صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خطبة ختام رمضام

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العليم الشكور ، مقلب الأزمان والدهور ، ومغير الأيام والشهور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرب الغفور ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه خير القرون والعصور ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النفخ في الصور ، وعنا معهم برحمتك وإحسانك يا أهل الخيرات والأجور " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ، " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً " . . . أما بعد :
فاتقوا الله أيها الناس ، وتفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام ، وانقضاء الشهور والأعوام ، واعلموا أن بمرورها تنقص أعماركم ، وتطوى صحائفكم ، وتقبلون على ربكم فبادروا بالتوبة والأعمال الصالحة ، قبل انقضاء الفرص السانحة .
أيها الناس : كنتم بالأمس القريب تنتظرون بكل الحب والشوق حلول ضيف عظيم ، وغائب منتظر ، كنتم تستقبلون شهر رمضان المبارك ، الذي يحمل بين طياته الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، وكم فرح المسلمون في أصقاع الأرض على اختلاف لغاتهم وأجناسهم بتلك المنحة الربانية ، والهبة الإلهية ، التي يجزل بها سبحانه من الأجر بما هو أهل له ، وهاأنتم اليوم تودعون شهر الرحمة والخير والبركة بكل الحزن والأسى ، فوالله ما عرف المسلمون اجتماعاً ولا تآخياً ولا إحساناً كما هو الحال في شهر رمضان ، وما عرفوا للعبادة لذة ، وما تذوقوا للطاعة طعماً ، كما في شهر الصلاة والقيام ، شهر البر وصلة الأرحام ، شهر رمضان ، هاأنتم أيها المسلمون تودعون شهر رمضان مرتحلاً عنكم بما أودعتموه فيه من أعمال وأقوال ، فهو شاهد لكم أو عليكم ، فهنيئاً لمن كان هذا الشهر شاهداً له ، وويل لمن كان شهر رمضان خصمه وعدوه ، والعار والشنار لمن كان رمضان شاهداً عليه ، ووالله إنها لخسارة لا تعدلها خسارة ، أن يوفق العبد لإدراك مواسم العطاء والفضل الجزيل من المنان الكريم ، ثم يخرج منها صفر اليدين ، بل ومن المسلمين من خرج شهر رمضان وحمله أوزاراً وآثاماً ثقالاً تنوء بحملها الجبال الراسيات ، حملها بظلمه وجهله ، فأي مصيبة بعد مصيبة المسلم في دينه ، وأي فاجعة بعد فجيعة المسلم في تفريطه وتسويفه ، فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ، فأين تلك الدموع التي انهمرت من خشية الله في ليالي رمضان ، وأين تلك القلوب التي وجلت خوفاً من الله ، وأين تلك الأقدام التي تفطرت رغبة فيما عند الله ، فمن وفق في شهر رمضان للصيام والقيام فليزدد من الأعمال الصالحة بعد رمضان ، فإن رب رمضان هو رب باقي الشهور ، فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى وفات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، فبادروا بالأعمال الصالحة فيما بقي من أيام شهر رمضان ، فالفرصة لا زالت سانحة ، والتوبة لا زالت باقية .
عباد الله : النفاق شعبة عظيمة من شعب الكفر ، ولقد توعد الله المنافق بالنار ، بل بالدرك الأسفل منها فقال الله تعالى : " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً " ، فمن لا يصلي ولا يعمل الخير إلا في رمضان فهو مخادع لله ومستهزئ بربه تبارك وتعالى ، لأنه يعتبر شهر رمضان شهر سجن ما يلبث أن ينقضي ثم ينقض العهد وينكص على عقبيه ، ويعود إلى أسوأ أعماله ، فمثل أولئك توعدهم الله تعالى بالنار وبئس القرار ، قال تعالى : " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً " ، وبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، ثم إذا انقضى رمضان عادوا لما كانوا عليه من لغو القول ولغط اللسان ، وقبيح الفعال ، ويعتقدون أن رمضان سيكفر كل ما فعلوه من الموبقات وترك الواجبات وفعل المحرمات التي اقترفوها خلال العام ، ولم يعلموا أن تكفير الصغائر مقرون باجتناب الكبائر قال الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " [ متفق عليه ] . واحذروا عباد الله أن تنقضوا العهد مع الله ، فاحذروا من الحرام فعلاً وسماعاً ، واعلموا أن عذاب الله أشد من يتحمله لحماً وعظماً ، فاحذروا الغناء والمعازف ، وأقلعوا عن مشاهدة الحرام عبر الشاشات المسمومة التي يدسها لكم أعداؤكم ، وتوبوا إلى الله من إسبال الثياب وحلق اللحى ، واحذروا عقوبة العقوق ، وعليكم بأداء الحقوق ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها .
أيها المؤمنون : ودعوا شهركم بالأعمال الصالحة ، وتفقدوا أحوال إخوانكم الفقراء والمساكين ، والأرامل واليتامى والمحتاجين ، واغنوهم عن السؤال ومد اليد ، سدوا عوزهم ، وأطعموا جائعهم ، وفكوا أسيرهم ، واكسوا عاريهم ، وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ، فالمال أمانة عندكم ، فأروا الله من أنفسكم خيراً في مثل هذه الأيام المباركات ، فالسعيد من أنفق ماله في الطاعات والقربات ، والشقي من صرفه في الهوى والشهوات ، واعلموا رحمكم الله أن المسلم أخو المسلم ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، قال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " [ متفق عليه ] .
عباد الله : لقد شرع الله لكم صدقة الفطر في ختام هذا الشهر ، فهي واجبة على الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد والغني والفقير ، ويستحب إخراجها عن الحمل في بطن أمه من غير وجوب لفعل عثمان رضي الله عنه ، وتجب على اليتيم في ماله ، ويخرج عنه وليه ، ويستأذن الخدم في إخراجها عنهم ، فإن أخرجوها من أموالهم فبها ونعمت ، وإن أوكلوا كفلاءهم ليخرجوها عنهم ، أخرجوها من غير إيجاب ، فالمخاطب بزكاة الفطر الشخص نفسه ومن يعول ، وتكون الزكاة من غالب قوت البلد ولا تتقيد بأصناف معينة ، فتخرج من الأرز والبر والتمر وكل ما اعتاد الناس اقتياته ، ومقدارها صاع من طعام ومقداره ثلاثة كيلوجرامات تقريباً ، ووقت إخراجها الفاضل بعد صلاة الفجر ، وقبل صلاة العيد فعن ابن عمر رضي اله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " [ متفق عليه ] ، ويجوز تقديمها قبل يوم العيد بيوم أو يومين ، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : " كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " [ رواه البخاري ] ، ويخرجها المسلم عنه وعمن يقوم بنفقته ، من الآباء والأبناء والزوجات وغيرهم ممن هو ملزم بنفقتهم ، فأخرجوها رحمكم الله طيبة بها نفوسكم ، فقد فرضت صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين ، وشكراً لله على ما أنعم به عليكم من صيام شهر رمضان وقيامه ، ووالله ما اشتكى فقير إلا بقدر ما قصر غني ، وتذكروا عباد الله أن لكم إخواناً يعانون أصناف العذاب والتشريد وألوان القتل والتطريد ، لكم إخوان يقاسون مرارة الحروب والدمار ، فارأفوا بهم وتذكروهم ، واعلموا أن لهم عليكم حقوق الأخوة والدين ، فلا تنسوا إخوانكم في أفغانستان وفلسطين والعراق والشيشان ، وفي كل بقاع الإسلام ، فهم ينظرون إليكم نظر المنجد والمعين ، بعد الله ذي الجبروت والقوة المتين ، فالله الله في إخوانكم المسلمين المستنجدين في كل مكان ، كونوا لهم خير المعين ، ونعم النصير ، فالمؤمنون بدينهم أعزاء ، والأعداء بزيغهم وضلالهم أذلاء .
أيها المسلمون : صدقة الفطر تتبع البدن ، فيخرجها المسلم في البلد الذي أدركه وقت إخراجها وهو باق فيه ، ومن كان في بلد وعائلته في بلد آخر فإنه يخرج فطرتهم مع فطرته في البلد الذي هو فيه ، وإن عمدهم في إخراجها عنه وعنهم في بلدهم جاز ، وإن أخرج هو في بلده وهم في بلدهم جاز أيضاً ، ولا ينبغي نقل صدقة الفطر من بلد إلى بلد آخر ، إلا إذا لم يوجد في بلده فقراء من المسلمين ، فإنه يرسلها إلى فقراء أقرب بلد إليه ، هذه هي سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " واعلموا أنه لا يجوز دفع النقود بدل الطعام ، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إخراجها من الطعام ، من غالب قوت البلد أما القيمة فلا تجزئ في ذلك ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد ، ذكر وأنثى من المسلمين " [ متفق عليه ] ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام ، أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من زبيب " [ متفق عليه ] ، فعلم من ذلك أن إخراج القيمة بدل الطعام مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وابتعاد عن سنته ، قال الإمام أحمد رحمه الله : لا يعطي القيمة ، فقيل له : قوم يقولون : عمر بن عبدالعزيز كان يأخذ القيمة ، فقال : يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقولون : قال فلان ، ما دام في المسألة قول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا قول لأحد معه ، وربما قال قائل : أن الفقير لا ينتفع بالطعام ، ولكنه ينتفع بالنقود ، فأقول : الفقير إن كان حقاً فقيراً فلا بد أن ينتفع بالطعام ، أما النقود فربما صرفها في أمور محرمة أو لا تعود عليه بالنفع ، فانتبهوا رحمكم الله ، وتمسكوا بسنة نبيكم في كل أموركم ، فالخير كل الخير في اتباع هديه ، والشر كل الشر في مخالفة أمره ، قال تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " .
أيها المسلمون : تدفع الزكاة للفقير أو نائبه ، ويجوز للفقير أن يخرج صدقة الفطر مما أعطي له من الصدقات ، ويجوز دفع صدقة الجماعة لفقير واحد ، ويجوز دفع صدقة الواحد لجماعة من الفقراء ، ومن فاته وقت الزكاة متعمداً فقد أساء وأثم ، وعليه أن يخرجها بعد العيد قضاءً وهي صدقة من الصدقات ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى " ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، وجعلنا من المتبعين لسنة سيد المرسلين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله الذي من علينا بإكمال شهر الصيام ، ووفق من شاء فيه لاغتنام ما فيه من الخيرات العظام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والإنعام ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أفضل من صلى وصام ، وعبد ربه واستقام . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام ، وسلم تسليماً كثيراً . . . أما بعد : فيا أيها الناس : اتقوا الله تعالى في كل أحوالكم ،وسائر أموركم ، فإن الله تعالى رقيب لا يغيب ، قيوم لا ينام ، سبحانه من إله عظيم ، لا تخفى عليه من أموركم خافية.
عباد الله : شرع الله لكم في ختام هذا الشهر التكبير في ليلة العيد ، فقال تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " فيبدأ التكبير بعد غروب شمس ليلة العيد وحتى دخول الإمام لصلاة العيد ، وصفة التكبير أن يقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، وجاء التكبير بصفات أخر ، فبأيها أخذت أجزأك .
أيها المسلمون : ومما شرعه الله لكم في ختام هذا الشهر المبارك أداء صلاة العيد شكراً لله تعالى على أداء فريضة الصيام ، كما شرع الله صلاة عيد الأضحى شكراً له على أداء فريضة الحج ، فهما عيدا أهل الإسلام ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ : " كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى " [ أخرجه النسائي ] ، فلا تجوز الزيادة على هذين العيدين بإحداث أعياد وطنية أو قومية ، لأنها أعياد جاهلية سواء سميت أعياداً ، أو ذكريات ، أو أياماً ، أو أسابيع ، أو أعواماً .
عباد الله : أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالخروج لصلاة العيد ، غير متطيبات ولا متبرجات بزينة ، ولا يختلطن بالرجال ، وتخرج الحائض لحضور دعوة المسلمين ، وتعتزل المصلى ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ : أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ عَنْ مُصَلَّاهُنَّ ، قَالَتِ امْرَأَةٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِحْدَانَا لَيْسَ لَهَا جِلْبَابٌ ؟ قَالَ : " لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، ألا فاعلموا أيها المسلمون أن الخروج لصلاة العيد إظهار لشعائر الإسلام ، وعلم من أعلامه الظاهرة ، فاحرصوا على حضورها رحمكم الله فإنها من مكملات أحكام هذا الشهر المبارك ، لا سيما وهي فرض كفاية ، فاحرصوا على غض البصر وعدم إسبال الثياب ، واحذروا حلق اللحى ، فإعفاؤها سنة المصطفى ، واحفظوا ألسنتكم من اللغو والرفث وقول الزور ، واحفظوا أسماعكم عن القيل والقال ، وسماع الأغاني والمعازف والمزامير ، ولا تحضروا حفلات السمر واللهو واللعب التي يقيمها بعض الجهال ، فإن الطاعة تتبع بالطاعة لا بضدها ، ولهذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته اتباع صوم شهر رمضان بصوم ستة أيام من شوال ، فقد روى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر " ، يعني : في الأجر والثواب والمضاعفة ، فاحرصوا يا رعاكم الله على صيام هذه الأيام الستة لتحضوا بهذا الثواب العظيم ، وصلوا وسلموا على صاحب الحوض المورود واللواء المعقود ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر ، نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال تعالى في علاه : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " اللهم صل وسلم على أفضل رسلك وخير أنبيائك وعلى آله وأصحابه واتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا دائم الإحسان ، يا كريم يا منان ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، اللهم من أراد المسلمين بشر وسوء ، فاجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميراً عليه ، اللهم من كاد المتمسكين بدينهم فكده ، واخذل مخططاته ومساعيه ، اللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين ، وفي كل مكان ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم احم حوزتهم ، واجمع على الحق كلمتهم ، وثبت أقدامهم ، وسدد أراءهم وسهامهم ، ياذا الجلال والإكرام ، اللهم عليك باليهود الغاصبين ، والنصارى المحتلين ، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم ، اللهم تقبل منا صيام شهر رمضان وقيامه ، واجعله شاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم أعده علينا أعواماً عديدة ، وأزمنة مديدة ونحن بصحة وعافية ، والإسلام في نصر وعز وشموخ ، اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها ، ونعوذ بك من النار ولهيبها ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية