بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يكون في زيادة كلمة "شرائع" في سؤال جبريل نصرة لمذهب الإرجاء


سأل الأخ الكريم ( هيثم حمدان ) سؤالاً عن كلام للإمام مسلم حول رواية ( شرائع الإسلام ) و علاقتها بـ( نصرة مذهب الإرجاء ) و حيث كنت عند فضيلة شيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - طرحت عليه نص كلام الأخ هيثم - جزاه الله خيراً - و سأورد نص كلام الأخ هيثم ثم جواب الشيخ حفظه الله :
قال الأخ ( هيثم حمدان ) :
[ قال الإمام مسلم ( رحمه الله ) في كتاب ( التمييز ) في معرض كلامه على علّة في متن إحدى روايات حديث سؤال جبريل للنبي ( صلى الله عليه وسلّم ) عن الإسلام والإيمان والإحسان . .
( ما بين [ ] من إضافتي ):
"فأمّا رواية أبي سنان عن علقمة في متن هذا الحديث إذ قال فيه: أنّ جبريل (عليه السلام) قال: جئت أسألك عن شرائع الإسلام،
فهذه زيادة مختلفة ليست من الحروف بسبيل، وإنّما أدخل هذا الحرف في رواية هذا الحديث شرذمة زيادة في الحرف، مثل ضرب [أبي حنيفة] النعمان بن ثابت وسعيد بن سنان ومن يجاري الإرجاء نحوهما، وإنّما أرادوا بذلك تصويباً في قوله في الإيمان وتقعيد الإرجاء.
[و] ذلك [ممّا] لم يزد قولهم إلا وهناً وعن الحق إلا بعداً: إذ زادوا في رواية الأخبار ما كفى بأهل العلم والدليل على ما قلنا من إدخالهم الزيادة في هذا الخبر أنّ عطاء بن السائب وسفيان روياه عن علقمة فقالا: قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟
وعلى ذلك رواية الناس بعد مثل: سليمان ومطر وكهمس ومحارب وعثمان وحسين بن حسن وغيرهم من الحفاظ كلهم يحكي في روايته أن جبريل (عليه السلام) قال: يا محمد ما الإسلام؟
ولم يقل: ما شرائع الإسلام كما روت المرجئة". انتهى.
وسؤالي للاخوة: كيف يكون في زيادة كلمة "شرائع" في سؤال جبريل نصرة لمذهب الإرجاء؟

فأجاب الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في يوم الجمعة الموافق 1/1/1423 هـ بما يلي :
الذي يظهر أن المرجئة عندهم الإسلام هو الإيمان و الأعمال ليست من الإيمان و في هذه الرواية التي أنتقدها مسلم – رحمه الله – مضمونها أن مباني الإسلام الخمسة هي شرائع الإسلام لأن الإسلام عندهم هو الإيمان الذي هو # التصديق # القلبي بخلاف الرواية المشهورة و هي أن المباني الخمسة هي الإسلام ، و الصواب أن اسم الإسلام يشمل جميع الشرائع و لكن خص هذه الخمس لأنها أعظم الشرائع و أفرضها فإنها فرض على الأعيان بأصل الشرع دون تسبب من المكلف و انظر شرح الطحاوية على قول الإمام الطحاوي – رحمه الله - :
// و الإيمان هو الإيمان بالله و ملائكته .. الخ // .

و الله أعلم .

كتبه
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن بن ناصر البراك

الصفحة الرئيسة