صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - : بين : ابن سند .. و عدنان زهار

سليمان بن صالح الخراشي

 
من مهمات الباحث من باعثي كتب التراث أن يتقي الله في عمله في أمور كثيرة ؛ من أهمها في نظري - بعد إخلاص النية – تنبيهه على المخالفات الشرعية التي قد توجد في تلك الكتب ، سواء كانت علمية ، أو وقوع في جور ، أو غير ذلك . فبهذا يبرئ الباحث ذمته ، وينجو من تحمل وزر السكوت أو تأييد المنكر .
وفي هذا الوقت الذي تقارب فيه الزمان والمكان ، وتجلت فيه الحقائق ، وانكشفت الأمور ، لا عذر للباحث إذا غالط أو شوّه الحق ، أو بهت الآخرين بما ليس فيهم ، لأنه يأتي ذلك عن علم لا غبش فيه ، بعد أن تيسرت وسائله – كما سبق - .
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية قد طالها منذ أن جهر بها ظلمٌ عظيم ، تواطأ عليه الكفار وأهل البدع – للأسف - ، مشوهين صورتها ، ( تجد نماذج من ذلك في كتاب دعاوى المناوئين للدكتور عبدالعزيز آل عبد اللطيف – حفظه الله - ) . يقول المحامي عباس العزاوي في كتابه " ذكرى أبي الثناء الألوسي " ( ص 37 ) – متحدثًا عن الشيخ محمد - : " أما الدولة العثمانية فإنها حاذرت من تأثيره على بلاد العرب خارج نجد ، فأغرت العلماء في الرد عليه ، والطعن في أهله ، فاختلقوا عليهم ما شاؤا ، ونبزوا مذهبهم بما أرادوا ، وهذا لم يمنع الكثير من العلماء أن يناصروه ويؤيدوه في الخفاء ".
*والحق أن دعوته – رحمه الله - هي دعوة التوحيد التي تريد للمسلمين : العزة ؛ بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، وبتصفية مجتمعاتهم من المخالفات الشرعية . ، وقد أراد الله – وله الحمد وحده – إظهارها ونصرها في هذا الزمان ، وإماتة جهود أعدائها ، وتيسير انتشارها بين المسلمين ، ومعرفتهم لحقيقتها ، من خلال تراثها وبلادها ، وهذا مما يُفرح العقلاء منهم خاصة ، ممن أدركوا أنها دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ؛ لأنهم يعلمون أنها وسيلتهم " دينيًا " إلى إعادة مجد الأمة ، والخروج من نفق الاستضعاف والذل .
فلاعذر بعد اليوم – في ظل تيسر الحصول على المعلومات -* أن يردد باحث ما قاله المناويؤن لها دون بينة ، وإلا كان من الظالمين الباهتين ، الذين قال الله فيهم : ( وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِين ) .

مادعاني لكتابة ما سبق : وقوفي على تعليقين للأستاذ عدنان زُهار – هداه الله - ، أيد فيهما كلام أعدائها عنها ، وذلك في تعليقاته على كتب أحمد الغماري ، التي كان الدين والإنصاف يدعوانه إلى نشر ما فيها من فوائد ، مع التعليق على مخالفاته – المتنوعة - ، وعدم غش الأمة بالسكوت عنها ، فضلا عن تأييدها .
1- قال الغماري في كتابه " الأجوبة الصارفة " ( ص 56 ) – متحدثًا عن عرب الجزيرة - : ( وأيضًا فقد وجد فيهم مع هذا المبتدعة ( يقصد القرامطة ! ) الذين خرجوا عن الحق وفارقوا الدين، وسرقوا منه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم قتلاً ونهباً وظلماً ، وامتدت أيديهم إلى حرم الله تعالى، حتى هتكوا حرمة الكعبة وأخذوا الحجر الأسود، إلى غير ذلك من التاريخ الأسود، الذي شوه وجه الإسلام، ولا يزال ذلك فيهم إلى يومنا، فقد ظهر في أواخر القرن الثاني عشر في جزيرة العرب قرن الشيطان النجدي، ونشر مذهبه الخارجي، وكفر المسلمين وعاث في الأرض فساداً ونهب وسفك الدم الحرام وهتك حرمات الحرمين الشريفين، إلى أن كان تطهيرها منه على يد العجم حكام مصر الأتراك، ثم أعادوا الكرة في هذه المائة وعاثوا فساداً وسفكوا الدماء وأهانوا الحرمين الشريفين، وملؤوها فسقاً وفجوراً كما هو معروف من سيرتهم، ولا يزالون بالحجاز - طهره الله منهم- ) !!

