اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/alsafinh/h48.htm?print_it=1

لماذا يكرهون الهيئة ؟

أبو الوليد


حملة شرسة يتم شنها منذ فترة على رجال الهيئة البواسل ، الذين بفضلهم بعد الله سبحانه وتعالى يتم صون اعراضنا ويعملون على حماية بناتنا بل وشبابنا من عبث العابثين بهم في كل مكان ..

فكم من شابة خلصتها الهيئة من براثن شاب كان يبتزها ليعبث بعرضها ، وكم من مؤامرات تقودها العمالة الوافدة على شباب بلادنا بإفتتاح معامل للخمور والمسكرات وقام رجال الهيئة البواسل بالقبض عليهم وإقتيادهم وتخليص الناس من شرورهم بفضل الله سبحانه وتعالى ..

تقول لي احد قريباتي الكبار في السن بعد أن عادت من السوق ، والله دخلنا للسوق لنتبضع فإذا اصناف المعاكسين في كل مكان في منظر يضيق الصدر والجري واللهاث خلف الفتيات ، في مشهد لايعكس أي تربية او وزاع ديني ..

وماهي إلا دقائق حتى دخل رجال الهيئة للسوق وهم يسبحون الله ويمشون ، فإذا بمن كان حاضراً ليعاكس الفتيات قد هربوا واختفوا فجأة من السوق ، فحمدت الله ان اختارني الله لأعيش في بلاد تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وأسأل الله ان يثبتهم ويقويهم ويحفظ بلادنا وقادتنا ..

بقي السؤال ، يلمع في رأسي ، يقول ، ومع ذلك هناك من يكره الهيئة ؟

لكن حقيقة ؟ لماذا هناك من يكره الهيئة ؟

دعونا نتفق اولاً ان الإنسان السوي الذي يخاف الله ويتقيه ، لا يمكن أن يقبل بوجود المعاصي والمفاسد ، وهذا أمر واضح ومعروف ، ولكن عكس الإنسان الصالح هناك الإنسان الذي تحكمه نفسه الأمارة بالسوء حيث تحثه على الفجور والفساد هذا امر معروف ومشاهد !

فهل نتوقع من عاشق المعاصي ، أن يجتمع في قلبه حب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

بالطبع لا ، فالإنسان جبلت نفسه على كراهية كل من يقطع عليه ” ملذته “

لاحظوا معي اني اتكلم عن نوع عشق المعاصي واتخذها شعاره وحياته ، ولا اتكلم عن شخص عاصي لديه ” نفس لوامة ” يلوم نفسه كلما اخطاء وتاب وعاد إلى الله ، فهذا النوع تجده في العادة يحب الهيئة لأنه في نفس نفسه يرى في الهيئة تجسيد لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !

نعود لنتحدث عن اصحاب الأنفس الأمارة بالسوء ..

منذ ان كنت في مرحلة المراهقة ، كان دائماً هناك إعتراض من ” بعض ” الطلاب على هيئة الأمر بالمعروف ، وكان هذا الاعتراض دائماً يوجه لمدرس الدين الذي عرف ببشاشته ورحابة صدره ومحادثتنا كأبناء له وليس طلبة فقط ، وكنت الاحظ مبالغة في حد يث هاؤلاء المعترضين عن الهيئة

وكانت حجتهم دائماً أن الهيئة تقوم بضرب الناس الذين لايذهبون للصلاة ؟

سبحان الله ؟ فقلت لنفسي هل أنا اعيش في بلاد غير التي يعيشون فيها ؟ لم ارى في حياتي رجل هيئة يضرب أحد بسبب عدم ذهابه للصلاة !

وحين كنت أتأمل في اوجه المعترضين على الهيئة وحالهم ، فقد كانوا فئة معروفة تماماً تعرفهم من كلامهم ومظهرهم وتفكيرهم ..

فإن تحدثوا فإن كل حديثهم لايخلوا من الكلام البذيء ، وكل اهتمامتهم محصورة في التعارف على الفتيات والتجول في الأسواق والوقوف امام مداخل المحلات الكبرى في إنتظار خروج الفتيات ليمارسوا هوايتهم في المغازلة ، هذا في حال كانت المحلات تمنع دخولهم ، إما ان كانت محلات ضعيفة الرقابة فتجدهم يزعجون العوائل بنظراتهم وتفحصهم لكل امرأة عابرة !

وطوال فترة الدراسة كنت الاحظ ان هذه النوعية فقط هي المعترضة دائماً ؟ فأدركت لماذا يكرهون الهيئة؟

قس على ذلك اليوم ؟ كل من يحارب الهيئة لذاتها كجهاز ، فهو يحارب شيء يمنعه من ممارسة اهوائه ” بحرية “

فالهيئة بالنسبة لهم عبارة عن جهاز ينغص عليهم فرحتهم !

فإن دخلوا سوقاً بحثاً عن الفتيات ، فالهيئة وللأسف ” حسب تفكيرهم ” تنتظرهم لتقضي على متعتهم !

وإن ارادوا الإختلاء بحرمات الله لينتهكوها ، خافوا من القاء الهيئة القبض عليهم !

وإن ارادوا اقامة حفلات الخنا والفساد ، فهناك خطر ان تنقض عليهم الهيئة في أي لحظة ؟

إذاً مالحل على هذا الجهاز المؤذي ” حسب تفكريهم “

الحل هو محاربته بكل الطرق حتى يتمكنوا من اغلاقه تماماً ، وبذلك تخلوا الساحه امامهم تماماً ، حتى ينتهكوا حرمات الله بأمن وامان تام !

قد يقول قائل لي ، يا أخي لاتنكر ان الهيئة لديها عيوب وأخطاء ، ولاتعمم أن كل من ينتقد الهيئة يريد الفساد !

سوف أقول له نعم اتفق معك تماماً ، فهناك من ينتقد الهيئة لإجل ان تكون أكثر تطوراً وجودة ، وهاؤلاء جزاهم الله خير

لكن لاحظ ان هناك نوعين من ” المنتقدين “

نوع يريد ” انهاء جهاز الهيئة تماماً “

ونوع يريد ” اصلاح بعض اخطاء الهيئة “

الأول هو الذي يريد الفساد كما هو مشاهد لتختلي له الساحة !

اما الثاني فأنا شخصياً معه وأأؤيد كل من ينتقد الهيئة من اجل اصلاحها ، لك ان كان قصده الاصلاح ، و بالتأكيد كانت هناك اخطاء فردية من بعض موظفيها ، ولكن ليست بتلك الطريقة التي يحاول البعض تضخيمها حتى يحرض الناس على الهيئة ..

وما أعجبني ان الهيئة تعاملت بذكاء ووعي مع ا لانتقادات وبدأت في تثقيف موظفيها واعطائهم دورات متخصصه بحيث يكون أدائهم على أجود مايكون ..

وقد تحسن اداء الهيئة بشكل مذهل لاينكره منصف واصبح رجالها يضرب بهم المثل في التعامل والرقي !

وهذا ماجعل من ينتقدونهم لأنهم يحبونهم يفرحون بهذا التحسن والتفوق !

لكن هل كان تحسن اداء الهيئة كافي ليوقف كراهية النوع الأخر لها ؟

بالطبع لا ، فهدفهم هو هو اغلاق جهاز الهيئة تماماً ، وإن علمنا ذلك تكون إجابة السؤال قد اتضحت تماماً

لماذا يكرهون الهيئة ؟


 

سفينة المجتمع
  • مسائل في الحسبة
  • شـبـهـات
  • فتاوى الحسبة
  • مكتبة الحسبة
  • حراس الفضيلة
  • الصفحة الرئيسية