صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قاعدة في أهمية قراءة كلام المخالف من مصادره

عبد الرحمن بن صالح السديس

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم، أما بعد
فمسائل الخلاف كثيرة في الأصول والفروع، وكثيرا ما يقع الغلط في نقل مذهب المخالف، أو عدم فهمه، أو عدم استيعاب دليله...
وحتى لو سلم من هذا كله، فستجده يقرر القول الذي يختاره وينتصر له بكل قوة، ولن ينشط لفعل ذلك مع القول الذي لا يرتضيه، بل ربما لا يُحسن ذلك كما يحسنه من ينتصر له.
لذا على من أراد تحرير مسألة ـ ولو كانت فقهية ـ أن يرجع إلى تقرير قول المخالفين في كتبهم، وينظر في أدلتهم ولا يكتفي من ذلك بالنظر في المصادر الوسيطة لعروض الخلل والتقصير فيها.
اللهم إلا أن يكون القول مشهورا، مشهورة أدلته، أو يكون النظر في ذلك من خلال من عرف بالاستقراء: نزاهته، وحسن عرضه لأدلة خصومه، كابن تيمية وابن القيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» 4/307:
«وأما الحجة التي ذكرها [الرازي] عن ابن الهيصم = فلم يذكر ألفاظها، لكن ذكر أنه نظمها أحسن من نظمه.
ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظ المحتجين بعينها، فإن التصرف في ذلك = قد يدخله خروج عن الصدق والعدل: إما عمدا، وإما خطأ.
فإن الإنسان إن لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب، أو يكتم بعض ما يقوله غيره؛ لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده = لا يكون في قلبه من المحبة له ما يدعوه إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك؟!
والله أعلم بحقيقة ما قاله ابن الهيصم وما نقله هذا عنه، لكن نحن نتكلم على ما وجدناه». انتهى.
وابن الهيصم؛ هو أبو عبد الله محمد بن الهيصم شيخ «الكرامية» في زمانه له كتاب «جمل الكلام».


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبد الرحمن السديس
  • مقالات متنوعة
  • فوائد حديثية
  • مسائل فقهية
  • فوائد تاريخية
  • مسائل عقدية
  • الصفحة الرئيسية