صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ملخّص مهم حول كتاب (بناء شبكات الاعتدال الإسلامي)

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

بناء شبكات الاعتدال الإسلامي
من ترجمات مركز نماء للبحوث والدراسات
وهو من الإصدارات الحديثة عام 2016م
عدد صفحات الكتاب 305 صفحة
يقع الكتاب في عشرة فصول
في الفصل الأخير منه : نتائج وتوصيات
ثم خُتم الكتاب بستة ملاحق
 

فكرة الكتاب :
يقوم الكتاب على فكرة واحدة رئيسية؛ وهي كيفية رسم (خريطة طريق) لإنشاء شبكات إسلامية معتدلة وليبرالية لمواجهة مدّ الإسلاميين الأصوليين، وذلك من خلال الحرب الباردة (حرب الأفكار) التي تلعبها الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيون في منطقة (المشرق الإسلامي).

تجربة الولايات المتحدة في بناء شبكات الاعتدال :

لَعِبت أمريكا دورا كبيرا في بناء شبكات الاعتدال في بداية الحرب الباردة حين خصّصت موارد ضخمة لتمويل عدد من المنظمات القادرة على منافسة المنظمات التي يسيطر عليها الشيوعيون في أوروبا الغربية والعالم الثالث، واليوم هي بإمكانها أن تمارس ذات الاستراتيجيات التكتيكية في حربها العالمية على الإرهاب (كما يزعمون).

الشركاء الإستراتيجيون للولايات المتحدة في حربها ضد (الإسلام الأصولي) :

حدّدت الدراسة عدد من الشركاء الرئيسيون، وهم على النحو التالي :
الشركاء الإستراتيجيون والذين بإمكانهم تشكيل لبنات لشبكات معتدلة :
1- الأكاديميون والمفكرون المسلمون من ليبراليين وعلمانيين.
2- رجال الدين الشبّان المعتدلون.
3- التقليديون المعتدلون والمتصوّفة.
4- نشطاء المجتمع المحلّي.
5- الجماعات النسائية المشترِكة في حملات المساواة بين الجنسين.
6- الصحافيون والكُتّاب المعتدلون.

الدور الذي ينبغي أن تنهجه الولايات المتحدة لكسر شوكة (الإسلام الأصولي) ولإعادة صياغة الخطاب السياسي في الشرق الأوسط :

حدّدت الدراسة السياسات التي على الولايات المتحدة اتباعها في بناء شبكات الاعتدال ، وتتمثّل في :
1- الدعم السياسي، من خلال مساندة المسلمون المعتدلون لأن ينخرطوا في العملية السياسية، إضافة إلى دعمهم في القيام بحملات سياسية ضد التمييز والتعصب التشريعيين.
2- بناء الشبكات الإقليمية، من خلال بناء شبكات من المؤسسات والقيادات المعتدلة على مستوى دول أوروبا ومسلمي شرق آسيا وبعض المجتمعات الأكثر انفتاحًا في الشرق الأوسط، إضافة إلى خلق صلة صريحة بين هذا الهدف وبين إستراتيجية الولايات المتحدة وبرامجها الإجمالية.
3- تأمين الظهور والمنابر المختلفة لهؤلاء الأفراد، إضافة لتهيئة زيارات منتظمة للأفراد المنتمين إلى هذه الجماعات وتعريف الساسة بهم، وإبقاء الدعم اللوجستي والمادي لهم.
4- دعم وسائل الإعلام المعتدلة، وهذا أمر حيوي (من وجهة نظرهم) لمحاربة التسلّط على وسائل الإعلام من جانب العناصر الإسلامية المحافظة والمعادية للديمقراطية.
5- التعليم الديمقراطي، من خلال تصميم وإدخال مناهج جديدة – في الدول الراديكالية - تُناصر القيم الديمقراطية التعددية.

هناك ميزتين يتميّز بهما الراديكاليون (الإسلاميون الأصوليون) ولا يتميز بهما المعتدلون ولا الليبراليون المسلمون (من وجهة نظر الدراسة) :

الأولى : المال. فالتمويل السعودي لتصدير النسخة (الوهابية) من الإسلام على مدار السنوات الثلاث المنصرمة كان من ثمرتها، بقصد أو بغير قصد، الترويج للتطرف الديني في أرجاء العالم الإسلامي.
الميزة الثانية : التنظيم. من خلال إنشاء شبكات واسعة من العلاقات الدولية على مدار السنين، وبعض هذه الشبكات تقع تحت إشراف سعودي رسمي، من خلال رابطة العالم الإسلامي التي تمّ إنشاءها عام 1962م، وكانت مهمتها نشر النسخة السعودية للإسلام في الساحة العالمية.

جهود الولايات المتحدة في القضاء على المدّ الأصولي :

جاء هذا العنوان العريض عنوانا للفصل الرابع من الكتاب
وتبيّن الدراسة إلى أنّه لا توجد لدى الولايات المتحدة الأمريكية – حتى الآن – إستراتيجية واضحة ورؤية ثابتة للجميع تُحدّد من هم المعتدلون، وأين توجد فرص بناء الشبكات بينهم، وهي بهذا تُعرّض نفسها لثلاثة مخاطر تُشكّل جميعها عقبة في طريق تحقيق البناء الناجح للشبكات :
1- التضليل.
2- الجهود الضائعة بسب التكرار.
3- الفرص الفائتة.
ففي الحالة الأولى : قد تعمل الولايات المتحدة من خلال برامج أو متحاورين تنقصهم المصداقية المطلوبة لمناصرة القيم الليبرالية.
وفي الحالة الثانية : قد تقوم المؤسسات المختلفة بإنفاق الموارد لتحقيق أهداف مكرورة قد تحققت.
وفي الحالة الثالثة : فقد تُعرِّض هذه الجهود الولايات المتحدة للخطر، فقد يكبح المعدل الطبيعيّ للنفور من الخطر لدى البيروقراطيات الحكومية الدعمَ الفعالَ للمعتدلين الإصلاحيين.

وحتى نتجاوز هذه العقبات (من وجهة نظر الدراسة)؛ فإنه يمكن القول أن بناء الشبكات المعتدلة ينطلق من ثلاثة مستويات :

1- تعزيز الشبكات الموجودة.
2- تحديد الشبكات الممكن إنشاؤها وتعزيزها عند بدايتها ونموها.
3- توفير مناخ أساسي للتعددية والتسامح.
وبرغم وجود عدد من برامج حكومة الولايات المتحدة التي لها آثار إيجابية في المستويين الأولين؛ تكمن معظم جهود الولايات المتحدة حتى الآن في المستوى الثالث.

الترويج للديمقراطية :

من وجهة نظر الدراسة؛ فإنه قد ازداد عدد الدول الديمقراطية في النظام الدولي بشكل كبير خلال القرن الماضي رغم أن الشر ق الأوسط لا يزال يُعاني من (غياب الديمقراطية) .. ففي المجتمع السياسي يبدو أن هناك إجماعًا على أن العمل من أجل توفير انتخابات حرّة وعادلة خطوة ضرورية، لكنها غير كافية نحو تحقيق الديمقراطية، إذ أن حرية التعبير والدين والاجتماع والمطالبة بالحقوق كلها تتطلب إنشاء مؤسسات تقوم على الدعم الذاتي مبنية على أساس من القانون، وحماية حقوق الأقليات والمرأة، وشفافية الحكم.
وعلاوة على ذلك فإن عملية الترويج للديمقراطية تسير يدًا بيد مع تطوّر (المجتمع المدني)، وفي الواقع فإنّ كثيرًا من الأكاديميين والسياسيين يعدّون المجتمع المدني خطوة لا بد منها نحو الديمقراطية.
ومن الناحية النظرية فإن ظهور (المجتمع المدني) يتبعه ظهور (الشبكات المعتدلة)، والعكس بالعكس، وذلك لأن تطوّر المجتمع المدني يوفّر طريقة غير مباشرة للإصلاح السياسي، إذ يعضّد المهارات والمؤسسات المطلوبة في دولة ديمقراطية ليبرالية عاملة، في الوقت الذي يقلّل التحدّي المباشر أمام النظم الحاكمة.

خريطة طريق لبناء شبكات اعتدال في العالم الإسلامي :

وفي وجهة نظري أن هذا الفصل – الفصل الخامس – هو أهم فصول الكتاب
وفي هذا الفصل تمّ تحديد سمات المسلمين المعتدلين الذين تحرص الولايات المتحدة على دعمهم والاعتماد عليهم في تحقيق سياساتها تجاه المد الأصولي

ومن هذه السمات :

1- الالتزام بمبدأ الديمقراطية كما هي معروفة في التقاليد الليبرالية الغربية، والاتفاق على أن الشرعية السياسية تتم من خلال إرادة الشعب المعبَّر عنها من خلال انتخابات ديمقراطية حرّة.
2- قبول مصادر تشريعية غير طائفية .. وفي هذا المحوّر (تُشير الدراسة) إلى أنّ الخط الفاصل بين المسلمين المعتدلين والإسلاميين الأصوليين هو في الإجابة على السؤال : هل لا بد من تطبيق الشريعة؟ كون تطبيق مبادئ الشريعة يعني فرض الإرادة السياسية لمن في الحكم بإيثار بعض الآراء على غيرها، إضافة إلى أنّ التفسيرات التقليدية للشريعة لا تتسق مع الديمقراطية وحقوق الإنسان المعترَف بها عالميًا، لأن الرجال والنساء، والمؤمنين والكافرين ليست لهم حقوق متساوية في ظلّ الشريعة.
3- احترام حقوق النساء والأقلّيات الدينية، فيتميز المعتدلون بإكرامهم للنساء وانفتاحهم على التعددية وحوار الأديان، وهم يقولون مثلًا : إن أحكام القرآن التمييزية في القرآن والسنّة فيما يتعلق بوضع النساء في المجتمع والأسرة (كما هو الحال في توريث البنت نصف ما يرثه الابن) لا بد من إعادة تفسيرها بناء على أن الظروف الآن تختلف عن الظروف التي كانت سائدة في العهد الأول.
4- معارضة الإرهاب والعنف غير المشروع.
5- تطبيق المعايير، فلا يكفي أن تُعلن جماعة أنها (ديمقراطية) بمعنى إيثار الانتخابات بوصفها وسيلة لتشكيل الحكومة كما هو الحال مع (جماعة الإخوان المسلمين) الحالية، فمن المهم كذلك احترام حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات وحرية الدين، وحرية عدم التدين أيضًا.

العنصر الشرق أوسطي

هذا هو عنوان الفصل الثامن من الكتاب
وهو عبارة عن إطلالة سريعة حول واقع شبكات الاعتدال في دول الشرق أوسط، كمصر والأردن ودول الخليج كالكويت والإمارات والبحرين.
وتصل الدراسة إلى أنّه لا وجود في الوقت الحالي لأيّة شبكات إسلامية معتدلة في الشرق الأوسط، على الرغم من وجود محاولات لإنشاء مكاتب في الأردن والمغرب لخلق شبكة للمسلمين المعتدلين في كل بلد.

كانت هذه خُلاصات سريعة متناثرة حول أبرز أفكار الكتاب
والكتاب بحاجة إلى قراءة تأملية واعية تُدرك حجم التخطيط والعمل الذي يُدار في مراكز الدراسات صانعة القرار في الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط وسياساته.
 

كتبه
وضاح بن هادي
4/6/1437هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية