صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







طريقة القرآن في عرض المناهج و المواضيع

بقلم / د. نبيل رزق محمد الصبحي الحربي
دكتوراه ثقافة اسلامية
1444/3/23


بسم الله الرحمن الرحيم


ان طريقة القرآن الكريم في بيان المناهج التربوية والعلمية والايمانية تختلف تماما عن عرض المواضيع
وهذا الأمر لا يعرفه الا من له ختمات عديدة في تدبر القرآن الكريم والوقوف عند عجائبه .
عندما تقرأ في القرآن الكريم منهجه في أمر ما فهو ياتي مرتبا حروفه وكلماته وعباراته في نسق واحد تظهر لك بذلك الخطوط العريضة للمنهج .
فعلى سبيل المثال: سورة العصر
رغم قصرها الا انها تنبئك عن منهج اقتصادي في البيع والشراء وكيفية طريقته وتعاليمه .
تجد ان الله اقسم بالعصر : وهو عادة هذا الوقت تدب به الحركة والسعي في الأرض لتلبية حاجات النفس
ثم قال الله تعالى(( ان الانسان لفي خسر ))
وهنا بدا يتضح لك المنهج القرآني في استغلال هذا الوقت بما ينفع المرء من حلقة تحفيظ او زيارة صلة رحم ، فاغلب هذا الوقت هو خسارة على الانسان لميله في استغلاله في الصخب بالأسواق.
فهنا حدد لك القرآن بدقة
كيفية استغلال هذا الوقت بعبارة قصيرة وهو مايسمى في التربية الإسلامية[[ وضع خطة محكمة لاستغلال هذا الوقت بما ينفع المرء ]]
ثم بعد ذلك تاتيك الآية الثالثة لتعطي للنفس مساحة من الترف والسعي في الأرض ، وذلك بقوله تعالى ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))
في تفسير الطبري : إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد.
وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) يقول: وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنـزل الله في كتابه، من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه.
وهذا مايسمى بالمنهج الاقتصادي وبيان لشرائعه وتعاليمه في البيع والشراء تتمثل أعلى المطالب في بلوغ الأهداف وتحقيقها للمرء المؤمن بالله وبيان شافي للحركة الاقتصادية الإسلامية في السوق الإسلامي
التي تتمثل في الإيمان بالله وعمل الصالحات التي تعني احتساب الأجر والثواب من الله وغض البصر وتواصي التجار والأفراد بالحق والصبر عليه مما يثير النفوس للتحليق عاليا بمراعاة منهج القرآن عند دخول السوق وعند خروجه متأملا سعة الإيمان الكبيرة في القلب الذي لم يرتقي لها مناهج التربية الغربية ولا غيرها
في تصوير المشهد الخلاب الذي يلامس شغاف الروح عند امتثاله وعند بلوغ أهدافه.
هذا نموذج بسيط لمنهج القرآن الكريم في التربية الإسلامية.
اما طرح المواضيع في القرآن الكريم فهي تأتي مبعثرة في سور كثيرة تتلاقى عند جمعها وتأويلها تأويلا صحيحا .
فتجد القرآن الكريم يصور لك بدقة موضوع الصلاة في ءايات كثيرة متناثرة في سوره ، ويعطي إشارات واضحة لاهميتها احيانا وأحيانا بيان عاقبة تأخيرها
وأحيانا ببيان فضلها ، وهكذا
((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ))
((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ))
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۝
وفي الختام: أجد انني في عجب شديد من أساليب القرآن للنفوس العنيدة المكابرة وتهديدها بأشد الألفاظ
التي لم تعي كلام ربها ولم تسعى لاستخراج كنوزه ، بل وقفت مكتفية بظاهر الآيات ولم تخطو نخو هدايات القرآن الكريم والوقوف عند دقائقه .
فالحذر الحذر اخواني ان نكون منهم ونحن لا نعلم
فحلي بي وبك _ ياصديقي _ ان تكون لنا ختمات للقرآن بتدبر عميق واستفراغ الجهد والنفس والفكر لإظهار شيئا من من كنوز القرآن .

ماذكرته سابقا هو إشارة بسيطة لانطلاقة قوية لمن هو أعلم مني علما وزكاة ليتحفنا بعجائب القرآن، والله الموفق .

ترقبوا كتابي الجديد << العبقرية في الإسلام >>
رسالة دكتوراه في الثقافة الإسلامية

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية