؤس العاطفي الذي يعانيه الكثير من أبناء المسلمين وبناتهم بسبب غياب مفهوم الرحمة والرفق بفلذات الأكباد الذين رزقنا الله إياهم لنقوم بشأنهم وتربيتهم وفق منهج الله عزوجل المتمثل في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
إن اليتم المعنوي المتمثل في فقد عطف الوالد وحنان الأم هو من قاد الكثير من الأحداث إلى أن يجدوا أنفسهم فجأة وبلا مقدمات بين سندان السجن ومطرقة الصحبة الفاسدة التي قد يرون فيها تعويضاً عن ذلك النبع الصافي الذي نضب قبل أوانه.
عجبتُ لآباء لا يعرفون من معنى الولاية والأبوة شيئاً غير التسمين وتوفير المأكل والمشرب وقاموس السباب وقذائف الشتائم عند أدنى خطأ أو زلة.
عجبتُ لآباء تمضي على الواحد منهم الشهور وربما السنوات لا يفكر فيها في احتضان ابنه وضمه إلى صدره وتقبيله وإهدائه الهدية المعبرة عن موفور الحب وعظيم الحنان.
عجبتُ لآباء يجمعون القسوة مع البخل والتقصير في واجب الأبوة ثم هم بعد ذلك يطمحون في أبناء مطيعين بارين.
عجبت لآباء تمضي الأيام الطوال وربما السنوات وهو لا يدري عن ابنه ماذا يشاهد؟وماذا يقرأ؟ وأين يذهب؟ ومن يصاحب؟ وإذا انحرف ولده قال كيف انحرف ابني؟.
عجبتُ لآباء ينهرون أبناءهم على تضييع الصلاة وهم يضيعونها ولا يقومون بأدائها جماعةً مع المسلمين.
عجبت لآباء يوفرون جميع سبل الانحراف لأبنائهم وبناتهم داخل المنزل ويظنون أن هذا من الإحسان لهم ومن باب العطف عليهم.
أيها الأب ويا أيتها الأم اعلموا أن الرحمة بالأبناء تكون في متابعتهم وتقويم سلوكهم وإرشادهم ووعظهم بالتي هي أحسن مع اصطحابهم بالمعروف وإظهار الحب لهم والشفقة عليهم وكل ذلك لايكون إلا بتطبيق المنهج النبوي في التربية فاتقوا الله في رعيتكم.

ماجد بن محمد الجهني-الظهران
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية