اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/740.htm?print_it=1

قلم وإنسانية ملك

الكاتب البحريني / عبدالهادي الخلاقي


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 

في افتتاح ملعب الجوهرة بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله ورعاه، تقدم الطفل فيصل الغامدي يحمل بين يديه كرة رمزية ليستأذن خادم الحرمين الشريفين بافتتاح هذا الصرح الرياضي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وبعد أن القى خادم الحرمين الشريفين كلمة بهذه المناسبة هنئ من خلالها الشعب السعودي على انجاز هذا المشروع الذي يخدم الشباب ويخدم الحركة الرياضية في المملكة، وعندما هم الطفل فيصل الغامدي بمغادرة المنصة لم تأبى إنسانية خادم الخرمين الشريفين إلا أن تُكافئ هذا الطفل وخروجاً عن الرسميات وعن ترتيبات هذا الحفل وبإنسانية أب تجاه أبنائه وبكل عفوية مد يده إلى جيبه ليخرج قلمه الثمين ليقدمه هدية لهذا الطفل.
الطفل كما كان مرتب له أن دوره ينتهى بانتهاء فقرته فينصرف، ولكن الملك عبدالله حفظه الله لم ينتهي دوره ولم تسمح له نفسه الأبوية الحنونة أن يعود هذا الطفل دون أن يُكرم فكان الأقرب ليد خادم الحرمين الشريفين أن تسحب القلم ليقدمه إرضاء لطفولة فيصل الغامدي، ثم سارع القائمون على الحفل بتقدم هدية للطفل وأخرى لأخيه الذي لم يكن بصحبته حتى لا يعود الطفل الغامدي بهديته إلى بيته بينما أخيه خالي اليدين، العبارات التي كان يحاور بها الملك عبدالله هذا الطفل تظهر فطرة وإنسانية هذا القائد ومدى حبه لشعبه وتواضعه في التعامل معهم صغاراً كانوا أم كباراً وهذه الإنسانية اودعها الله في قلب خادم الحرمين الشريفين وكذلك في قلوب قادة دول مجلس التعاون الخليجي جميعهم دون استثناء.
هذا الملك الإنسان الذي عُرف ببساطته وبما يحمله بين حناياه من قلب رؤوف حنون على شعبه ولجميع الشعوب الإسلامية وغير الاسلامية، ضرب لنا اروع الامثلة والدروس في الخروج عن الرسميات عندما يقابل القائد شعبه، فيتعامل معهم بكل عفويه دون تكلف أو تعالي كونه ملك، بل كما يتعامل الأب مع ابنائه، وهكذا هم العظماء الذين يسطرون لنا أروع الأمثلة في حسن الخلق والرحمة والتواضع والمخالطة التي تتخللها المودة والمحبة والعطف.

الملك القدوة:

القدوة الحسنة الصالحة التي يمثلها "الراعي" لرعيته بلا شك لها أثر طيب في حياة الرعية ولبطانته التي يجب أن تعينه على إدارة شئون الامة بأمانة وحيادية وتجرد من المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، فالقدوة الحسنة من القائد تُعتبر نموذجاً إنسانياً يحقق المنهج السوي بين الراعي ورعيته من خلال الاقتداء بالسلوك والتصرفات التي تُلاحظ بالعين فتترك أثراً عميقاً في نفوس الناس مما يجعلهم يأخذون ويتقبلون ما يقوله أو يفعله دون تردد أو ريبة، هذه الأفعال الإنسانية من القائد ترنوا إليها أعين شعبه ومرؤوسيه وتنجذب إليها نفوسهم فيستمدوا منها الفضائل الحميدة التي يفترض أن يحملونها في اقوالهم وافعالهم فتنير لهم طريق الخير والصلاح ، فتصلح بها حال الامة وترتقي بها إلى الصفوة التي يجب أن يكون عليها مجتمعنا الإسلامي.

 

منوعات الفوائد