صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أكـذوبــة ......... تُــردّد في الصحـافـة السـعـوديـة !

سليمان بن صالح الخراشي

 
لقد فرض بعض كتاب الصحافة وصايتهم على المجتمع زمنًا طويلا ؛ استطاعوا خلاله بث بعض الأكاذيب والأوهام والترويج لها كحقائق لا تقبل الجدل ؛ في سبيل إقناع الناس بأفكارهم المنحرفة ، وعدم السماح بما يعارضها أو يفندها .

فصدقهم من صدقهم ، والله يقول ( وفيكم سماعون لهم ) .

ثم جاءت الشبكة العنكبوتية على قدَر !! لتقول لهؤلاء : لقد انتهى ليل الوصاية ، وأشرق نور الحق الهادي لكل من غررتم به وخدعتموه ؛ من خلال هذه الشبكة الحرة التي تكشف أكاذيبكم للجميع من خلال الحقائق والوثائق .

وقد سبق أن كشفتُ أكذوبة ووهمًا طالما ردده بعض الصحفيين - رجالا ونساء - على أسماعنا ؛ عندما زعموا أن ستر المرأة لوجهها إنما هو عادة لنساء بلادنا ، وأن المسلمين مجمعون على كشف الوجه !!!

ثم نكتشف جميعًا أن الحق خلاف ذلك !

فإذا العادة المزعومة هي الحكم الشرعي القائم على الأدلة الصحيحة ..

وإذا الإجماع ( العملي ) في جميع بلاد المسلمين متفق على ستر الوجه .. وذلك قبل أن تقع بلادهم بيد المستعمر الذي روج للسفور بواسطة عملائه ؛ من أمثال قاسم أمين وغيره ..

وإذا الصور القديمة تؤكد هذا ..

وإذا عشرات العلماء يُذَكّرون به ..


وأما الكذبة الثانية أو الوهم الثاني الذي ردده أؤلئك ؛ ليتوصلوا به إلى ما بعده فهو زعمهم : أن العلماء في بلادنا قد عارضوا ( تعليم ) البنات !! هكذا

أو أن أهل الخير وقفوا ضد ( تعليم ) البنات في بدايته ، ثم اقتنعوا به مع مرور الوقت !!

فأصبحوا عندما يطرحون أي قضية عن المرأة يعارضها الأخيار يذكرونهم بهذا الوهم الكبير ! فيقولون – مثلا - : قد كنتم تعارضون ( تعليم ) البنات ، ثم وافقتم عليه ، وهذه مثلها ، ستعارضونها قليلا ثم تؤيدونها فيما بعد !!

وكل هذا كذب ودجل منهم ليمهدوا المجتمع لقبول انحرافاتهم – كما سبق - ، وإلا فإنهم يعلمون قبل غيرهم أن العلماء وطلبة العلم لم يعارضوا ( تعليم ) البنات – كما زعموا- ؛ لأنهم - أي العلماء وطلبة العلم - يعلمون شرعية هذا الأمر فيما يقرؤنه من نصوص الكتاب والسنة ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ، وهو يشمل المسلمات كما بين هذا العلماء ، وكقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي تعرف الرقية : " علميها حفصة كما علمتيها الكتابة " ( انظر : السلسلة الصحيحة للألباني ، 178) .

فاعتراض من اعترض منهم كان على ( ماهية ) التعليم الذي سيُجعل للفتاة السعودية ، وليس على مجرد ( تعليمها ) كما يدعي الأفاكون .

لأن المعترضين كانوا يخشون أن يُقر تعليمُ البنات لدينا على الحال الذي كان عليها في الدول العربية الأخرى ؛ لاسيما مصر التي كانت أوائل المدرسات لدينا قادمات منها . فلهذا خشي الغيورون أن تزل بنا القدم فنحذو حذو الآخرين في تعليم مختلط ، أو تعليم بعيد عن الدين والفضيلة .

وهذه منقبة لهؤلاء تشهد بكمال عقولهم لو كان هؤلاء يعقلون !

لأن الإنسان العاقل لايقدم على شيئ جديد أو مجهول دون أن يتحقق منه ، وإلا أصبح كالإمعة الذي يسير خلف الآخرين بغباء .

أرأيت لو أن إنسانًا قيل له : اسلك هذا الطريق المجهول دون أن تفكر في نهايته أو فيما ستلاقي فيه ، وهو يرى القادمين منه ، بعضهم مثخن بالجراح وآخر يتهادى من الألم .

فمضى هذا الانسان في هذا الطريق دون تفكير أو تروٍ أو استعداد أو حذر.. ماذا سيقول عنه العقلاء ؟! لا شك أنه متهور وأرعن .

وقارنه بآخر قيل له مثل ذلك ، ولكنه تروى وتمهل حتى يسأل عن ماهية هذا الطريق ، وعثراته ؛ لكي يتجنبها . فلما تبين أن لاخطر سيصيبه توكل على الله ومضى .

وقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا خذو حذركم ) .


إذا : لم يكن الاعتراض على مجرد ( تعليم ) البنات كما يدعي أولئك ؛ إنما كان الاعتراض على ( طبيعة ) التعليم المراد تقريره ؛ حيث حدث التمهل والتوقف ؛ حتى تبين الأمر واستقر على تعليم شرعي موافق لفطرة الفتاة ، بعيد عن الاختلاط ، برعاية كريمة من كبار العلماء .

ويشهد لهذا : ماقاله العلماء الذين شهدوا القضية :

قال الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد – رحمه الله – في رسالته " أخطار تحيط بكم أيها المسلمون " بعد أن تحدث عن واقع تعليم البنات في الدول العربية :

( وقد عارض بعض المسلمين في تعليم المرأة بهذه الصفة، خوفاً من فتنتها، وحذراً من ضررها على المجتمع، في المستقبل بعد مدة.

وألفتُ نظر ولاة الأمور، إلى أنه لا مانع من توسيع تعليم المرأة على المنهج الذي يقره الدين وتعاليمه، مع التمسك بالحجاب، وبالأخلاق الفاضلة ). ( الدرر السنية ، 16/79).

وقال الشيخ محمد بن عبدالله بن حمدان – رحمه الله – ردًا على من طالب بتقليد الدول الأخرى في مجالات تعليم البنات ! : ( ليتكم يا هذا: تطالبون بتعليم البنات، في حدود ما رسمه الدين الحنيف، وتكتفون بذلك، إذاً لرحبنا بذلك، وأيدناكم ، ولكنكم تريدون تعليماً كالتعليم الموجود في الخارج –مجرد تقليد ومحاكاة- ولا تهمكم تعاليم الإسلام، التي تأمر بالمحافظة على أخلاق المرأة، وتصون لها عفتها وكرامتها ). ( الدرر السنية ، 16/93).


ويؤكد هذا ويجليه أن تعليم البنات – ولله الحمد – لم يقر إلا بعد موافقة كبار العلماء عليه ؛ كما جاء في الخطاب الملكي الذي صدر عن الملك سعود رحمه الله .

وقد دارت - كما يقول صاحب كتاب " تعليم المرأة في المملكة " " ص 203" - (حوارات ومناقشات، ونشرت مقالات وردود عن ذلك، وكان عدد من العلماء وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ –يرحمه الله- وغيره يردون على المعترضين، ويبينون أن الإسلام دين العلم للجميع، وأن النصوص الكثيرة التي تحض على طلب العلم عامة شاملة للرجال والنساء، وأن هناك فرقاً بين مبدأ تعليم المرأة، وبين ما يجب أن تتعلم. فمن حيث المبدأ؛ فإن تعليم المرأة من حيث الوجوب والندب والإباحة -بالمعنى الفقهي- مثل الرجل ).

وأما بيان الملك سعود رحمه الله فكان كالتالي :

(نطق ملكي كريم)

الحمد لله وحده وبعد: فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية، من قرآن وعقائد وفقه، وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع عقائدنا الدينية، كإدارة المنـزل، وتربية الأولاد وتأديبهم، مما لا يخشى منه عاجلاً أو آجلاً أي تغيير على معتقداتنا، لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر على النشء، في أخلاقهم، وصحة عقيدتهم وتقاليدهم، وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين يتحلّون بالغيرة على الدين، لتشرف على نشء المسلمين في تنظيم هذه المدارس، ووضع برامجها، بمراقبة حسن سيرها فيما أنشئت له، وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على أن تختار المدرسات من أهل المملكة أو غيرهم اللواتي يتحقق فيهن حسن العقيدة والإيمان، ويدخل إلى هذه المدارس ما قد سبق فتحه من مدارس للبنات في عموم المملكة ، وتكون جميعاً مرتبطة في التوجيه والتنظيم بهذه اللجنة تحت إشراف سماحته، مع العلم أن هذا التشكيل يتقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس، ونأمل أن يكون ذلك في وقت قريب، والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله ) . ( سعود بن عبدالعزيز )

( انظر : جريدة أم القرى / يوم الجمعة 21 ربيع الثاني سنة 1379هـ ) .

قلتُ : فنأمل - بعد هذا - من هؤلاء الكتاب والكاتبات - هداهم الله - أن لايرددوا هذه الأكذوبة على أسماعنا !
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية