صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كلنا قد ظلم هذا الدين!!

أبو مهند القمري


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تختال قوى الكفر الصهيوصليبية زهواً بخداع أمتنا؛ بعد نجاحها في تغريب عقول الكثير من أبنائها؛ سواءً بإضعاف عقيدتهم، أو الابتعاد بهم عن ثوابت دينهم، لتتابع مؤامراتها الخبيثة الرامية لتمزيق جسد أمتهم، بعد إضعاف كياناتهم، وإشعال نيران العداوة والبغضاء بينهم؛ حتى نشبت بين بعض أقطارهم معارك طاحنة، فإذا بهم - إمعاناً في السخرية والاستهزاء بنا - يرتدون عباءة الإصلاح وتهدئة الخواطر، للإصلاح بينهم!!

يحدث كل ذلك في
الوقت الذي يتباكى فيه الكثير منَّا على تأخر النصر الموعود، مع ازدياد المعاناة لألوان البطش والتنكيل بأيدي الطغاة المجرمين، غير أن هذا الكثير لا يزال مصراً على إلباس صنم الديمقراطية ثوب الدين!! حيث لم يأن الأوان بعد لديهم على ما يبدو؛ لكي يعلنوها إسلامية خالصة، نصرة لدين الله رب العالمين!!

وهو نفس
الوقت الذي انكشف فيه عوار تلك المناهج القاصرة لبعض الدعاة، بعدما تباينت ملامحها التي صاغوها وفق أهوائهم، بعيداً عن نهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم !! فاصطدمت بالواقع الأليم، لتظهر لنا عمالة وخسة في ثوب ادعاء زائف بالانتساب زوراً لنهج السلف الصالحين!! في حين أنهم ما زادوا في تربيتهم لأتباعهم على ترسيخ روح الشخصنة والتعصب المقيت شيئاً!! بل وجعلوا من آرائهم القاصرة حكراً على الدين!!

كما أنه نفس
الوقت الذي يهيم فيه الصادقون في نصرتهم لهذا الدين حيارى، ينشدون لأنفسهم زعيماً ربانياً ينقاد للشرع ويقودهم نحو النصر المبين، فلمَّا طال عليهم الأمد في انتظار ما يأملون؛ انقلبت حيرتهم خلافاً يحلق منهم الدين، ليتباعد بهم الركب عن روح الوحي النابض إلى يوم الدين!!

ليشهد الواقع الأليم على
بكل أسى، أن الجميع قد أسهموا في ظلم هذا الدين!!

نعم . . فقد ظلمناه
. . حينما قدمه البعض منَّا للناس منقوصاً مبتوراً، وكأن نظامه السياسي غير قائم بذاته، ويفتقد إلى مثل تلك النظريات والخزعبلات الساقطة التي ابتدعها أعداؤه من العلمانيين والليبراليين!! فصاروا هذا البعض للأسف من أكبر الدعاة لها؛ وكأنها من صميم مبادئ هذا الدين!!

ظلمناه
. . حينما رفعنا شعار (إصلاح الأمة بنهج رعيلها الأول من السلف الصالحين) فإذا بالبعض منَّا يقدم للناس نماذج مشينة على واقع الأرض؛ من خيانة الصف المسلم، وموالاة الظالمين المجرمين، بل ولزوم الصمت المطبق تجاه تلك المذابح التي أريقت فيها دماء إخوانهم المسلمين الموحدين!!

ظلمناه
. . حينما حاول بعض السفهاء (المنتسبين لنا بسمتهم الظاهر) عبثاً، تسويغ انقلاب العملاء المأجورين؛ بحجة وجوب طاعة الإمام المتغلب!! وما علموا إن الذي غلب بالفعل على عقولهم؛ إنما هو الحمق والخبل!! وما غلَّف قلوبهم في الحقيقة سوى الضلالة والانتكاسة التي ذهبت بهم بعيداً إلى حد الشماتة في مقتل أهل التوحيد، والانضواء بكل أريحية لمعسكر الزندقة وأهل الكفر والصليب!! بدعوى طاعة (ولي أمرهم المجرم)!!

ظلمناه
. . حينما اكتفت الأغلبية منَّا كدعاة بالوعظ والإرشاد، ولم يقدموا - وقد كان من المفترض فينا أن نقدم للناس - نماذج حية تمشي على الأرض؛ تعكس لهم بحق خلق وسلوك المسلم القويم، فلمَّا لم يحدث ذلك؛ واكتفينا بملئ سماء الدنيا كلاماً؛ دونما احتكاك مباشرٍ بعموم الناس، لدعوتهم وتقريبهم لأهل الدين؛ ازدادت الفجوة بيننا وبينهم؛ فتمكن إعلام العهر الفاجر من اللعب القذر بعقول الملايين!!

ظلمناه
. . حينما طرقنا جميع الأبواب؛ لصرف البلاء عنَّا؛ بما فيها أبواب منظمات الكفر وهيئاته، وكان الأولى بنا حث الجماهير إلى فرار عامٍ إلى الله تعالى الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، وذلك بصدق التوبة وكثرة الاستغفار والإلحاح عليه سبحانه في الدعاء، مع السعي الحثيث لتصحيح المنهج؛ لعله أن يصرف عنَّا ما ألمَّ بنا من الشدة والبلاء!!

ظلمناه
. . حينما توهم بعضنا سيطرته على دويلة من صنع أحلامهم، قد أطلقوا عليها (دولة العراق والشام)!! فجعلوا منها بجهلهم وعجزهم عن دفع الاختراق المخابراتي لتنظيمهم، أسوأ نموذج سوداوي قاتم، لصورة من بلغوا ذروة سنام هذا الدين!! فشوَّهوا بذلك صورة الجهاد في أذهان العامة، وتسببوا في تأخير مسيرة الدعوة قروناً بعيدة، بعدموا ألصقوا بسوء صنيعهم وصمة العار بأهل الجهاد، الذين انحصر وصفهم لدى الناس الآن بأنهم سفاكوا دماء، ومتعطشون للحكم والسلطان، حتى ولو كان ذلك على حساب إراقة دماء إخوانهم الذين يقاتلون معهم في نفس الخندق، ويواجهون نفس العدو، إلا أن رغبتهم في الحكم أشد وأطغى!!

فوا أسفاه . . حينما تقع كل هذه المهازل من ألوان الظلم والبغي والعدوان على
دين ربنا بأيدينا لا بيد غيرنا من الأعداء!!

فما أحوج هذا الدين لأناس تجردوا له، وأخلصوا النية الصادقة لنصرته، وعقدوا العزم الأكيد على اتباع منهجه، فتبددت من نفوسهم جميع الحظوظ، وأخلصوا لله صميم القلوب، فعاشوا بهذا الدين منهج حياة قولاً وعملاً
!!

حيينها فقط سوف يرجع لهذا الدين عزة ومجده، ويسود في العالمين حكمه وشرعه
، بعد تلك العقود الكئيبة والتجارب المريرة التي أسهم الجميع خلالها في . .

ظلم هذا الدين!!


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية