اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/arabic/majed/106.htm?print_it=1

شكراً للدكتور النجيمي

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


لقد أسعدنا الدكتور محمد النجيمي بزيارته للمنطقة الشرقية بدعوة من ناديها الأدبي حيث ألقى فيه محاضرةً قيمة عن الشخصية الإسلامية بين الإفراط والتفريط ، وقد كان النجيمي كعادته مبدعاً ومثرياً وشفافاً وصريحا.

تحدث الدكتور عن مميزات وسمات الشخصية الإسلامية ، وأكد على أنها شخصية وسط بين الإفراط والتفريط ، وبين أن أبرز سمات الشخصية المسلمة أنها ذات صبغةٍ إلهية كما قال الله جل وعلا:"صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة" ، وهذا معناه أنها شخصيةٌ تتحرك في هذا الكون وفق ما يريده الله جل وعلا لها فهي تراقب الله سبحانه في كل صغيرة وكبيرة.

وتحدث الدكتور وفقه الله عن أهمية جانب الأخلاق في حياة المسلمين خصوصاً وأنهم يحملون عقيدةً تحث على معالي الأمور وتنهى عن سفسافها ، وقد ضرب بعض الأمثلة على بعض المظاهر الخلقية السلبية في حياة المسلمين ودعا إلى تصحيحها.

حديث النجيمي في تلك الأمسية حديثٌ ضرب على الوتر الحساس حيث بين أننا للأسف أصبحنا نرى طرفين متناقضين كل منهم يريد أن يجر الناس إلى ما هو عليه من الباطل ففريقٌ يلبسُ من جانب الغلو والإفراط بما يلقي من الشبهات وفريقٌ آخر سلك جانب التفريط يريد الانفتاح المطلق والانسلاخ الكامل بحيث تصبح هذا الأمة لا فرق بينها وبين الأمم الأخرى والفريقان جانبا الصواب والأمة وسطٌ بين هذا وذاك.

ثم تحدث عن سمةٍ أخرى من سمات هذه الأمة وهي أن دينها دين حياةٍ بكاملها بما فيها الدولة فهو ليس دين ودولة فقط كما يقول البعض بل هو دينٌ وحياة بما فيها الدولة ، ونحن ولله الحمد لا توجد عندنا مشكلة بين الدين والحياة كما هو حاصلٌ عند الغرب الذين توجد لديهم مشكلة مع الكنيسة وسبب عدم وجود مشكلة لدينا أن ديننا دينٌ حقٌ بينما الحاصل عندهم هو أن دينهم محرف ، نحن كأمة لا توجد عندنا هذه الثنائية المتناقضة بين الدين والحياة.

ثم تحدث عن بعض الكتاب الذي يقولون :"نحن لا نريد العلماء يتدخلون في شؤون الحياة وأن يكون دورهم مقتصراً على المساجد والفتاوى والشؤون الشرعية فقط" ، وبين الدكتور خطأ هذه النظرة حيث أشار إلى أن الإسلام يرى أن العلماء والحكام ثنائي لابد منه للمجتمع ، فالعلماء هم أهل الفتوى في جميع شؤون الحياة ، والحكام أهل الشأن السياسي ، وعند نظرتنا لجميع حركات التحرر في العالم الإسلامي سنجد أن من قادها هم العلماء ونجحت بنجاح العلماء ، ولما أُبعد العلماء عنها تحولت إلى بعثية فاسدة كما في العراق وسوريا ، وإلى ناصرية وقومية.

وقد ضرب مثالاً لأهمية دور العلماء فيما حدث في حرب الخليج الأولى حين أفتوا بما اقتضاه الحال من جواز الاستعانة بالقوات الأجنبية ، وقال إن الذي ينادي بإبعاد العلماء ينادي بفصل الدين عن الحياة شعر بذلك أو لم يشعر.

محاضرة الدكتور النجيمي مليئةٌ بالفوائد ولا يمكنني أن آتي على جميع ثمراتها في هذه العجالة ، وأشكره على صراحته المعهودة ، وأتمنى من الصحف التي ذكرها النجيمي تلميحاً بأنها تقوم بإظهار رأي فريق واحد على حساب خنق الصوت الآخر أن تترك عنها الجبن من انكشافها وانكشاف كتابها خصوصاً الذين يُمنع الرد عليهم وأن تفسح المجال للنقاش والرد إذا كان هؤلاء الكتاب هم فعلاً من يقومون بالكتابة كما قال الدكتور.

من طرائف هذه المحاضرة مداخلة فوزية العيوني التي ذكرت أن الشيخ محمد بن إبراهيم عليه رحمة الله قد حكم بجلد فتاة تم اغتصابها وكانت هذه الفتاة مختلةً عقليةً وجاء في حيثيات الحكم أنه جلدها لتعلم أنها مخطئة.

فما كان من الدكتور النجيمي إلا أن ردَّ عليها بقوله :أن والدي الذي لايقرأ ولا يكتب يعلم بأن المجنون مرفوعٌ عنه القلم ولا تجب عليه صلاةٌ ولا صيام فكيف تقولين أن الشيخ حكم بهذا؟ ثم طالبها بمراجعة معلوماتها فسكتت وتبسم الحضور.

ختاماً نشكر الدكتور محمد النجيمي على محاضرته القيمة وعلى تفضله بقبول دعوتي وتشريفه لي في منزلي وإتاحة الفرصة لمحبيه بالحوار والنقاش والإفادة والاستفادة وأسأل الله جل وعلا أن يجمعنا وإياه على الخير والهدى.

ماجد بن محمد الجهني-الظهران

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية