اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/73.htm?print_it=1

الإجابات ... عن مازعمه ( ابن زلفه ) من المبررات ..!

سليمان بن صالح الخراشي

 
قبل الإجابة عن مازعمه ابن زلفه من مبررات لقيادة المرأة للسيارة ؛ لا بد من التنبيه على أمر مهم يغفل عنه البعض ؛ وهو أن المطالبين بهذا الأمر في مقالاتهم أو كلماتهم يحاولون إيهام المرأة المسلمة في بلادنا أنهم أنصارها ! وأنهم لأجل هذا يريدون تمكينها من حقوقها - وحقوقها عندهم مجرد قيادة السيارة ! - وأن من يمنعها هذا " الحق " ظالمٌ لها .. الخ أساليبهم المكرورة ؛ محاولين بذلك التأثير عليها بمثل هذه العبارات المعسولة ؛ لعلها تنخدع فتتحمس للمطالبة بهذا " الحق " المغتصب !

والحقيقة التي يُخفيها هؤلاء أن من يربأ بالمرأة عن قيادة السيارة ومشاكلها هو من أحرص الناس على كرامتها و " حقوقها " الحقيقية ؛ لأنه يصونها عن كل ما يخدش حياءها ، أو يبتذلها .

 

فهي عنده بمثابة الملوك وكبار الشخصيات الذين يتنزهون عن قيادة السيارة ؛ لأنها لا تليق بمقامهم ، ولأنها تمتهنهم أمام الناس - كما هو مشاهد - .

فأيهما أحرص على مكانة المرأة المسلمة وحقوقها :

من يريد ابتذالها بين تلويث الزيوت وروائح البنزين وقذارة الإطارات ؟! أو من يعاملها كما يُعامل الملوك وكبار الشخصيات ؟!

والحمد لله أن المرأة في هذه البلاد الطيبة لم تعد تنخدع بعبارات ومبررات القوم التي خدعوا بها غيرها ؛ ولهذا تجد أن المطالبين بهذا من فئة الذكور ! ( كابن زلفة الذي له 4 أولاد ذكور !! )  .

====================

كان ابن زلفة - هداه الله - إلى سنوات قريبة مجرد مدرس تاريخ ؛ متخصص في الوثائق التركية ، يعيش حياة مغمورة ، لايكاد يعرفه أحد ، وأذكر أنني زرتُ مركز " خدمات المؤلف " بشارع الثلاثين بالعليا ؛ لأطبع بعض الكتيبات ؛ فأخبرني العاملون الذين يعرفونني أن المركز قد بيع لأحد دكاترة التاريخ . فدخلتُ للسلام عليه في مكتبه - وأنا لا أعرفه ولم أسمع به - ، فأخبرني أنه اشترى المركز ليجد فيه مكانًا مناسبًا للبحث والتأليف التأريخي .

ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر فوجدها ابن زلفة - هداه الله - فرصة " للترزز " مع " المترززين " - كما ذكر أخي نمر بن عدوان في مقاله - ؛ وأصبح بين عشية وضُحاها ملء السمع والبصر !  لم يدع قناة إلا وشارك فيها ! وصار الناس لا يستغربون كل ليلة أن يسمعوا : ( معنا الدكتور ابن زلفة من السعودية ) ! يتحدث حينًا في السياسة ، وحينًا آخر في المناهج ! مرة خبيرًا في الحركات الإسلامية ، وأخرى في علم النفس والتحولات السيكولوجية !  فصار كما يقول المثل العامي : ( ما يحقر نفسه ) !

وليته عندما تصدر في هذه القنوات ووسائل الإعلام نقل الصورة الحقيقية لهذه البلاد ؛ دينًا ووسطية . لا .. بل راح يلقي التهم على مناهجنا وأنها سبب الإرهاب ؛ مرددًا مايردده أعداء البلاد من الحاقدين ؛ غير آبه بتصريحات ولاة الأمر التي تبرئ المناهج التي قامت عليها هذه البلاد من هذا الفكر التخريبي . فأين وطنيته المزعومة هنا ؟! ألا يعلم أن من ينقد مناهجنا السلفية إنما هو ناقد لأساسات هذه البلاد التي يدعي محبتها والدفاع عنها ؟!  ( وقد رددتُ عليه في قضية المناهج على  هذا الرابط  )  .

ثم استحلى ابن زلفة الأضواء ، وسحرته الشهرة ؛ فأراد أن يُجرب حظه في عالم النساء ! لعله يكون الفارس المنقذ لهن مما هن فيه من ظلم ! فجاء بطامته الأخيرة  حول قيادة المرأة - متجاوزًا صلاحياته - ؛ لأنه رآها الوسيلة الأسرع للشهرة بينهن ! وإلا فأينه عن المشاكل الحقيقية سواء للمرأة المسلمة أو للبلد ؟!

أين ابن زلفة مثلا عن ( 150،000) مائة وخمسين ألف شاب سعودي عاطل ؟! كما صرح بهذا وزير العمل القصيبي ؟! أم أن شباب البلد لن يجد من ورائهم شهرة ولا " تميلحًا " أو نرجسية ؟!   ( الرابط ) .

====================

 لم يهتم ابن زلفة في قضية القيادة :

     1 - لفتاوى كبار العلماء في هذه البلاد - وهي معروفة مشهورة - .

     2 - ولا للقرار الملكي الصادر من خادم الحرمين - شفاه الله - بمنع هذا الأمر ؛ لضرره على المسلمات .

     3 - ولا بتأكيد وزارة الداخلية للقرار السابق .

     4 - ولا بتصريحات الأمير نايف - وفقه الله - المتتالية .

     5 - ولا بالمعارضين لهذا الأمر من المسلمين ؛ وقد تجاوزوا 94%

كل هذا لم يهتم به ابن زلفة ، وألقاه وراء ظهره مستهينًا منتقدًا ؛ إرضاء لهواه وهوى قلة معه ؛ لا هم لهم إلا هذه الأمور الشكلية ، التي يفوق ضررها منفعتها .

 قال ابن زلفة معددًا مبرراته الوهمية : (المبررات: 1 - الحد من الأعداد الكبيرة من السائقين الأجانب الذين تقدر بعض المصادر اقتراب عددهم من المليون إن لم يكن أكثر, وهؤلاء السائقون يستقدمون من بلدان مختلفة, وينتمون إلى ثقافات وأديان ومذاهب مختلفة غريبة على ثقافتنا وعاداتنا.. ) ثم قال في مبرره الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس !  : (2- الأضرار الاجتماعية المختلفة التي يحدثها السائقون الأجانب كثيرة.3- الأضرار الاقتصادية تقدر تحويلات السائقين شهرياً بمليار ريال سعودي, 12 مليار سنوياً. 4- المخالفات الشرعية تتوافر الخلوة المحرمة مع وجود السائق الأجنبي. 5 - كثير من السائقين الأجانب تنقصهم مهارات القيادة, مما يعرض العوائل لكثير من الحوادث وخسائر في الممتلكات. 6 - بعض الأسر تصرف الجزء الأكبر من دخلها أجرة للسائق الأجنبي بينما يمكن لربة الاسرة أن تقوم بهذا العمل )  .

قلتُ : جميع هذه المبررات المزعومة تعود إلى مبرر واحد ! وهو ضرر السائقين .. ولكن ابن زلفة يحاول التكثر !

والجواب عن هذا المبرر الوحيد له أن يُقال :

أولا : ادعاؤك أن عدد السائقين لدينا مليون أو أكثر يخالف الإحصاء الأخير الذي اعتمدت عليه ماتسمى " منظمة العفو " وهي أحرص منك على كل ما يضر المملكة ! عندما حددتهم بـ( 264 ألف ) !  فكيف تضاعف الرقم عندك ثلاث مرات أو أكثر ؟! ألمجرد خداع المسلمين والتهويل عليهم ؟!

 ثانيًا : ادعاؤك أن قيادة المرأة للسيارة ستقضي على وجود السائقين في البيوت غير صحيح أبدًا ، وهذا ما يقضي على مبررك الوحيد من الأساس ، فواقع الدول القريبة منا – دول الخليج -  يشهد بهذا، حيث قادت نساؤهم وبقي السائقون في بيوتهم!! فاجتمع الضرران . وضرر واحد خير من اجتماع ضررين. ويؤكد هذا:
- أن هناك من الأعمال والطلبات الكثيرة التي سببتها الحياة المعاصرة داخل البيوت ما لا يمكن لرب البيت أو للمرأة ( لو قادت السيارة) تلبيته إلا بوجود سائق، والأمثلة على هذا كثيرة – لايُنكرها عاقل - ؛ لأن المرأة كالرجل لن تُرهق نفسها بهذه المشاوير والطلبات اليومية.
إذًا : فالسائق سيبقى ؛ سواء قادت المرأة السيارة أم لم تقدها، فكيف يليق بمسلم عاقل -  بدلاً من أن يخفف ضرر وجود السائق -  أن يزيد هذا الضرر بمطالبته بضرر آخر وهو قيادة المرأة للسيارة ؟!

ثالثًا : إن منع المرأة من قيادة السيارة لا يعني أن البديل هو  ركوبها لوحدها مع السائق –  كما تدعي ! - ؛ فالخيارات كثيرة ؛ وليست مجرد خيارين ! ؛ وهي كالتالي :
أ‌- أن يتولى توصيلها محرمها: أبوها أو زوجها أو ولدها… الخ.
ب‌- أو أن تركب هي وامرأة أو أكثر مع السائق.
ج‌- أو أن تركب مع السائق ومعه زوجته . ويكون هذا السائق مسلماً، كبيرًا في السن، سيماه الصلاح.
د‌- في حال اضطرارها وعدم تمكنها من البدائل السابقة – وهذا قليل -  فإنها تركب لوحدها مع السائق [ بمواصفاته السابقة ] وهي متحجبة محتشمة، في المشاوير داخل نطاق المدينة.
وهذا الحل الأخير أخف ضرراً وفساداً من قيادتها للسيارة كما يشهد بذلك العقلاء؛ لأن ضرره – إن وجد – فهو خاص، وضرر قيادتها للسيارة عام .

ثم قال ابن زلفة : ( 7- بعض الأسر تشل حركتها, ولا تستطيع قضاء الحوائج الضرورية لعدم توفر من يقوم بإيصالهم لقضائها, مثل المطلقات والأرامل ) .

والجواب :

أولا : أنت هنا كمن يعالج الجرح اليسير بقطع رأس المجروح !

ثانيًا : إن كثيرًا من الأسر فيها أرامل ومطلقات ولم تُشل حركتها – كما تزعم - ! لوجود الترابط الأسري عندنا – ولله الحمد - .

ثالثًا : الندرة الباقية وأظنها لاتساوي 1% !  قد جعل الله لها فرجًا – إذا احتاجت واضطرت – باستقدام سائق وزوجته ( بالشروط السابقة ) ، وجعل لها فرجًا بما وفرته الدولة - وفقها الله للخير - من وسائل النقل ، فالتعليم العام والجامعي يتوفر له حافلات نقل مجانـية . وجعل الله لها فرجًا بوجود النقل الجماعي أو سيارات " الليموزين " الموجودة بعدد الرمل ، والتي ما وجدت إلا لخدمة من يضطر ؛ من الرجال أو النساء . فلماذا التهويل يادكتور ؟!  الغريب أن من يُطالب بهذه القيادة هم من الميسورين لا من الأسر السابقة !!

 ثم قال ابن زلفة : ( 8- عدم رغبة بعض الأسر في استقدام سائق أجنبي, فيلقى العبء كله على كاهل رب الأسرة, مما يؤثر على عمله وعلى راحته مع توفر من يساعده من أهله )  .

والجواب :

أولا :  أن يقال : سبحان الله !  هذا الرجل المتعب بالعبء بدلا من أن يريح نفسه وأهله بسائق يعينه ؛ يقوم بإلقاء العبء على أهله !! فأين حقوق المرأة المسكينة هنا ؟!

ثانيًا :  لماذا جزمت بأن من لايرغب بالسائق يرغب بأن تسوق امرأته ؟! هذا من التناقض الذي يتنزه عنه العقلاء . لأن المعروف عند الناس كلهم أن الذين لايرغبون في السائق إنما رغبوا عنه بُعدًا عن مفسدته ؛ وهم من أشد الناس معارضة لما تدعو إليه ؛ لأنهم يعرفون مفاسده وضرره . فكيف تُقولهم ما لم يقولوا ؟!

ثم قال ابن زلفة : ( 9- يمكن وضع ضوابط وقيود على من تمنح لهن رخص القيادة من النساء مثل:
أ- ان يكون عمرها فوق 35 عاماً.
ب- ان تكون قيادتها للسيارة داخل المدينة )  .

والجواب :

أولا : هذا لايُسمى مبررًا ! فلماذا أقحمته في المبررات ؟! وهو مجرد اقتراح .

ثانيًا : هذا الاقتراح الوهمي يُضحك  العقلاء؛ لأنهم يعلمون أن هذه الشروط مجرد خيال في خيال ! وإلا فهل يصدق العاقل أن أحدًا سيلتزم بهذه الشروط الخيالية لو فُتح هذا الباب ؟!
وقد قيل مثل هذا في دول أخرى (كالكويت مثلاً) ، ثم لم يمر وقت قصير حتى نسوا هذه الضوابط والشروط وأصبحت في خبر كان !  والشر يبدأ صغيراً ثم لا يزال يكبر شيئاً فشيئاً ما لم يُحسم منذ البداية .  ويشهد لهذا : أن تتخيل كيف سيُتأكد من تطبيق هذه الشروط ؟ هل يُوقف المرور كل امرأة ليسألها عن عمرها مثلا ؟  حدث العاقل بما يُعقل ..!

ثم قال ابن زلفة : ( 10- وضع قانون صارم لردع كل من يحاول التحرش بالنساء أثناء القيادة بأي شكل من أشكال التحرش.
11- وضع برامج تثقيفية تحث على احترام آداب المرور ونشرها على جميع المستويات على مدار أيام العام.
12- رفع نسبة تثقيف رجال المرور بمسؤولياتهم تجاه حماية كل مواطنة من أي أذى, وردع كل مؤذ ردعاً حازماً.
13- تكثيف رجال ودوريات رجال المرور خلال الفترة الأولى من السماح للمرأة بالقيادة. وكذلك رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع أي متجاوز على حرية المرأة وسلامتها أو مضايقتها بأي شكل من أشكال المضايقة وتقديم يد العون والمساعدة لها حين طلبها لذلك ) .

والجواب :

أولا : هذه النقاط الأربع لا دخل لها في المبررات ! فلماذا أقحمتها فيها وهي مجرد اقتراحات ؟!

ثانيًا : أنت بهذه الاقتراحات الغريبة كمثل من يُشعل النار تلو النار ثم يقول لرجال الدفاع المدني : أطفؤوها ! وكونوا منتبهين متيقظين !!

بدلا من أن تُخفف الأعباء الملقاة على رجال الأمن – وفقهم الله –  خاصة مع ما تمر به بلادنا من ظروف لا تخفاك ، تقوم – لأجل هوى فاسد - بتحميلهم عبءً فوق عبئهم . وأنت متكئ على أريكتك !

أسأل الله أن يهدي ابن زلفة ، وأن يجنبني وإياه والمسلمين أن نكون مفاتيح شر على بلادنا ؛ فيحق فينا قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلو نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار )  .  ( رابط مهم )  .
 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية