اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/635.htm?print_it=1

لماذا بكت الأمة عندما رحل عبدالرحمن السميط ؟

علي سعد لجهر
‏@AliLajhar


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم تسليما كثيرا أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أحدثكم اليوم عن رجل بمليون رجل، شخص واحد ولكنه قدم للدين ما لم تقدمه دول بأكملها، إنه الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن حمود السميط أبو صهيب رحمه الله وجعل قبره روضة من رياض الجنة فقد فُجعت الأمة بوفاته بعد معاناة طويلة مع المرض يوم الخميس الثامن من شهر شوال لعام 1434 للهجرة الموافق 15 أغسطس لعام 2013 ، وهو طبيب كويتي سخر نفسه ووقته وجهده وماله في خدمة الإسلام والدعوة إلى الله في إفريقيا لمدة 30 سنة وأسلم على يديه أكثر من 10 ملايين إنسان وهذا الأمر يذكرني بحديث عرض الأمم الذي يرويه ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( عرضت عليّ الأمم فجعل النبي يمر ومعه الرجل والنبي يمر ومعه الرجلان والنبي يمر ومعه الرهط أقل من عشرة والنبي يمر وليس معه أحد....)) الحديث \" رواه البخاري

سبحان الله فبعض الأنبياء يأتي يوم القيامة ولم يؤمن به أحد من قومه وقد يأتي الشيخ السميط ومعه ملايين بل قولوا مليارات من البشر أسلموا على يديه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ووالله أن هذه هي الحياة الحقيقية.

وفي لقاء مجلة نون مع السميط العدد الرابع رمضان شوال 1426 هـ كان يقول: \" فكيف ألقي عصا الترحال وهناك الملايين ممن يحتاجون للهداية وأنا بحاجة إليهم يوم القيامة ليشهدوا لي لعلي أدخل الجنة بدعاء واحد منهم\"؟.

ودعوني الآن أذكر لكم بعض إنجازاته كما وردت في تقرير برنامج زوايا الذي يقدمه الشيخ نبيل العوضي على قناة الوطن الكويتية فقد بنى خمسة آلاف وخمس مائة مسجد، ووزع سبعة ملايين مصحف باللغة العربية واللغات الإفريقية، وكفل أكثر من خمسين ألف يتيم، تخرج منهم أطباء ومهندسين ومحامين، وبنى ثمان مائة وأربعين منشأة تعليمية من رياض الأطفال إلى الجامعة يدرس فيها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، وحفر أكثر من اثني عشر ألف بئر، وبنى تسعين مستوصفاً ومستشفى، وأنشأ عشر محطات إذاعية.

هذه بعض من إنجازاته ولكن نحن ما هي إنجازاتنا؟ ماذا قدمنا لهذا الدين؟ كم خيراً نشرنا؟ كم شراً أوقفنا؟ كم بمعروف أمرنا؟ كم عن منكر نهينا؟ كم أسلم على يدينا؟ همومنا اليوم قد تكون الكثير منها تافهة ولا تنفع لا في دين ولا دنيا بل ضررها أكبر، فهل نستطيع أن نقدم للدين مثل ما قدم أو أكثر منه؟

يقول الشيخ السميط في محاضرة له بثت على قناة المجد العلمية: \" أنت قادر على أن تقوم بعمل أكثر من هذا العمل؛ لأني إنسان مذنب، أنا إنسان خاطئ، وأنت إن شاء الله، وكلكم خير مني وأقرب إلى الله مني، كل واحد منا وكل وحدة منا قادرة على أن تفعل ما هو أعظم من ذلك، ولكن أين الإيمان يا إخوان، أنا أدعوكم أن تفتحون صدوركم وتغسلون قلوبكم من حب الدنيا وبيعوها لله\". انتهى كلامه

وفي مقال له في مجلة الكوثر العدد 48 في أكتوبر 2003 كان يقول: \" فلست نادماً على المضي قدماً في هذا الطريق!؛ لأنني اخترته بقناعه تامةً ورضا بقضاء رب العالمين، ولكنني أشفق على إخواني الذين اختاروا زينة الحياة الدنيا التي صرفت أبصارهم عن اللذة الحقيقة التي تحف بها المشاق والمكاره! انتهى كلامه وصدق والله فحب الدنيا وشهواتها وملهياتها واللهث وراءها ليل نهار من أهم الأسباب التي عطلتنا عن خدمة هذا الدين العظيم، والسؤال الآن: هل كان الشيخ عبد الرحمن برغم ما كان عنده من أمراض وما واجهته من صعوبات لا تتحملها الجبال الرواسي، هل كان هو وزوجته أم صهيب جزاها الله خير الجزاء فقد كانت خير معين له بعد الله - عز وجل - في الدعوة إلى الله، هل كانا سعيدين بهذه الحياة التي اختاروها لأنفسهم وهذا السبيل الذي سلكوه؟، ففي مقال له في مجلة الكوثر العدد 48 في أكتوبر 2003 قال: \"عندما بدأنا العمل في إفريقيا قبل حوالي ربع قرن، لم نكن نتوقع أننا سنواجه كل هذه الصعاب الكثيرة، لكن إرادة الله - تعالى -جعلت فيها لذة كلما تذكرنا الأجر العظيم الذي يدخره لنا المولى - عز وجل –\". وفي محاضرة له بثتها قناة المجد العلمية قال: \" إنه كان هو وزوجته أم صهيب جالسين في إحدى الليالي خارج أحد الأكواخ في إحدى القرى فكانت تسأله زوجته: هل إذا بإذن الله دخلنا الجنة هل سنكون سعداء مثل هذه السعادة؛ لأننا كنا نخرج إلى القرى ونكلمهم عن الإسلام، ومن أسعد اللحظات إذا جاء رجل أو امرأة وأخذوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله\".

وفي رده على سؤال في لقائه مع مجلة نون العدد الرابع 1426 قال الشيخ السميط: \" لو كانت القضية دنيوية لقلت نعم بملء فمي، فعندي عشرات الأمراض من جلطة بالقلب مرتين وجلطة بالمخ مع شلل قد زال والحمد لله، وارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري وجلطات في الساق، وتخشن في الركبة يمنعني من الصلاة دون كرسي وارتفاع في الكولسترول ونزيف في العين وغيرها كثير، ولكن مَنْ ينقذني من الحساب يوم يشكوني الناس في إفريقيا بأنني لم أسعَ إلى هدايتهم\"، وفي نفس اللقاء مع مجلة نون وجه له هذا السؤال: ماذا جنيت بعد 26 سنة من العمل الدعوي؟ فقال: \" جنيت راحة البال وشعوري بأن حياتي التي قضيتها في مساعدة إخواني في أفريقيا كانت ذات معنى ولها هدف، قد لا أكون قد حققت كل ما أسعى إليه خاصة وأنني كلما وصلت إلى هدف بدأت أسعى إلى هدف أبعد\".

أما رسالته الأخيرة التي وجهها للجميع وذكرها في برنامج زوايا الذي يقدمه الشيخ نبيل العوضي والذي يبث على قناة الوطن الكويتية فقال فيها: \" أنا أطلب منكم أنكم تتذكرون أننا يوم من الأيام راح نموت، ويوم من الأيام راح ندخل القبر، فماذا أعدننا لمثل هذا اليوم؟ والله أن الكفن ما فيه جيوب ووالله إن القبر مظلم وضيق ورطب ومليء بالحشرات، يا إخوان فيه جنة ونار، فماذا أعدننا من أجل أن ندخل الجنة؟ وماذا عملنا من أجل أن لا ندخل النار؟ أنا أعتقد أن كل واحد منا يجب أن تكون له رسالة ورسالته أن نغير هذه الدنيا؛ لتكون مكان أفضل لكل الناس\".

أفلا يحق للأمة أن تبكي لفقد هذا الرجل ؟

وأخيراً أقول: تخيلوا أن كل منا قدم للدين واحد في المائة مما قدم الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط فكيف سيكون الوضع؟ أترك الإجابة لكم وأستودعكم الله
 

أخوكم الفقير الى عفو ربه ورحمته
علي سعد لجهر
منسق الدعوة بأحدرفيده
منطقة عسير جنوب السعودية
حسابي على التويتر
https://twitter.com/AliLajhar
 


 

منوعات الفوائد