أفكار دعوية في حقيبةٍ مسافرة |
|
عادل بن سعد الخوفي |
وكل أحد مطالب أن يجتهد استطاعته وإمكاناته في تعريف الناس بخالقهم، وبالغاية التي خُلقوا من أجلها، بحسب ما يتاح له من وسائل دعوية؛ ليعيش الناس في هناءة وسعادة واستقرار، فيأتي يوم القيامة، وقد رُصدت له جبال من حسنات ترتقي به في جنات رب العالمين، وتسعده في دنياه بإذن الله، (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ)[2]. جاء في سبب هذا الحديث أنه (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي فَقَالَ: مَا عِنْدِي. فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ)[3]. والحديث فيه "فَضِيلَة الدَّلَالَة عَلَى الْخَيْر وَالتَّنْبِيه عَلَيْهِ، وَالْمُسَاعَدَة لِفَاعِلِهِ، وَفِيهِ: فَضِيلَة تَعْلِيم الْعِلْم وَوَظَائِف الْعِبَادَات"[4]. إنني أخواتي الكريمات لستُ ممن يطالبكن بتحويل السفر إلى برامج عمل أخرى (قد) لا تتوافق مع السياحة والاستجمام المطلوبين في سفرك السياحي، ولكنني أثق أن للدلالة على خالقك ومولاك أولوية قصوى في حياتك، وأن دينك الحنيف قد انتشر بالسلوك الحسن الذي مارسه أتباعه، بالدعوة بالقدوة وبالتي هي أحسن من قِبَل التجار والمهاجرين. والوسائل الدعوية كثيرة جداً، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله:
1- الدعوة
بالقدوة والسلوك الحسن: إن مظهرك أختي الكريمة ومفرداتك وإيمانك بما تدعين إليه هي أول رُسُلٍ منكِ إلى قلوب من تدعينهن وتختلطين بهن، فإن استطاعت رُسلُك الوصول إلى قلوب الأخريات، كان تحقيق ما تريدين هيناً بحول الله وتوفيقه. قال الله تعالى على لسان يوسف -عليه السلام- وهو يدعو من معه في السجن إلى الله (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ). [5]، لنتأمل تلطفه معهم حيث جعلهم أصحاباً له في السجن بقوله: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)، ولم يقل (يا مساجين) أو كلمة نحوها، مع أن سبب دخوله السجن ليس كسبب دخولهم. إنَّ (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)[6]، فإن رافقتها القدوة الحسنة، والابتسامة الحانية، كان ذلك أعظم وأبلغ وسائل الدعوة؛ فالتقليد والمحاكاة غريزة في كيان الإنسان، يجد في أهل الفضل والخير والمعروف مُثُلاً عُليا، ونبراساً يُهتدى به. هذا الإمام أحمد -رحمه الله- يحضر درسه (5000) طالب، منهم (500) يكتبون، و(4500) يستمعون ويتعلمون من سَمته وخُلقه وأدبه. فإن لغة الجسد أكثر تأثيراً من لغة اللسان، فهي تمثل (55%) من التأثير، في حين أن الصوت يمثل (38%)، وتبقى الكلمات المنطوقة لتحتل (7%) فقط. إن مستويات الفهم للحديث يتفاوت من شخص لآخر، لكن الجميع يستوون أمام الرؤية، وسلوك الفتاة أنموذج حي، أبلغ من ألف خطبة رنَّانة ومحاضرة بليغة، الأخريات ينظرن إلى حسن خلقها، وطيب حديثها، وجمال مظهرها ومخبرها، وحسن تعاملها، ومحافظتها على شرائع ربها. وإذا بحثتَ عن التقيِّ وجدتَهُ --- رجلاً يُصدّقُ قولَه بفِعالِ
تقول إحدى الأخوات: "لم
تكن والدتي كثيرة أمرٍ أو نهي، لكن أفعالها تنطق بما تريد، فما ذكرت أمراً
إلاّ كانت هي أول من يسبق إليه، و والله ما فَتحتُ عيناي من الليل، إلاّ
وأجد أمي تناجي ربها، فتأصّل في قلبي حبّ قيام الليل من فعل أمي".
[7]. كُتيبات وبطاقات لا تتجاوز حجم الكف، ككتاب حصن المسلم، أو بطاقة أذكار ما بعد الصلاة، أو تلك التي تتحدث عن الإيمان بالله، و عظمة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، و بر الوالدين وصلة الرحم ونحو ذلك، بلغة أهل البلاد التي تزورينها، تتركينها على مقعدك في المطعم أو في الحافلة أو في المنتزهات والاستراحات، أو تهدينها إلى واحدة ممن تلتقينهن هنا أو هناك، أو تجعلينها في استقبال الفندق؛ قد ينير الله به قلب أَمَةٍ لم تكن في حسبانك، فالكتاب من أهم وسائل الدعوة إلى الخير؛ إذ إنه يخاطب العقل والعاطفة معاً.
3- زيارة
الأماكن الخيرية والدعوية للشدّ من أزرهم:
4- كوني
مفتاح خير لمن معك:
5-
المناصحة الفردية: |