اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/749.htm?print_it=1

كنت أظن . . ولكني اكتشف . . فقررت!!
الحلقة (21) العلاقات العاطفية

أبو مهند القمري


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السابق :  كنت أظن . .  ولكني اكتشفت . . فقررت!! 1-6
           كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!! 7-9
           كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!! 10-12
           كنت أظن . .  ولكني اكتشفت . . فقررت!! 16
           كنت أظن . . ولكني اكتشفت  . . فقررت!! (17-18)
           كنت أظن . . ولكني اكتشف . . فقررت!! (19)

           كنت أظن . . ولكني اكتشف . . فقررت!! (20)

كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!
الحلقة (
21)
العلاقات العاطفية

كنت أظن :
بل كنت أجزم بصحة نظرية (
الحب من أول نظرة) وأنها المؤشر الأقوى والوحيد في صحة اختيار الإنسان لشريك حياته، وأن هذا التجاوب النفسي الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى حد الهيام المتبادل؛ هو أكبر مؤشر لنجاح العلاقة الزوجية في المستقبل، وأن معايير الأهل والأقارب في رفض أو قبول هذا الشريك لا تمت للواقع بصلة؛ لأنهم وببساطة شديدة لم يستشعروا دفء تلك العلاقة الحميمة؛ ولم يعيشوا أجواءها بحق!! وبالتالي فهم خارج نطاق التغطية!!

ولكني أكتشفت :

أن هناك فارق كما بين السماء والأرض بين تلك النظرة التي أحاطها
النبي صلى الله عليه وسلم بسياج من الأمان، لمن عقد العزم بصدق على إعفاف نفسه عن الحرام، وتحصينها بالزواج الشرعي، فيأمره عليه الصلاة والسلام بالنظر إلى مخطوبته رجاء الديمومة والألفة بينهما قائلاً : (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وبين تلك النظرات التي تتقلب بصاحبها ذات اليمين وذات الشمال، ليأسر بها الشيطان قلبه، ويجعله ضحية من ضحاياه الذين ألقى بهم في أتون أسر الشهوة المحرمة!!

إذ أن الأجواءً الخيالية التي ينسج لهم فيها
الشيطان كثيراً من الأحلام والأوهام؛ تجعلهم يعيشون تحت تأثير (المظاهر الخداعة) مستثمراً عوامل الجاذبية المغروسة بالفطرة أصلاً بين الجنسين؛ لإثراء هذا التجاذب؛ غير أن الحقيقة الدامغة تصعقهم في لحظة مباغتة بأن تلك (الأوهام الكاذبة) لا تمت للواقع في الحقيقة بصلة، إذ سرعان ما ينكشف زيفها في نهاية المطاف!!

وذلك لأن كلا الجنسين لديهما القدرة الكاملة على إظهار الجانب الإيجابي وإخفاء
السلبيات الكامنة في شخصية أي منهم خلال فترة لقائه المحدودة (زمنياً) بالطرف الآخر، وعليه فكل منهما يحرص على إظهار الشخصية (المزورة) التي لا تمت لحقيقة شخصيته بصلة؛ بعد القيام بعمل التحسينات اللازمة لجذب الطرف الآخر، لذا فكلا الطرفين يعيشان في أجواء فيلم وهمي، يقوم كل منهما فيه بدور البطل المغفل!!

وتزداد المأساة حينما يستثمر ذاك (
العدو الخبيث) جريانه من ابن آدم مجرى الدم، في محاولة تهييج مشاعر الشهوة المحرمة؛ بمزاعم العشق والغرام تارة، أو دعوى الحب الطاهر والصداقة البريئة تارة أخرى؛ سالكاً بالعبد جميع الخطوات (الواحدة تلو الأخرى) حتى يصل به في نهاية المطاف إلى الانزلاق في مستنقع (الفاحشة المقيتة) عياذاً بالله تعالى؛ ليستيقظ على إثرها الضحية بعد فوات الأوان على وقع صفعات شديدة من ضياع الدين والشرف والعرض!!

وعليه
. . فقد اكتشفت أن المشاعر العاطفية التي قد يزعم البعض أنها حباً طاهراً، ما هي إلا غطاء وهمياً؛ يحاول الشيطان من خلاله التستر لخداع الجنسين؛ واستدراجهما حتى الوقوع بهما في فاحشة الزنا (عياذاً بالله)، لكي يسهل عليه التحكم فيهما؛ بعد إلقاء شباك القنوط من رحمة الله عليهما، ومن ثم إغراقهما في المزيد من المعاصي والإفراط فيها؛ كي يدمر لهما الدنيا ويضيع عليهما الآخرة!!

وأن
مشاعر الحب الصادق، والوفاء الطاهر بحق؛ إنما تكون من خلال علاقة شرعية؛ ضمن الله لها السكينة والمودة والرحمة؛ بعيداً عن أجواء الفجر والعهر والفساد وفزع القلوب، والخوف من شبح الفضيحة والعار، وتدنيس سمعة الأهل في وحل المعرة والمهانة، مع تحمل ما تنأى عن حمله الجبال من تبعات مذلة المعصية!!

وأن الأساس الصحيح لاختيار كل طرف لشريك حياته؛ إنما يكون بمعيار
الدين والتقوى، والتحلي بحسن الخلق، وذلك لأن صلاح الدين يجمع كل الصفات الحميدة؛ لأنه يجعل منها مكوناً رئيساً في شخصية ذلك العبد، وعليه تهنأ به ومعه الحياة!!

فحسن الدين
وحده، يعتبر الضمانة الأقوى لاستمرارية الحياة الزوجية يسراً وعسراً، شباباً وشيخوخة، إذ أن الجمال يذهب، والمال يفنى، والحسب والنسب مدعاة للتعالي والاستكبار لدى ضعاف النفوس، ولا يمكن جعله أساساً لبناء علاقة زوجية ناجحة!!

وعليه فقد قررت :


ألا أنخدع كمسلم يرجو الله والدار الآخرة بعبارات الزيف التي يزين بها
أولياء الشيطان ألوان السوء لإيقاع أهل الاسلام في ارتكابها، وألا أنجر وراء مخططات الأعداء الخبيثة، وأبرزها مواقع التواصل المختلطة التي استطاعوا من خلالها اختراق بيوت المسلمين وكشف المستور منها؛ واستدراج شبابنا وفتياتنا بشتى الأساليب لتسويغ الفاحشة؛ ونشرها بين أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم!!

وأن يكون
الدين معياري الرئيس في اختيار شريكة حياتي، ولا يعني ذلك التعارض مع الجمال إذا كان مطلباً، أو الجاه والمال إذا توفرا، ولكن بعد التأكد من صلاح الدين كونه الأساس الذي لا حيدة عنه في إنجاح العلاقة الزوجية؛ مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(
فاظفر بذات الدين تربت يداك)!!

 

منوعات الفوائد