اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/alsafinh/h27.htm?print_it=1

تعزيز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمانٌ عظيم لـ(حقوق الإنسان)..

د حبيب بن معلا


يتفق العقلاء في هذا البلد الكريم على عظم شأن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنها السبيل الأكبر لحياة سوية كريمة ونجاة من العذاب البئيس الذي يحيق بالذين ظلموا ويسلم منه من كان ينهى عن السوء.. ( فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون )..
وهم يعلمون علما يقينيا أن تركَ الأمر بالمعروف وهجرَ النهي عن المنكر سببٌ عظيمٌ لوقوع العقوبات العامة التي يجعلها الله-تبارك وتعالى- من عاجل عذاب المفرطين (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )..

ويتفقون -كذلك- على أن من أعظم ضمانات (حقوق الإنسان )لحمايته من التعدي والظلم ومن لصوص الأعراض والعقائد تعزيز هذه الشعيرة المباركة ونصرة أهلها والذب عنهم وخذلان أعدائهم ومناوئيهم..

وهم يشهدون- كذلك -للقائمين على الحسبة بالفضل العظيم والبذل النفيس لحماية المجتمع من الرذائل والمخزيات ..

ويعلمون أنه لايسلم عمل بشري من خطأ ،ولاينجو من الخطأ إلا من لم يعمل، ولا يمكن أن يستثنى أي جهاز حكومي من ملحوظات ومراجعات..

وهم يعرفون أن الناصح غير المخاتل .. وأن المشفق غير الحاقد .. وأن الصادق غير الكاذب .. وأن المتجرد غير المدفوع الأجر!! وأن المحب لوطنه غير الممالئ لعدوه ...

وهم يؤمنون إيمانا قاطعا أنه لا يحارب هذه الشعيرة العظيمة وأهلها إلا أحد ثلاثة :

إما جاهل عيي إمعة يتلقى مايلقى إليه بعقلية القطيع ويطالع الصحف والقنوات التي تدبر أمرها بليل وتتمالأ بإيعاز من أعداء الوطن على الفضيلة وأهلها فيقبل ماتتقيؤه تلك القنوات والصحف دون تمحيص..

أو متطرف لاديني لا يؤمن بالله ولاباليوم الآخر شرقت نفسه بانتشار الخير في الناس وكره كل مظهر من مظاهر الانتماء لهذا الدين العظيم فاحتلس الليبرالية الملحدة وكره الدين وأهله ..

أو منحرف شهواني منعته هذه الشعيرة العظيمة من شهوته البهيمة وصدته أن يلغ في أعراض الناس وينتهك حرماتهم فعاداها وكره أهلها ..

ولهذا كله ..

فالفضيلة باقية بفضل الله -تبارك وتعالى- ثم بدعم من ولاة الأمر- أيدهم الله-وبإيمان المجتمع بضرورتها لحفظ الدين والأخلاق..

إنه لاضير من المراجعة والتطوير .. ولاتثريب على من يدعو لتحسين الأداء الحكومي في أي جهاز من أجهزة الدولة دون تسفيه أوتجريم أواتهام بل برغبة حقيقية في الإصلاح وباتفاق على الهدف العظيم الذي قام الوجود الكوني كله من أجله وهو : تحقيق العبودية الحقة لرب العالمين-جل جلاله-..

إن من أهم ماينبغي أن يشمله التطوير في جهاز الحسبة : الاحتساب على الصحافة المنحرفة التي تنشر الرذيلة في بلاد المسلمين .. والاحتساب على المثقفين الذين يمموا وجوههم شطر الغرب الأقصى وأسلموا ذممهم للشيطان .. والاحتساب على كل مظاهر الانحراف الجديدة ولو برسالة توجيهية ..

إن دعم الصحافة النزيهة .. وشكر الكتاب الصادقين .. والثناء على أي مظهر طيب في الواقع الإعلامي أو يلامس حاجات الناس جزء من الاحتساب الثقافي والمجتمعي ..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

سفينة المجتمع
  • مسائل في الحسبة
  • شـبـهـات
  • فتاوى الحسبة
  • مكتبة الحسبة
  • حراس الفضيلة
  • الصفحة الرئيسية