فماذا قال الزهار عن هذا الكذب والبهتان ؟ هل تُراه رجع إلى كتب الشيخ وتلاميذه ، أو الكتب التي بينت تاريخ الدعوة ، وحقيقتها – وهي في متناول يده إن أراد – ليتثبت ؟
للأسف لم يفعل هذا .. إنما ذهب يؤيد أكاذيب الغماري بتعليق يقول فيه :
( قد كان حصل هذا على أيدي الوهابية، وهذا الذي ذكر المؤلف - رحمه الله - بعض من كثر ( هكذا ) أنواع الفساد الذي جاهد له بعض دعاة السلفية في بلاد الحجاز، ولسنا نتهم بالخيانة والإفساد.. محمد بن عبدالوهاب ؛ لأننا نعتقد أنه ممن كذب عليه ونسب إليه ما لم يقل وما لم يفعل، وإن كنا نرى أنه ممن أفرط في حركته الإصلاحية بهدم قبور أضرحة الصحابة والتابعين وأولياء هذه الأمة ) !!
تأمل : ( قد كان حصل هذا ) !! و ( أنواع الفساد ) !! *
تأكيد وتكثير !
ولم يبين ( أنواع الفساد ) . هل هو مايسميه " هدم قبور الصحابة " – بهذا التهويل العاطفي - ؟
ولو كان منصفًا لقال : " هدم ما بني على قبور الصحابة " . وهذا مما يُشكرون عليه ويؤجرون ؛ لأنه تنفيذٌ لوصية وأوامر محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا أظن الأدلة الصحيحة تخفاه . من أهمها قوله صلى الله عليه وسلم لعلي – رضي الله عنه - : " " لا تدع صورة إلاَّ طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلاَّ سويته " رواه مسلم في صحيحه .وللمزيد ينظر هذا الرابط :
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=110

أما مذهبهم في التكفير ، فليت الزهار تعرف عليه ، وتأمله تأمل منصف وطالب حق ، قبل أن يخط ما خط ، ويجد على هذا الرابط :
http://saaid.net/monawein/sh/11.htm
وهذا :
http://saaid.net/monawein/sh/2.htm

- أما سيرتهم أثناء دخولهم الحرمين ، فقد أفصح عنها الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله - ، في رسالته التي كتبها *سنة 1218هـ بعد دخوله والإمام سعود بن عبدالعزيز مكة ، كتبها إجابة منه لمن سألة عما يعتقدونه ويدينون الله به ، وبياناً لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ومنهجهم في الدعوة والأمر بالمعروف . قال – من ضمنها - : " .. ثم رُفعت المكوس والرسوم ، وكُسرت آلات التنباك ، ونودي بتحريمه ، وأحرقت أماكن الحشاشين ، والمشهورين بالفجور ، ونودي بالمواضبة على الصلوات في الجماعات ، وعدم التفرق في ذلك ، بأن يجتمعوا في كل صلاة على إمام واحد ، واجتمعت الكلمة حينئذ ، وعُبد الله وحده ، وحصلت الألفة ، وسقطت الكلفة ، واستتب الأمر من دون سفك دم ، ولا هتك عرض ، ولا مشقة على أحد ، والحمد لله رب العالمين " . ( تجدها كاملة في كتاب : الدرر السنية 1/222-242، وهي مهمة جدًا لما فيها من حقائق وتفصيلات وإقرارات من علماء مكة حين ذاك ) .

فهل ما سبق من الإفساد ، أو الإصلاح ؟
هداه الله ، ووفقه لما يُحب ويرضى ، وألزمه العدل والإنصاف .
*
2- قال الغماري في مقدمة رسالته " الزواجر المقلقة " : " أما بعد، فإن بعض الجهلة البلداء ممن ينتمي إلى مذهب القرنيين الخوارج أنكر التداوي بالصدقة والاستشفاء بها "!
فعلق عدنان : " عادة ما كان المؤلف ينعت بعض خصومه بالقرنيين والخوارج، إشارة بالأولى إلى حديث ابن عمر قال: "استند النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة فقال: "إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان" وزاد بعضهم: وهو مستقبل المشرق. وفي رواية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قالوا وفي نجد، قال منها يطلع قرن الشيطان". وغيرها من الأحاديث. وكان يرى أن محمد بن عبدالوهاب النجدي ومن تبعه هو المقصود بقرن الشيطان فسماهم قرنيين. وأشار بالخوارج إلى كون هؤلاء من أكثر الناس استباحة لتكفير المسلمين بأدنى ذنب أو حتى شبهة، وهو ما عرف عن الخوارج الذين كفروا حتى علياً عليه السلام. ومذهب القرنيين لا زال إلى اليوم يحكم على أغلب الأمة بالكفر والفسق والشرك، وأخفهم حكماً من يبدع السواد الأعظم من المسلمين، والله حسبنا ونعم الوكيل " !!
قلتُ : صدقتَ ! فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يفتري على غيره ، ويذمهم بما ليس فيهم ، وتجد جواب كلامك حول حديث قرن الشيطان على الرابط قبل السابق . وأما التكفير فقد سبق .
أسأل الله الهداية للأستاذ عدنان ، وأن يجعله من أنصار دينه ، فيما يُحقق أو يكتب ، فإن تكن الأخرى ، فيكون منصفًا ، ممتثلا لقوله تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا . اعدلوا هو أقرب للتقوى ) . وإذا ما استشكل أمرًا ، فليسأل وليسترشد ، قبل أن يتبنى الخطأ أو يؤيده .
 

أحد المناوئين للدعوة يُنصفها ، ويعترف بالواقع

هو الشيخ عثمان بن سند ( ت 1250) ، الذي عاصر الدعوة ، وناوأها ، لكنه ما ارتضى أن يُغالط ما يراه على أرض الواقع من حسناتها ، لذا قال في كتابه " مطالع السعود " - بعدما انتقد الدعوة - :
" ومن محاسن الوهابيين أنهم أماتوا البدع . ومن محاسنهم أنهم أمّنوا البلاد التي ملكوها ، وصار كل ما صار تحت حكمهم من هذه البراري والقفار يسلكها الرجل وحده على حمار ، بلا خفر ، خصوصًا بين الحرمين الشريفين . ومنعوا غزو الأعراب بعضهم على بعض ، وصار جميع العرب – على اختلاف قبائلهم – من حضرموت إلى الشام – كأنهم إخوان ، أولاد رجل واحد وهذا بسبب قسوتهم في تأديب السارق والقاتل والناهب ، إلى أن عُدم هذا الشر في زمان ابن سعود ، وانتقلت أخلاق الأعراب من التوحش إلى الإنسانية ، وتجد في بعض الأراضي المخصبة ، هذا بيت عنزي ، وبجنبه بيت عتيبي ، وبقربه بيت حربي ، وكلهم يرتعون كأنهم إخوان " . ( ص 80-81 من مختصره للحلواني ) .
أما في زمننا الحاضر ، فبإمكان الأستاذ الزهار زيارة الحرمين ، لمعرفة ما بُذل لأجلهما ، وما ينعم به أهلهما من أمن ، ورغد عيش ، وظهور للسنة ، وإماتة للبدعة ، وهذا مما يغتبط له كل محب للإسلام الذي ارتضاه الله دينا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأمته ، ولله الفضل وحده .
 

( كتاب : دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ )
http://saaid.net/monawein/index.htm

 
اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية