اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/473.htm?print_it=1

كنت أظن . . ولكني اكتشفت  . . فقررت!! (17-18)

أبو مهند القمري


بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أظن . . ولكني اكتشفت  . . فقررت!!
 
. .  الحلقة (17)  . .
 (
خبرات الحياة!!)

كنت أظن . .
أنه يجب عليَّ كملتزم عدم الأخذ بأي توجيهات أو نصائح إلا من خلال الشيوخ الذين يتكلمون بقال الله (
سبحانه وتعالى) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعليه فخبرات الناس في هذه الحياة لا قيمة لها عندي، وليس لها أي وزن ولا اعتبار!! طلما أنها لم تخرج من ألسنة هؤلاء الشيوخ الذين أثق فيهم!!

ولكني اكتشفت . .

أن بلوغ فهمنا وفهم مشايخنا معاً لما قاله الله (
سبحانه وتعالى) في كتابه، وما قاله رسوله (صلى الله عليه وسلم) في أحاديثه، لن تتعمق معانيه إلا بتطبيقه على ما تزخر به حياة الناس من تجارب!!

حيث أن ما واجههم فيها من أحداث ومواقف مختلفة، كفيل بأن يلقي لنا الضوء على جوانب متعددة من خبرات هذه الحياة، كي نتمكن - إذا كنَّا حقاً
دعاةً شموليين لهذا الدين الشامل – من إيجاد الحلول لمشاكل الناس على ضوء الكتاب والسنة، ولن يتحقق لنا ذلك إلا أن كنَّا بالفعل مستمعين جيدين لخبرات الناس وما واجههم من مختلف المشاكل في هذه الحياة، حيث سيمكننا تنمية خبراتنا الحياتية من جهة، وكذلك تفسير مختلف ما يقع لهم من أحداث، على ضوء توجيهات هذا الدين الشامل من جهة أخرى، فنؤصل ضمناً كل معاني الخير التي يشتمل عليها هذا الدين في نفوسهم؛ من خلال ما نطرحه عليهم من حلولٍ لمشاكلهم، ونجعلهم يعيشون حياتهم في إطار أعمق لفهم هذا الدين، الذي بوسعه أن ينير لهم الطريق وسط تلك الظلمات الحالكة في دروب حياتهم!!

لذا فقد قررت
. .

أن أفتح قلبي للناس، وأستمع لهم بكل حرص واهتمام، كي أجعل من مشاكلهم وما واجهوه من خبراتٍ في هذه الحياة، حقلاً عملياً لفهم شمولية هذا الدين، وأبرز بما فتح الله عليَّ من بصيرةٍ، قدرته على التجاوب العملي في حل مشاكل الناس، فأعيش بالدين مع الناس، وأجعلهم يعيشون به
!! حيينها فقط، سوف نكون نبض القلوب ومهوى أفئدة الحائرين، كي ندلهم برفق وبصيرة على الله والدار الآخرة!!


تابعوا . .

والدكم المحب
أبو مهند
القمري
 



كنت أظن . .
ولكني اكتشفت . . فقررت!!

. . الحلقة (18) . .

(حُسن الخطاب)

كنت أظن . .
أنه حين تتاح لي الفرصة لدعوة أحد العصاة أو المذنبين؛ فإنه ينبغي عليَّ أن أفرغ كل ما في جعبتي من الآيات والأحاديث والعبر والقصص المؤثرة؛ حتى أستشعر أنه لم يتبق لدي شيء منها لم أذكره له
!! رغبة مني في هدايته من جهة، وإشباعاً لشعوري الذاتي بأنني لم أكتم علماً من جهة أخرى، وأخيراً لإقامة الحجة عليه من جهة ثالثة؛ حتى أكون قد أعذرت إلى الله فيه!!

ولكني اكتشفت
. .
أن ذلك العاصي،
إنما يقبع بمعاصيه في أعماق تلك المستنقعات السفلية التي استدرجه الشيطان إليها بالمعاصي!! وعليه فمن غير المنطقي أن أكتفي بمجرد إخباره - وهو في مثل هذه الحالة المتردية من المعاناة - عن أحوال ساكنى القصور الإيمانية، وأفرد له من الأمثلة عن السلف الصالح، ممن كانوا يقومون الليل كله ولا ينامون، أو يصومون النهار جل دهرهم ولا يفطرون، حيث سينعكس هذا الحديث سلباً على نفسيته من حيث لا أدري!! بل قد يتحول إلى عنصر هدمٍ، يزيد من الطينة بلة!!

حيث أن أقل شعور يمكنه أن ينعكس على نفسيته من جراء هذا الخطاب، هو استشعاره بأن
البون شاسعٌ وكبير جداً بينه وبين أهل الصلاح؛ ولا مجال لبلوغ تلك المنزلة العالية؛ إلا بمشقة لا يحتملها أمثاله (من أصحاب النفوس الضعيفة المهلهلة) وعليه فإن الأولى في حقه هو الاستمرار في المزيد من الإمعان في الانغماس فيما هو واقعٌ فيه أصلاً من تلك الموبقات!! بعدما جعلته يستشعر من سوء تقدير خطابي أن الأبواب مغلقة تماماً أمامه!! في حين كنت أزهو بالمقابل في أوهامي خيلاءً بنفسي أنني أقمت عليه الحجة التي لا عذر لجاحدها!!

وعليه فقد قررت
. .
أن آخذ بقلوب الخلق
من أقرب نقطة توصلهم إلى رحمة الله تعالى، وأبذل وسعي لإشعارهم بأن الطريق من أيسر ما يكون سهولةً ويسراً!!
قال تعالى : (
الرحمن . . علم القرآن . . خلق الإنسان . . علمه البيان)
أفيفتتح
خالق هذا الكون بعظمته الطريق إلى العلم باسمه الرحمن، وما يتضمنه من معاني سعة الرحمة!! ونحرم نحن الناس منها بسوء خطابنا؛ حين نشق عليهم في تعليمنا إياهم الطريق لهذا الدين؟! ونتوهم أننا بذلك قد أحسنا صنعاً؟!!!!!!!
إن
العاصي إذا كان قد أغرق نفسه بألوان الموبقات، فإن أقرب نقطة تأخذ بيديه منها هي أصل التوحيد، الذي لو صح لكان أفضل عند الله من الراكع الساجد الذي شاب توحيده بشوائب البدع والشركيات!!

وعليه فلو بدأنا حديثنا مع
العصاة بأمور التوحيد، وأشعرناهم من خلال ما أقروه من أصول التوحيد الثابتة، أنهم على خير، وان رحمة الله واسعة لمغفرة الذنوب، وأنه لم يبق أمامهم فقط إلا دخول المسجد؛ لتنمية الخير الذي في نفوسهم، فإن قافلة المسجد كفيلة وقتذاك باصطحابهم معها في رحلة الطريق إلى الله، فيكمل كل واحدٍ منهم مسيرته إلى ربه بعيداً عن الذنوب والموبقات، وبالتالي، نكون قد أحسنَّا الخطاب، ومهدنا لهم الطريق إلى الله تعالى!!
قال تعالى : (
فبما رحمةٍ من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوالك . . الآية)

تابعوا . .

محبكم في الله تعالى
أبو مهند القمري



 

منوعات الفوائد