صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







القتال مع اليهود

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد العزيز الغفار ، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الجبار ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وعلى المهاجرين والأنصار ، ومن تبعهم بإحسان إلى دار القرار . . وبعد :
اليهود أمة غضبية ، أمة غدارة مكارة ، أمة لا تعرف الحق ، اليهود شذاذ الآفاق ، وخونة العهود ، وغدرة الوعود ، لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ، أمة دموية إرهابية ، أمة القتل والدمار والهلاك ، أهلكت الحرث والنسل وأعملت السلاح في أجساد المسلمين في كل مكان .
أمة لا تعترف بمواثيق ولا معاهدات ، اليهود كاذبون فيما يقولون ، خائنون وعن الظلم لا يتورعون ، لا يحترمون عهداً ، ولا يقدرون لأحد قدراً .
إنهم إخوان القردة والخنازير ، أسوأ البشر اليوم وجوداً على الأرض ، ولا أخبث منهم إلا الشيعة الرافضة الإثني عشرية ، أمتان متشابهتان في كل أمر ، إحداهما أخبث من أختها .
إنها أُمة تعدت حرمات الله ، وانتهكت حدوده ، وارتكبت من المجازر والقتل الفظيع ، ما قد بسببه انعقدت أسباب عذابها بإذن الله تعالى ، فنسأل الله أن يهيئ للأمة قائداً مسلماً شجاعاً لإخراجهم وإجلائهم من بلاد المسلمين ، بل قتلهم وإفناؤهم عن بكرة أبيهم ، فهم قوم لا خلاق لهم ، ولا دين لهم ، ولا ذمة لهم ، ولا أمان ولا عهد لهم ، لا يمتعون بخلق ولا أدب ، ولا مسؤولية ولا احترام ، انعقدت أسباب هزيمتهم بسبب عصيانهم لله تعالى ، وتعديهم حدوده ، لو توحدت الأمة الإسلامية ، وقاتلت باسم الإسلام لا باسم العروبة ، ولا باسم الوطنية ، بل باسم الإسلام ، هناك سيكون النصر للمسلمين بإذن الله تعالى ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
الصهاينة قوم جبناء أذلاء ، أرهقهم الفلسطينيون بالحجارة ، في مقابل أسلحة متطورة حديثة متقدمة ، وصفهم الله لنا وصفاً جلياً ، لم يبق معه إلا قتالهم وحربهم وهزيمتهم ، فقال الله عز وجل : { لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ } [ الحشر 1314 ] .
أيها المسلمون في كل مكان . . أيها المؤمنون ، انصروا دينكم باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، يبلغكم الله مرادكم من النصر على أعدائكم ، انصروا الله ينصركم الله .
فإذا قاتل المسلون اليهود باسم العروبة فلا ينتظرون نصراً ، بل هي الهزائم المتتابعة ، والنكبات المتوالية ، لأن أمة الكفر أُمة واحدة ، وهذا هو الذي نراه ونشاهده اليوم ، التفاف اليهود والنصارى والرافضة ضد أمة الإسلام ، للقضاء عليها وعلى دينها ، فالدول الإسلامية تتساقط الواحدة تلو الأخرى ، والغمة تزداد ، ولا كاشف لها من دون الله ، كم غرد المسلمون باسم العروبة ولم يحققوا مجداً ولا رقياً ولا تقدماً بل هي الذلة والعار والخزي والمهانة ، تحتل أراضيهم ويقتل رجالهم وترمل نساؤهم وييتم أطفالهم ، ويستولي الكفار على أراضيهم وممتلكاتهم ومقدراتهم ، كما حصل في فلسطين والعراق والأحواز وأفغانستان ، وهاهو المد الكفري الفكري العقدي يزداد حتى وصل عقر دار المسلمين ، الكفار يحركون أيديدهم في العالم العربي والإسلامي من خلال الدولة المجوسية الصفوية الرافضية الإيرانية ، وصلت أفكارهم ومعتقداتهم وكفرياتهم إلى بلاد التوحيد والبحرين والكويت ومصر وتونس وليبيا ودول إفريقيا وكثير من دول العالم ، مد صفوي مجوسي إيراني حاقد تحركه الصهيونية العالمية ممثلة في اليهود وأمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى ، حتى أحاطت بالعرب من كل حدب وصوب ، والعرب في انغماس في الشهوات والملذات والمخدرات واللهو واللهث وراء المادة وحب المناصب والكراسي ، حتى أن أحدهم يقتل شعبه ويبيدهم لأجل كرسي وسرقة ثروة ، حتى أصبح لعبة وأداة يعبث بها اليهود والنصارى والرافضة في بلاد الإسلام ، ويجب أخذ الدروس والعبر ممن سقطوا وراحوا ضحية لغدر الرافضة واليهود ، تمسكوا بهم حتى رأوا أن لا فائدة منهم ، فالتفوا عليهم وأطاحوا بهم ، وغدروا بهم وطالبو بتنحيهم ثم قتلوهم أو ساهموا في قتلهم ، وما أمر صدام حسين _ رحمه الله _ والقذافي إلا مثالاً واضحاً جلياً ، فالكفار لا يهمهم الأشخاص ، بل يهمهم من يلبي طلباتهم ويحقق لهم مطامعهم .
فأين النصر لأمة هذا دأبها ، وذاك هدفها في الحياة .
لا نصر إلا بالتمسك بدين الله تعالى ، والرجوع إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحكيمهما في جميع مناحي الحياة ، حتى تعود للأمة المسلمة كرامتها وعزها ومجدها وقوتها وسيادتها وهيبتها وسيطرتها على بلاد الكفر ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد7 ] .
إذا قاتل العرب باسم العروبة والقبيلة والوطنية والعصبية فلا نصر ولا عز ولا كرامة ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً ، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً ، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً ، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " [ أصله في الصحيحين ] ، وإذا قاتل المسلمون أعداءهم باسم الإسلام فليبشروا بالنصر المبين ، من الله القوي المتين ، لأنه وعد من الله والله لا يخلف وعده ، قال تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } [ الصافات 171-173 ] .
فنهاية اليهود على يد المسلمين أمر محتم ، وردت الأخبار به على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي سبق ، ولا يمكن تحديد الوقت قرباً أو بعداً ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوقت لنا وقتاً وزمناً معيناً ، بل جعله من علامات الساعة ، وأن ذلك واقع قبل قيام الساعة ، وأهم علاماته رجوع المسلمين إلى دينهم والتفافهم حول القرآن والسنة النبوية الشريفة ، لأن النصر مرتبط بذلك ، وهذا وعد من الله ، والله لا يخلف وعده ، قال تعالى : { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [ الروم 4-6 ] ، ويقول جل شأنه : { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ الحج40 ] ، ويقول عز وجل : { فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الروم47 ] .
عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَىْءٍ ، إِلاَّ الشَّهِيدُ ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ " [ رواه البخاري ] ، وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ _ من دمه _ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ ] .
فاستعدوا معاشر المسلمين للملحمة الكبرى مع اليهود أعداء الله ، وأعداء الأنبياء والصالحين والمسلمين ، تسحلوا بالدين ، وتمسكوا بالإسلام ، وتدرعوا بالتقوى ، فالله ناصركم ، فالله جل وعلا لم يطلب منكم كثيراً من العتاد والرجال ، بل يطلب منكم قوة الإيمان ، وعز الإسلام ، والله تكفل لكم بالنصر على عدوه وعدوكم قال تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [ الأنفال60 ] .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية