اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/arabic/majed/26.htm?print_it=1

النقيدان من التحريف إلى التخريف

ماجد بن محمد الجهني

 
كغيري من المسلمين في هذه البسيطة المبتلين بقراءة التقيؤات الموجودة على صابرة كثير من الصحف اطلعت على ما سطره في جريدة الرياض يوم الخميس الموافق 14/7/1424هـ المدعو منصور النقيدان الذي ينتقل يوما بعد يوم من الانتكاس إلى الارتكاس ومن إدمان التحريف إلى هوس التزييف والتخريف ، هذا الدعي لبس ثوبا ليس له وأراد أن يصنع من نفسه المريضة مصلحا ومفكرا ومرشدا وارتقى مرتقى صعبا حين ظن هذا الألعوبة أنه بكلماته التي سطرها في جريدة الرياض يستطيع أن يرهب الآخرين الذين يدركون جيدا من هو النقيدان المتقلب على كل جنب والمنبطح في كل ردهة من ردهات الضعة والتناقض.

لقد بدأ مقالته التي حوت السم الزعاف والتي أبانت عن نفس مريضة ، وعقلية مكروبة فجة – أقول- بدأها بالتباكي على ماحدث لأمريكا في مقدمة طللية تظهر مدى مايتمتع به هذا الكويتب من قدره باهرة على التملق ومسح الجوخ واقتناص الفرص وكيف لايكون الأمر كذلك والكاتب هو النقيدان المفتون بنفسه والمجنون بما حازه من فنون ، ومع أنني لن أرضخ لابتزاز أمريكا ولا لابتزاز هذا الكاتب لأنني أقول : إنني لست مهتما بما يحدث لأمريكا لأنها بكبرها لا تساوي قطرة واحدة لدم مسلم أهدرته أمريكا إلا أنني أتعجب كيف يصنع الكذب نجوما وبمثل هذه السرعة الباهضة التي وصل إليها هذا الكذاب الأشر الذي هاجم المساجد والمكتبات وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والإعلام الذي صنعه ولم يسلم عالم أو داعية أو مفكر من هجوم هذا النكرة وإلا فما تفسير قول صنيعة التغرير النقيدان " وأن بالإمكان التعامل مع العمليات الإرهابية والمسئولين عنها والمتورطين فيها بقسوة مفصولا عن التعامل مع ثقافة الغلو والتطرف الحاضنة لتلك التوجهات والتي يتم تلقينها في كل مركز صيفي وفي كل مسجد وجامع وفي كل حلقة تحفيظ وفي المخيمات الدعوية والبرامج الدينية في التلفزيون وإذاعة القرآن الكريم وحتى في فتاوى تنشر في الصحف والكتب والمنشورات التي تباع في المكاتب أو توزع مجانا" وهكذا النقيدان يطيش عقله ويفقد صوابه ويوزع التهم يمنة ويسرة مستخدما عبارة ( كل ) التي هي من ألفاظ العموم ، وهذه الكل ألقت بصاحبها النقيدان وبالجريدة التي مررت هذه المقالة في واد سحيق من الظلم وعدم المصداقية واللا موضوعية وهذه طعنة عميقة في خاصرة الكاتب الذي لم يبق له من المصداقية سوى التعريف باسمه ليتضح المعنى ولنتبين سلامة المبنى إن كان هناك مبنى للمصداقية يرضى بإيواء النقيدان.

لقد أماط النقيدان اللثام عن وجهه واتهم فيمن اتهم الدولة بنشر فكر التطرف والغلو ودليل ذلك اتهامه لأجهزة رسمية هي لسان الدولة الرسمي كالتلفاز وإذاعة القرآن الكريم والصحف ويالله ما أعظم جريرة الحقد والسفه تبدأ بصاحبها أولا فترديه في مهاوي الخزي والتناقض فبالله عليكم كيف يستقيم حال ما يقوله هذا الكاتب مع ما تقوله الدولة صباحا ومساءا من أن أساس الحكم في هذه البلاد الدين وأساس قيامها الإسلام وأن منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب منهج دعوي تربوي علمي إصلاحي مع ما يقوله النقيدان وفي صحيفة رسمية يتهم من خلالها مؤسسات فكرية وعلمية ودعوية بل وحكومية رسمية بتعزيز ثقافة التطرف والخروج.

النقيدان بدا في هذا الحصاد المر الذي جناه قلمه رحيما بالأمريكان ، رحيما بالشيعة الذي بدأ يميل إلى كونهم أحرص على الأمن من أهل السنة ، وبدا رحيما بالعلمانيين والليبراليين ، ولكنه في الطرف الآخر نسف جموعا ضخمة وأدخلها عن سابق علم وإصرار وتطرف في بوتقة الغلو والخروج والتكفير وكل ذلك يحدث من النقيدان انتقاما لكرامة أسياده الأمريكان الذي علموه هو وشاكلته وآووه هو وشاكلته وأنفقوا عليه هو وشاكلته ورفعوه هو وشاكلته وأشعروه هو وشاكلته كيف يعيش آدميا على الطراز الحرباوي الأمريكي .

إننا نعلم أن ربنا هو الذي أطعمنا من جوع وآمننا من خوف ، ونعلم جيدا أن ربنا لا يقدر شرا محضا عز وجل فمع ما حدث في مدينة الرياض من أمر مروع رفضناه ونرفضه من قبل أن نرى النقيدان وشاكلته ونرفضه ليس من باب الوطنية أو التزلف أو النفاق أو التلون أو النفعية كما يفعل البعض ولكن نرفضه تدينا ندين الله عزوجل به ، نعم لقد كان من نعم الله عزوجل في هذه الأحداث العظام التي تحدث في الكون أن كشف الله عزوجل أصحاب القلوب المريضة وكشف الله لنا أرباب الزيف والدجل الإعلامي ومن ضمن هؤلاء المدعو النقيدان الذي أراد الله عزوجل فضيحته على رؤوس الأشهاد بما خطت يداه وبما أبانه من حقد على المحاضن الدعوية وعلى منابر الخير في بلد الخير الذي يشهد له العالم كله بالوسطية والاعتدال ، جاء النقيدان ليفتئت في مقالته على ولاة أمر هذه البلاد من أمراء وعلماء ومصلحين والذين يرون أن الفكر التكفيري هو فكر القلة وأن غالبية أهل هذه البلاد هم ممن يتمتعون بالسير على منهج السلف الصالح رحمهم الله ولكن مثل هذا التوجه ومثل هذا الرأي من القيادة السياسية والعلمية لهذه البلاد المباركة لم يعجب النقيدان ومن استغفله وأزه فراح يوجه سهامه المسمومة إلى كل اتجاه ليقنع الآخرين بأنه وصل إلى مرحلة النضج التخريفي الذي وصل إليه المفكر المسيحي مارتن لوثر وبهذا يكون النقيدان أثبت لشلة الأنس التي تمتطي صهوة قلمه بأنه أصبح وبقدرة قادر المفكر العظيم الذي تحرر من كل قيد واستطاع أن يأتي بما لم تستطعه الأوائل.

إنني أهنيء الأمريكان وأهنيء الشيعة وأهنيء اللليبراليين العلمانيين وأهنيء جميع المرضى بشهادة النقيدان لهم فهذه شهادة جائتهم من رائد لا يكذب أهله ومن رجل لا يمثل إلا نفسه .

وأما هجوم النقيدان على جميع المراكز الصيفية وجميع المساجد وجميع الجوامع وهذا يقتضي الهجوم على جميع الأئمة والخطباء وكذلك هجومه على المخيمات الدعوية فهو مما يزيد هذه المؤسسات شرفا وهو مما يزيدها سموا وعلوا وقديما قيل :

إذا أتتك مسبتي من ناقص**** فهي الشهادة لي بأني كامل.

ختاما هذه المقالة أثبتت بما لايدع مجالا للشك بأن صحافتنا المحلية تحتوي على مجموعة من الكتبة الإرهابيين الذين يجب على الجميع أن يطالب الدولة بأن تكف بأسهم لأنهم هم وقود ومادة كل فساد وخراب في هذه الديار وهم من يمثل دور حمالة الحطب في هذه الفتنة.
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية