صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تعقيب على ... الدكتورة عزيزة المانع

سليمان بن صالح الخراشي

 
قامت جريدة المدينة قبل فترة بعمل مكاشفات مع الدكتورة عزيزة المانع - وفقها الله للخير - ، ونشرت على ثلاث حلقات ، فقمت بالتعقيب على ما جاء في الحلقة الثالثة المتعلقة بالمظاهرة النسائية التي قامت بها الدكتورة مع بعض النسوة ، ووضحت لها أن المظاهرات النسائية أسلوب قديم استخدمه أعداء الإسلام لغزو وتغريب ديار المسلمين .

وقد أحببت نشره هنا نظرا لمحدودية انتشار الصحيفة :

(المظاهرات النسائية) أسلوب قديم استخدمه أعداء الإسلام

اطلعت على المكاشفات الأخيرة للدكتورة عزيزة المانع -وفقها الله للخير- ولفت نظري ما ذكرته من أن المظاهرة النسائية الشهيرة التي قادتها هي ومجموعة من النساء كانت عفوية ولم يتم التخطيط لها من أي جهة. وهو ما كان خلافه شبه مستقر في أذهان الناس مما دعا الأستاذ المحاور إلى التوقف عند هذه النقطة كثيراً.

وأنا من باب إحسان الظن بالمسلم لن أتوقف عند هذا الأمر، لكني أحببت في هذه المداخلة أن ألفت نظر الدكتورة ومن كان معها إلى أن (المظاهرات النسائية) أسلوب قديم جربه أعداء الإسلام ومن يعاونهم من (الغافلين) لتغريب المرأة المسلمة في عدد من البلاد الإسلامية مستغلين ما يصاحب مثل هذه المظاهرات -عادة- من (عقل جمعي) ينسي المرء تفكيره السوي، ليتم من خلال ذلك تمرير ما يريدون، لعلمهم أن المرأة هي القلب النابض للمجتمع فإذا فسدت تبعتها الأعضاء الأخرى -إلا ما رحم ربي- والواقع خير برهان. واللوم لا ينال أعداء الإسلام الذين أخبر الله عنهم بقوله (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) أو قوله (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) أو قوله (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم). اللوم لا ينالهم بقدر ما ينال بعض مثقفينا ومثقفاتنا من أبناء الإسلام الذين لا زال الآخر يستغلهم لإضعاف مجتمعات المسلمين واحداً بعد الآخر، حتى يجردوها من كل معاني القوة والعزة ليسهل لهم سلب خيراتها وتحريف ثقافتها كما هو مشاهد في المجتمعات التي نجحوا فيها.

وهذا الآخر مستعد أن يبذل الإعلام والأموال في سبيل هذا الأمر لأنه يعلم نتائجه المربحة، لكنه في المقابل يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما يصل إلى سمعه أن إحدى بلاد المسلمين قد خطت خطوة واحدة نحو التقدم الصناعي أو الاكتفاء الاقتصادي أو الزراعي أو غير ذلك من مجالات القوة المادية (الحقيقية)، ولا يرتاح باله حتى يئد طموحها ومشاريعها، ولو كان ذلك باستخدام القوة العسكرية.

أعود إلى موضوع (المظاهرات النسائية) التي لم يعرفها العالم الإسلامي إلا بعد أن وقعت كثير من دياره في قبضة المستعمر الكافر الذي كاد وخطط واستعمل كثيراً من الأساليب، من ضمنها هذه المظاهرات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب -كما سيأتي-!

1- ففي مصر: انطلقت أول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي زمن الاحتلال الإنجليزي عام 1919م تحت إشراف ربيب الاستعمار وخليل اللورد كرومر سعد زغلول، وبقيادة زوجته (صفية) مع رفيقتها رائدة التغريب (هدى شعراوي) إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات! وذلك للتعبير عن رفضهن للاحتلال الإنجليزي - كما أشيع!- إلا أن المظاهرة تحولت عن مسارها إلى (الهتاف بالحرية ونزع الحجاب)!! (أنظر تفاصيل هذه المظاهرة في مذكرات قائدتها هدى شعراوي، ص187 وما بعدها، وفي كتاب المرأة المصرية لدرية شفيق، ص119 وما بعدها، وفي كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد بن إسماعيل، 1/158. وانظر صور هذه المظاهرة في كتاب 50 عاماً على ثورة 1919م، ص197 (إصدار جريدة الأهرام).

2- وفي مصر أيضاً: انطلقت مظاهرة نسائية من مقر (الجامعة الأمريكية!!) عام 1951م بقيادة درية شفيق وبتحريض من (وزير الشؤون البريطانية)! (أنظر تفاصيل هذه المظاهرة في كتاب قائدتها درية شفيق: المرأة المصرية، ص201 وما بعدها. وليعلم أن درية هذه ماتت منتحرة عام 1975م - نسأل الله العافية-).

3- وفي سوريا: قامت مظاهرة نسائية عام 1926م احتجاجاً على سياسية الانتداب الفرنسي! (أنظر تفاصيلها في مقدمة كتاب السفور والحجاب لنظيرة زين الدين، ص11) ولعلها هي المظاهرة التي ذكرها محب الدين الخطيب في مجلته: الفتح - السنة الأولى، 64، وتوجد صورها في كتاب: مكتب عنبر لظافر القاسمي، ص113-117).

4- وفي سوريا أيضاً: بعد المظاهرة الفاشلة السابقة بسنتين عام 1928م قامت مظاهرة نسائية بقيادة (ثريا الحافظ) التي كما تقول الدكتورة بثينة شعبان (رفعت الغطاء عن وجهها كما فعلت مئة امرأة ونيف كن يساهمن معها في المظاهرة نفسها)! (انظر: المرأة العربية في القرن العشرين، ص18).

5- وفي البحرين: تأخرت المظاهرات قليلاً نظراً لتغير الأوضاع! حيث خرجت في الخمسينيات مجموعة من النسوة بمظاهرة نسائية (سياسية)! إلا أنه -كما يقول الدكتور علي تقي- (قامت إحدى الفتيات بنزع عباءتها وأخذت تخطب في الجماهير)!! (أنظر: دراسة حول واقع الأسرة البحرينية، ص18).

هذه بعض المظاهرات النسائية التي حدثت في بلاد المسلمين لتكون الخطوة الأولى نحو التردي في (خطوات التغريب) كما اتضح للعيان فيما بعد، قادها الأعداء من خلف الكواليس! وحرفوها إلى ما يريدون، مستغلين غفلة بعض أبناء وبنات المسلمين الذين انساقوا معهم في سبيل تحقيق (نزوة) أو (شهوة)، ولو أدى ذلك إلى خراب بيوتهم بأيديهم، وتسليم بلادهم لقمة سائغ لعدوهم. ولكن لعل ما حدث يكون موقظاً للغالين عن المكر الكبار الذي يحاق لهم.

وقد أعجبني في هذا المقام رد جميل ذكي للأميرة الفاضلة فهدة آل سعود حفظها الله - ردت به على بعض الجمعيات النسائية الغربية في محاولتهن استدراجها وزميلاتها في الجمعية الفيصلية للانخراط في مخططاتهم ضد المرأة المسلمة في هذه البلاد، ولكن الأميرة الحصيفة قطعت الطريق عليهم لتكون قدوة معاصرة لنساء هذه البلاد الطيبة أن يكن نبيهات لما يكاد لهن . وبإمكان القارئ مطالعة هذا الرد الرائع على هذا الرابط
 (www.saaid.net/female/m120.htm

ختاماً: أهمس إلى الدكتورة عزيزة بقولي إن المرء العاقل قد يتنازل عن ما يراه (مصالح) جزئية في سبيل تحقيق (مصالح) أعظم منها، على رأسها وحدة هذه البلاد وتماسكها في مواجهة عدوها المتربص بها. وأتمنى منها ومن زميلاتها أن يقرأن كتاب (عودة الحجاب) بأجزائه الثلاثة - للشيخ محمد بن إسماعيل المصري - الذي وثق فيه معركة الحجاب على أرض مصر لتكون عبرة للآخرين.وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وجنبنا وبلادنا الفتن.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية