اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Minute/459.htm?print_it=1

كنت أظن . .  ولكني اكتشفت . . فقررت!! 16

أبو مهند القمري


بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أظن . .  ولكني اكتشفت . . فقررت!!
. . الحلقة (16) . .


حظ النفس

كنت أظن . .
أن لدي الحق كملتزم في الاستخفاف برأي من ابتعد بسلوكه من المسلمين عن الدين، وتكلم بهواه في أي مسألة، وصار يبرر لنفسه ما يرتكب من أخطاء، بحكم أنه إنسان ضائع ولا يعول على أمثاله ممن سلموا قياد نفوسهم للشيطان والهوى، وعليه فلا إثم عليَّ مطلقاً في الاستخفاف برأيه، بل و التحقير منه، حتى ولو وصل بي الأمر لجرح مشاعره
!!   

ولكني اكتشفت
. .
أن من يتكلم باسم الدين؛ يجب أن يكون له
معايير خاصة في الاستعلاء على حظوظ النفس، لاسيما إذا تعلق الأمر بمسألة الدعوة!! حيث ينبغي أن يكون لديه الحرص الشديد على إصلاح الآخرين؛ مهما كانت درجة ابتعادهم عن الدين!! فلا يمكن بحال أن يبرر لنفسه جرح مشاعر الآخرين باسم الدين!! أو أن يتخذ من نصرة الدين مطية لتشويه صورة أهل الدين من حيث لا يدري!!

فمثل
صاحب الدين كمثل الطبيب تماماً، لا يمكنه بحال تبرير قتل مريضه؛ بسبب ما يعانيه من المرض!! أو الإهمال فيه؛ بسبب ما يعتقد من أن مرضه لا يرجى شفاؤه!! وإنما عليه بذل أقصى الجهد في إيجاد الدواء المناسب لهذا المريض، أو إذا لزم الأمر؛ قام بإجراء العملية الجراحية الملائمة لبرئه وشفائه!!

لذا فقد قررت . .  
أن استعلي بديني كداعية عن
حظوظ النفس!! وألا أعرض دين الله للتشويه!!
أو أضع الملامة
بسوء قولي أو فعلي على من ينتسبون إليه!!
 فأفكر
ألف مرة في عاقبة أي قول أو فعل قبلما يصدر مني تجاه الآخرين، وأن أجعل من نفسي مرشداً للخير لكل الناس، حتى لمن خالفني!!
فإن قبل نصيحتي
استبشرت خيراً، وحمدت الله له على ما أنعم به عليه من نعمة الهداية، أما إن خالف وعاند ولم يبال بنصيحتي وإرشادي، أنكرت المنكر، وأظهرت الحق في المسألة دون جرحٍ لمشاعر الآخرين!!
ولكن في المقابل حملت في قلبي من الأحزان على حال من خالفني،
لا لشيء سوى لأنني ارتضيت هذا الدين الذي أنزله الله رحمة للعالمين أن يملأ قلبي برحمته!! ما يجعلني أتمنى له الهداية من خالص قلبي، بل وأدعو له بظهر الغيب أن يشرح الله صدره، ويهدي قلبه، فمن يدري لعل الله أن يصلحه، ويصلح به أضعاف من جعلني الله سبباً في إصلاحهم!!
هذا هو المنظار الذي أمرنا الله كمصلحين أن ننظر من خلاله
!!
ألسنا
نمثل دين الله الذي أنزله الله لخلقه بهذه العظمة والرحمة الشاملة للعالمين؟!
ألسنا
أتباع سيد المرسلين، الذي أرسله ربه رحمة للعالمين؟!
إن هذا
الدين بما فيه من رحمة واسعة، يجعل من قلوب المسلمين مواطن الرحمات على ظهر هذه الأرض لعباده، فلا والله لا تطيب نفوسهم برؤية هلاك الناس من حولهم، وإنما تطيب وتنشرح صدروهم بنجاة الناس وهدايتهم!!
ألا فاستعلوا يا حملة هذا الدين عن
حظوظ نفوسكم . .
وكونوا للناس
الصدور الدافئة برحماتكم وحنانكم . .
تنالوا
جنة ربكم . . وتكونوا سبباً في هداية العالمين من حولكم!!

تابعوا . .

محبكم
أبو مهند القمري

 

منوعات الفوائد