صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إلى القوى الأمين ..

أ . محمود القلعاوى *


بسم الله الرحمن الرحيم


من الطبيعى جداً إذا تقدم أحد لخطبة ابنتك أن تسأل عن حسبه ونسبه ووضعه وأمره وماله وحاله ولا غرابة فى ذلك فهذا حق طبيعى ، وقد أكد الإسلام هذه الفكرة بل وحثنا أن يُقبل صاحب الدين ولا يرد ، فصاحب الدين لا يظلم إذا غضب ولا يهجر بغير سبب ولا يسئ معاملة زوجته ، ولو رد صاحب الدين وأُسىء الإختيار كانت كارثة تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير ، ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .

وإذا كان هذا التحرى حفاظاً على حق إمرأة واحدة مواطنة واحدة فما بالنا فى حق مجتمع بأكمله ، إننا نعيش إنتخابات فاصلة قالوا فى أهميتها وخطورتها ما قالوا ، فيها الكثير من المرشحين ، كل يعرض نفسه وفكره وبرنامجه الإنتخابى ، ألا يستحق الأمر أن نبذل قصارى وسعنا فى الوصول للأنسب والأكفأ ، ولنترك ما شاع هاك ابن عمى ولا بد ان أعطى له صوتى ، وهذا من بلدى ، وثالث يبرر قائلاً ولكنه قريب.

دعونا من هذه المنتنة ، فعندما جاء الإسلام ووجد أهل الجاهلية يتعصبون لقبائلهم ، يفتخرون بها ، فنهاهم الحبيب صلى الله عليه وسلم عن هذه العصبية الكريهة :- ( دعوها فإنها منتنة ) . دعوا العصبية للقريب واجعلوا نصب أعينكم إتباع الحق لا الهوى ، واختيار الأصلح لا غيره ، وتمسكوا بالحق والعدل وشهادة الحق :- ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكون غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا فإن الله بما تعملون خبيراً )

دعونا نتعلم الدرس من هذه الفتاة التى تربت على العقل والإتزان ، تعلمنا قواعد الإختيار من خلال حديثها لأبيها ( يا أبت استأجره إن خير من أستأجرت القوى الأمين ) ، لقد رأت أن موسى عليه السلام اتصف بما يجب أن يكون فى كل من يتحمل مسئولية ، قوى أمين ، قوى بكل معانى القوة ، قوى العقل والمعرفة قوى الرأى والتفكير قوى الجسد والعقل ، قوى القرار ، يأخذ الأمر بقوة كما أمر ربنا نبيه يحيى عليه السلام :- ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ولا بد من الأمانة أمانة يحافظ بها على الأموال والأعراض وبالطبع على الدين ، أمانة تجعله مؤّرقاً ليل نهار لا يعرف النوم له طريق إلا نادراً مغلوباً على أمره :- ( إذا ما نمت بالليل ضيعت حق ربى وإذا ما نمت بالنهار ضيعت حق الناس ) ، أمانة تجعله يبذل أقصى ما فى وسعه ليؤدى ما فى عنقه من واجبات ، أمانة عاشها الأيوبى :- ( كيف أصحك والقدس أسير ) .. هذه هى الأمانة التى نريدها .

وهنا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فى كتابة السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية :- ( وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب ، فإن الولاية لها ركنان : القوة والأمانة ، كما قال تعالى :- " إن خير من استأجرت القوي الأمين " ، وقال صاحب مصر ليوسف عليه السلام :- " إنك اليوم لدينا مكين أمين " ، وقال تعالى في صفة جبريل :- " إنه لقول رسول كريم . ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " )
ويقول :- ( والأمانة ترجع إلى خشية الله ، وألا يشتري بآياته ثمنا قليلا ، وترك خشية الناس ) ..
ويقول :- ( والأمانة ترجع إلى خشية الله ، وألا يشتري بآياته ثمنا قليلا ، وترك خشية الناس ) ..

ويقول صاحب موسوعة هذا هو الإسلام الأستاذ . محمد مصطفي عباس حول خطورة الصوت والشهادة وكون أننا لا بد أن نعطيه إلا للقوى الأمين :- ( الصوت شهادة وتزكية وأمانة والشهادة لها مكانة خاصة في الشريعة والقانون فيجب وضعها في موضعها ، فالشهادة إما أن تكون شهادة حق يؤجر عليها صاحبها في الدنيا ببركة من الله في المال والولد والبدن وفي الآخرة بجنة عرضها السموات والأرض لأنه قال ما يرضي الحق سبحانه فأحق بشهادته حقاً وأبطل باطلاً ووضع الشخص المناسب حيث ينبغي أن يوضع ليفيد أمته ودينه ويصلح بالحق والعدل دنيانا التي أفسدها الظلم والظالمون. وإما أن تكون شهادة زور وبهتان لم يرد بها صاحبها وجه الله تعالى وإنما أراد المجاملة والمحاباة، أو الاستجابة لنداء القبائل والعائلات، أو خضوعاً لإغراء الأموال والوعود البراقة من المرشح إذا نجح في الانتخابات ووصل إلى البرلمان ) .

www.elkal3ya.com
* مدير تحرير موقع منارات للعلوم الشرعية .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية