اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/564.htm?print_it=1

من أجل تصحيح المفاهيم . . وتجديد النيات!!

أبو مهند القمري


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


منذ اندلعت ما يسمونها بثورة 25 يناير، كان تحركنا كإسلاميين ولا يزال من أجل رفع الظلم، وتهيئة الأجواء لإعلاء كلمة الله تعالى، ولكن نظراً لأن الطريق قد شابته كثير من الشوائب، واعترضته كثير من المخالفات الشرعية بل والعقائدية، وجب علينا هذا التذكير الذي يهدف في المقام الأول إلى تصحيح المفاهيم من جهة، وتجديد النيات من جهة أخرى؛ حتى لا تحيد سفينتنا عن مسارها الصحيح.

ولكي نضع النقاط على الأحرف، دعونا نستعرض الموضوع على الوجه التالي :


* جعل الله توحيده مناط النجاة يوم القيامة، وجعل الكفر بالطاغوت شرطاَ أساسياً لتحقيق هذا التوحيد، وعليه فإننا نبرأ إلى الله من كل ألوان هذا الطاغوت، ونعلن كفرنا به، وفي مقدمته طاغوت العصر، وهو ما يسمونه الديمقراطية على الأصول التي بنيت عليها، والتي تجعل حكم الشعب للشعب وليس لله!!

* فتاوى العلماء الذين أجازوا إنشاء الأحزاب، ودخول البرلمان ومجلس الشورى، والمشاركة في الانتخابات، لها تأويلها لديهم بأدلتهم الاجتهادية من الشرع، ولكن  نؤكد على أنها قابلة للأخذ أو الرد منهم كبشر، بحكم أنهم ليسوا معصومين، إلا أننا لا نشكك أبداً فيما هم عليه من أصول التوحيد.

* يجب أن يكون تحركنا كإسلاميين، منطلقاً من قاعدتين متلازميتن، هما تجديد النية في (الكفر بالطاغوت؛ متمثلاً في إنكار كل شرع أو قوانين أو مفاهيم أو مبادئ تخالف شرع الله) من جهة، واستثمار تطورات الأحداث، وما يستجد من الأوضاع الحالية في تحقيق هدف واحدٍ هو (إزاحة الظلم متمثلاً في النظام الفاسد، لكسر القيود عن النشاط الدعوي، وإتاحة مساحاتات كبيرة من الحرية في الساحة المصرية؛ تسمح بإيصال الدعوة الصحيحة المبنية على التوحيد الخالص والعقيدة السليمة للناس، بعيداً عن كل ما خالطها من شوائب ومفاهيم تتناقض مع هذا التوحيد) من جهة أخرى!!

* المسلم يجب أن يكون واعياً وإيجابياً على الدوم، ولا يجوز له أن يكون مغفلاً أو سلبياً بحال؛ وعليه فلا يعني كفرنا بمبادئ الديمقراطية عدم استثمارنا للفرص التي تتاح لمصلحة الدعوة!! وأعني بذلك استثمار ألاعيبهم على الشعب بتمثيلية الديمقراطية التي هم أول الجاحدين لها، وإنما يستخدمونها فقط لخداع الشعوب!! وعليه فينبغي علينا استخدامها في الإيقاع بهم من خلالها في شرور أعمالهم!! بمعنى أنهم يعلنون في الظاهر دعوتهم لمبادئ ما يسمونها بالديمقراطية، ونحن مع عدم إيماننا المطلق بها؛ نرى في دعوتهم هذه ثغرات يمكننا استثمارها في كسر القيود عن أنشطة الدعوة؛ حتى نتمكن من نشر الوعي العقائدي السليم بين الناس (طبعاً هذا في حال استثمر الدعاة هذه البحبوحة في تكثيف نشاطهم الدعوي في الناس) وعليه فهناك فارق كبير، بين كوننا لا نؤمن بها من جهة، وبين كوننا نوجه من أخذوا بفتاوى من أفتوا من العلماء بجواز التصويت إلى الاتجاه الذي يحقق لنا هذا الهدف المحدد من جهة أخرى!!

* الوصول إلى التمكين لم ولن يكون أبداً من خلال هذه المفاهيم والمبادئ المنكوسة والصناديق المزورة، وإنما سيكون فقط من خلال الدعوة الطاهرة النقية من كل شوائب الشرك والغبش، حيث تقوم بها الصفوة الطاهرة من عباد الله على التوحيد الخالص، وما يمر بنا الآن من احداث؛ لا يعدو كونه مجرد مرحلة إرهاصات، تسبق التمكين الحقيقي، بحيث يتم خلالها تميز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب؛ كتمهيد لتمكين الله للصفوة المؤمنة، وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء السابقين؛ ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

هذا خلاصة ما أردت تصحيحه من مفاهيم، وعليه فلا ينبغي أن تكون نيتنا في هذه التحركات،
دفاعاً عن ديمقراطية!! أو مناصرة لحزب أو مرشح!! وإنما تكون بنية تحقيق الهدف الأسمى، ألا وهو نصرة دين الله عز وجل على النحو الذي يجمع بين كفرنا بالطاغوت، واستثمار الأحداث في كسر القيد عن أنشطة الدعوة، كي يتاح لنا كدعاة، توصيل دعوة التوحيد الخالصة إلى الناس.

هذا والله أعلى وأعلم وجزاكم الله خير الجزاء
 

منوعات الفوائد