صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قرار العفو عن المطلوبين.. فكرة مشروع

محمد بن صالح الدحيم

 
خطاب العفو والأمان الذي تلاه وليّ العهد الأمير عبد الله، والذي دعا فيه حاملي السلاح ومنتهجي أسلوب العنف الذين لم يُقبض عليهم بعد أنْ يدخلوا في أمان الله.. موقفٌ راشدٌ ومبادرةٌ تستحق الترحيب والإشادة، وإعلان العفو مظهر قوة ولا يعتبر ضعفاً...

إنني أقرأ هذا الخطاب من خلال النقاط التالية:

1- صدور هذا القرار بادرة طيبة لا تحتمل التأخير، ففي حين تباطأت دول أخرى في مثل هذا القرار حتى تفاقم العنف؛ ليعلن بعد نحو خمسة عشر عاماً قانون الوِئام، أو يتم التراجع من الجماعات ذاتها بعد عقدين من الزمن، فإنّ هذا القرار جاء في وقته، ولم يتأخر بحيث يفقد أثره.

2- هذا القرار يفتح باب الأمل والحياة لمن دخلوا هذا النفق، وليس أشد على الإنسان وأعون للشيطان من ظلام اليأس الذي يجعل صاحبه أمام خيار مغلق، ولذا يبرر لنفسه كل الخيارات المدمرة ما دام يرى نهايته واحدة على كل الاحتمالات. فإذا جاء هذا القرار فتح نافذةً للأمل وباباً للحياة. ومن المهم جدًّا إيضاح آليات الاستسلام والأمان، وهذا شأن أهل الشأن.

3- إن هذا القرار من أقوى الأسباب لاحتواء العنف؛ فأقوى من كل الضربات الموجهة له حركة الانسحاب منه؛ حيث تؤدي إلى خلخلتها تنظيماً وقناعات.

4- صدور هذا القرار وإعلانه من أعلى مستوى في السلطة أعطاه زخماًً من الجدّية والوثوق، وسيزداد هذا الوثوق بسَرَيانه بأثر رجعي على من سبق أن سلّموا أنفسهم سابقاً.

5- يجب –من وجهة نظري- أن يتحول خطاب العفو إلى فكرة مشروع لقراءة فكر العنف، قراءة تعترف بوجود المشكلة، وتتعرف عليها ميلاداً ونشأة وتطوراً. قراءة تمتلك القدر الكافي في الحرية والشّفافية مع بعد عن الرسميّة والأكاديميّة، فماذا لو أُنشِئت مؤسسة لترشيد الأفكار ليكون لها أثر في الإعلام المقروء والمذاع والمصوّر دينياً واجتماعياً، ويكون لها أثر في المناهج وأساليب التعليم.

وإذا كُنّا نؤمن بأنّ الإرهاب فكرٌ؛ فلماذا لا نقرؤه؟ وإذا أردنا أن نقرأه؛ فكيف نقرأ؟ وربما نكون قد قرأنا؛ فكيف كانت قراءتنا؟ ولماذا لا نراجع فهمنا ونطور آليتنا؟ هذه أسئلة وتساؤلات إجاباتها متعددة تعدداً ليس شرًّا، ولكنه خير يُثْري القضيّة وينوّع الحلول.

لنبدأ وسنجد أماننا أبواباً مُشرعة؛ لأن الهدف الإصلاحيّ يسير ويتزامن مع الحياة والكون ونواميس السُّنن وقواعد الشرائع.

لنبدأ ولتكن بدايتنا واثقة وصحيحة وقوية.

لنبدأ ولنتحمل الصعاب؛ فنحن أمام مشكلة تُهدّد أمننا ومجتمعنا واقتصادنا وتعليمنا وعلاقتنا.. مشكلة لا نعرف مداها وأَمَدها؛ لأنها مشكلة أفكار. ولئن كانت الأفكار الباطلة لا تعيش؛ لكنها ستجد من يتمصلح بها ويركب عليها. وهذا كله يؤكد أهمية المؤسسة لترشيد الأفكار نحو الحقّ والفضيلة والقيم "وقل جاء الحق وزهق الباطل".

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية