اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/733.htm?print_it=1

موقف الإسلام من التطور الثقافي

نواف بن توفيق العبيد*


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


إن من أصعب المشكلات لدينا في المجتمعات العربية والإسلامية ضعف البحث العلمي في جميع التخصصات والمجالات العلمية والمهنية ولا أقول انعدامها فالجامعات ومراكز البحث العلمي مع قلتها تزخر في الرسائل والموضوعات العلمية المتكدسة على الرفوف في المكتبات التي يعلوها الغبار من سنين لا أحد يعلم عنها سوى الباحث والمشرف عليها والمحكمين لها وذلك راجع إلى أصل الموضوع وهو ضعف البحث العلمي لدى أفراد هذه المجتمعات .

فالباحث في أي مجال من المجالات ما إن يبدى بحثه إلى وتجد المخذلين له في المجتمع من حوله يرمونها بأنه يجهد نفسه ويتعبها بما لا فائدة منه وإنه ماذا يريد أن يقدم للمجتمع من الجديد إذ أن العالم قد سبقنا في التطور والابتكارات المهنية والاكتشافات العلمية ونحواً من تلك العبارات ثم تسمع وبكل تعدي أن المجتمعات العربية لا تزال تعاني من التخلف والرجعية في جميع المجالات الحياتيه .

والأمّر من ذلك حينما ينسب هذا إلى الإسلام كونه ديناً رجعياً لا يهتم في مواكبة العصر والحضارة والتطور الدائم وإنما باقي على الجمود والرجعية فالمهم لديه أنك تعرف كيف تتطهر وتصلي وتصوم فقط .

و ياليت من يقول مثل هذه العبارات التي لا تمت للإسلام بصلة قام بالبحث في مكنون الإسلام من القرآن الكريم والسنة النبوية وسير أهله من العلماء وكيف أن من الأسس والركائز الأولى التي أهتم بها الإسلام ودعا إليها العلم والتعليم لما له من الأثر الواضح والبناء في قيام كل بناء شامخ على هذة المعمورة .

لقد عني الإسلام بالعلم وعظم مكانته وبين أهميته فأول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ( أقرا بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرا وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم ) سورة العلق 1

وحث على سؤال الإزديادة منه بشكل دائم فقال جل وعلا ( وقل ربي زدني علما ) سورة فاطر لأنه في الحقيقة مهما بلغ الإنسان المسلم وغيره من الثقافة المعرفية والمهنية فإنه لم يصل إلى شيء لذا قال سبحانه ( وفوق كل ذي علمٍ عليم ) والواقع يشهد على هذا وإن كان كتاب الله خير شاهد فالناظر في الواقع في الاختراعات والابتكارات والاكتشافات العلمية يرى صدق قول الله جل وعلا .

إن ما سبق ذكره في كتاب الله تعالى ليست هي فحسب ما في كتاب الله تعالى ولكن حسبنا الوقوف والتأمل في مضمونها لكي نعلم حقاً موقف الإسلام من التطور المعرفي والثقافي وأنه لم يكن حجر عثرة أمامها وإن كان قد حد له ضوابط وآداب يلزم الرجوع إليها والالتزام بها وهي بحد ذاتها لا تحارب أو تأخر التطور المعرفي والثقافي في جمع جوانبه ،أما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسير أهله ليقف المنصف أمامها متعجباً من مواقفها تجاه التطور المعرفي .

إن الإسلام نقولها وبكل فخر واعتزاز دين العلم والمعرفة والرقي والحضارة والإبداع ولكن المقصر والمتخاذل عن البحث في مكنونه وجواهره التي تدل على ما سبق ذكره أو من كان في قلبه دخل يُرجع ذلك إلى الإسلام كنوع من التبرير لنفسه .


* إمام مسجد الصحابة
الرياض -حي العزيزية
ntyo9091@gmail.com


 

منوعات الفوائد