اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/arabic/777.htm?print_it=1

المجتمع المدني والقيم الوطنية...!

د.حمزة بن فايع الفتحي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


وللأوطان في قلبي نميرُ// يضوعُ نسائما ولها نطيرُ
وتأسرني اللذاذةُ في صبانا// فقد طابت وقد طاب السميرُ
وفي بلدي مدائنُ من امانٍ// ونورٌ زاهر وندىً وخيرُ
بلادُ محمد أضحت مناراً// بها يلد المثابر والبصيرُ!!
 

المجتمع المدني يُطلق ويراد به:
( مؤسسات تطوعية غير حكومية وغير ربحية تملأ المجال العام، بين الأسرة والدولة )
وقيل هو (الهيئات واللجان والجمعيات الخدمية والتطوعية بصفتها عناصر فاعلة، على كافة الأصعدة الثقافية والخيرية والاقتصادية والاجتماعية )
وهدفها الانسان والاستثمار فيه، والارتقاء بدوره ،،!
وإنما عرفناه لقلة الادراك بمعناه، وندرة استعمال هذا المصطلح في الوطن العربي،،! وإن كان في العشر السنوات الاخيرة، بدا يُطرق في وسائل الاعلام، وبات بعض المثقفين يتحدث عنه وأهميته وأثره في دفع عملية التنمية، وحل المشكلات،،،!
وليس هو نابتة غربية ، استأثر بها الغرب، بل كان موجودا ومعروفا في الاسلام، بل إن الاسلام في اكثر تشريعاته يستوعب الفرد والمجتمع، ويحض على الأعمال الخدمية النفعية،،،! وقد تجلى ذلك من بداية الدعوة، ومن حين ما قالت خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم، عندما خاف من نزول الوحي، قالت ( كلا لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم،
وتحمل الكَل، وتكسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق )!!
وحديث(( ذهب المفطرون اليوم بالأجر))،..

وليعلم أن الدول تقوم على ثلاث مكونات نهضوية، وتدفع بقوتها ونمائها وحريتها، وهي كالتالي :

(1) الحكومة...
(2) القطاع الخاص...
(3) المجتمع المدني...
ومن المؤسف ان المنطقة العربية، لم تتجه الى هذا المضمار الا مؤخراً، وبدا المصطلح يشيع، ولكن ثمة قيود على التأسيس والفعاليات،،،!
والمملكة مشكورة، بدأت تتجه الى الاهتمام، بهذه المؤسسات، وتوسعت في العقد الأخير،،،!
ولجنة التنمية الاجتماعية إحدى تلك الجهات، والمنضمة للمجتمع المدني، ونعتقد أننا شركاء في عملية الدفع بالتنمية والنهوض وبناء الوعي، وتعزيز التلاحم، والانتماء الوطني...
وذلك من خلال موقعها وبرامجها التنموية والخدمية، ومن خلال عقد الشراكات مع القطاعات الحكومية المختلفة...

وأما اهم القيم التي يُعنى بها المجتمع المدني،،،،،


1- صدق الانتماء:
بالعمل والخدمة والتفاني وليس بالشعارات او الأزياء والجعجعة الإعلامية.

2/ ثقافة العمل : المكونة من عنصرين، محبة العمل، وإتقانه، وفي الحديث الصحيح(( إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )). لا سيما وهي تستهدف الشباب من الجنسين، وتستثمر في العنصر البشري .

3- التلاحم المجتمعي وتعميق الوحدة:
قال تعالى(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) سورة ال عمران.
فلا مجال للنزاعات والخصومات في ظل وحدة تنعم بها البلاد، وقيادة حكيمة، انتهجت الاسلام عقيدة وشريعة.(( فأصبحتم بنعمته إخوانا)) سورة ال عمران.

4- التكافل الأخوي:
من خلال دعم الاعمال الحرفية والأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة، والاهتمام بالأطفال والأيتام.

5- بناء الإيجابية الفردية :
ولها صور:
- احترام الأنظمة واللوائح.
- التفاعل المجتمعي.
- العمل التطوعي.
- عمارة الحياة.

6- نبذ الأفكار الدخيلة:
فبلادنا بحمد الله ملتزمة للنهج الاسلامي، ويشيع فيها الاتجاه السلفي، من حين دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، وتعهد الامام محمد بن سعود بحمايتها، والتحالف التاريخي بين الإمامين رحمهما الله.
وهذه قيمة كبرى، يجب علينا المحافظة عليها، وردع كل فكرة من شانها التشويش او احداث اختراق مضاد، يكدر الصفوَ والوحدة والالتئام.

7- حماية المنجزات والمكتسبات:
لانه ملك للجميع، وبه تستمر الحياة، وتنساب الخدمات.

8- تحمل المسؤولية:
تجاه مهنته، او ما كلف به شرعا وواقعا، من حيث العناية بالفقراء ودعم المحتاجين، ورحمة المساكين.

9 - العامل الخلوق:
اداء وعملا وانضباطا(( إن خير من استأجرت القوي الأمين )) سورة القصص.

10- الارتقاء بالعمل المهني:
بحيث تحسن النظرة اليه، لا سيما وبعض المناشط معنية بالأسر الفقيرة والمنتجة..!

11- الابتكار العقلي:
فهي تشجع الابتكار في الأفكار والتجديد في الاعمال التطوعية وغيرها.

12- تشجيع الانتاج المحلي:
كذوي المهن والحرف، فلا يجوز اهمالهم او عزلهم،،! يقول فولتير( خبز وطني خير من بسكويت الأجنبي )!!

13- تحقيق معادلة الأمن الثلاثي:
المشار اليها في الحديث الصحيح عند الترمذي وفيره(( من أصبح منكم آمنا في سِربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )). فهذه المؤسسات تسهم في حل مشكلات الفقر والبطالة، وتخفيف معاناة الشباب، وتعمل على صون أوقاتهم ، والله الموفق...
 

مقالات الفوائد