صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







التقويم الإلهي المعتمد للعالم

سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com

 
ـ خلق الله الشمس والقمر آيتينِ عظيمتين للناس "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ" وسخرهما سبحانه في هذا العالمِ الكبيرِ بنظام دقيق جليل "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ"

ـ الشمس والقمر يجريان في هذا الكون الفسيح في منظومة متكاملة متزنة "وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فكل يسبحون" مخلوقان من مخلوقات المبدع جل وعلا يدينان له سبحانه بالطاعة والذلة والسجود "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ"

ـ خلقهما الله لمهمة عظيمةٍ لا ينبغي لأحدهما أن يتجاوزها ويتعداها إلى غيرها "لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا الليل سابق النهار" وجعل سبحانه لهما وظائفَ ومنافعَ للعباد "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون"

ـ بالشمس والقمرِ تُعرف الأزمنة والأوقات، وتُضبطُ أوقاتُ الشهور والعبادات، وبدايةُ ونهايةُ الآجالِ والمعاملات "وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" وهذا التناوبُ والاختلافُ في الليل والنهار الذي تُحدثه الشمسُ والقمر آيةٌ للعباد ومستودعٌ للأعمال.

ـ أقسم الله بهما في كتابه الكريم لعظم شأنهما وعجيبِ أمرهما، ولا يُقسم الربُّ إلا بشيء عظيم، بسم الله الرحمن الرحيم "والشمسِ وضحاها*والقمر إذا تلاها"

ـ من فوائد هذه الشمس: أنها ضياءٌ كما أخبر الرب تعالى "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء" وأنها دفءٌ ووهج "وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً" هل تأملنا نعمة الله علينا بهذه الشمس كيف أنها لو لم تشرق يوما ما؟ كيف ستكونُ حياتُنا بغيابها؟ من سيأتينا بشمس بديلة "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء"

ـ وأنها آيةُ الله في النهار الذي جعله الله معاشا للناس، وهي دليلُ الظلِّ وبرهانُه "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً"

ـ أوقاتُ الصلواتِ مرتبطةٌ بهذه الشمس "أقم الصلاةَ لدلوك الشمسِ إلى غسق الليل وقرآنَ الفجر إن قرآنَ الفجر كان مشهودا" فإذا زالتِ الشمسُ عن وسطِ السماء دخلَ وقتُ الظهر، وإذا صار ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مثليه دخل وقتُ العصر، وإذا غربت وغاب قرصُها دخل وقتُ المغرب، وإذا غاب الشفقُ الأحمرُ وهو بقيةُ ضوءِ الشمس بعد الغروب دخل وقت العشاء، وإذا طلع نورُ الفجر وهو مبادئُ ضوءِ الشمس قبل أن تشرِقَ دخل وقتُ صلاة الصبح، فسبحان الذي جعل ارتباطَ هذه الصلوات بهذه الشمس. ـ أما القمر فإنه آيةُ الليل، هذا الليلُ الذي يستر بسواده كلَّ شيء، سخره الله لعباده لتهدأ فيه العيون، وتطمأن فيه القلوب، وتَخْلُدَ فيه إلى الراحة والسكون "فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً"

ـ جعل الله في هذا الليل الدامس قمرا منيرا، زينةً للسماء "ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا*وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا" وجعل سبحانه لهذا القمر منازلَ ينزُل ويَحُل فيها، يبدأ هلالا صغيرا فيشِبُّ ويكبُرُ حتى يتوسطَ السماءَ بدرا بنوره وجماله، ثم يصغُرُ وينقُصُ شيئا فشيئا حتى يختفي كعذق النخلة المتقوسِ القديم في نحافته ورقته ويبوسته، وهو المراد به في قول الرب جل وعلا "وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ" فيتدرجُ في هذه المنازلِ ليلةً بعد ليلة لأجل أن يعلم البشرُ عدد السنينَ والحساب، فبدايةُ السنة ونهايتُها يكونُ بالقمر.

ـ علق الله توقيتَ دخولِ الشهرِ ونهايتِه بهذا الهلال، وجعل سبحانه في السنةِ اثني عشر شهرا، وهي الأشهرُ القمرية التي تبدأ بمحرمْ وتنتهي بذي الحجة، فإذا انتقضت هذه الشهورُ عرف الناسُ انقضاءَ سنتهم وبدايتِها، وهذا التوقيتُ القمريُ هو التوقيتُ المعتمد السنويُ عند ربِّ العالمين منذ أن خلق الله السمواتِ والأرض، والدليل على اعتماده عند رب العالمينَ منذ ذلك الزمن البعيدِ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وتكورُ الشمس وترمى في جهنم ويَخْسُفُ القمر ويَبْرُقُ البصر قول الله جل في علاه "إن عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ"

ـ التقويماتُ الأخرى كالشمسيةِ ليس فيها الأربعةُ الحرم، التي هي رجبُ وذي القعدة وذي الحجة والمحرم، سُميت حرما لزيادة تحريمها وتحريمِ القتال فيها وسفكِ الدماء بغير حق، ولا تكون هذه الحرم إلى في السنة القمرية فقط، فأخبر الله تعالى في كتابه عن هذا التقويمِ القمري السنويِ ثم قال "ذلك الدين القيم" أي من أراد الدينَ القويمِ فعليه باعتبار هذه الأشهرِ والتقيُّدِ بها والسيرِ بناء عليها.

ـ أخبرنا سبحانه بالتقويمِ المعتمد عنده لنعتمده في حياتنا ونجتنبَ ما تستعملُه الأمم الأخرى ولا نتشبه بها، لما فيها من الانحراف والاضطراب، قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى معلقا على الآية "وهذه الآيةُ تدلُ على أن الواجبَ تعليقُ الأحكامِ في العبادات وغيرِها إنما يكونُ بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهورِ التي تعرفها العجم والروم والقبط" وقال الشوكاني رحمه الله في تفسيره فتح القدير "وفي هذه الآيةِ بيانٌ أن الله سبحانه وضع هذه الشهور، وسماها بأسمائها على هذا الترتيب المعروف يوم خلق السموات والأرض وأن هذا هو الذي جاءت به الأنبياء ونزلت به الكتبُ وأنه لا اعتبار بما عند العجب والرومِ والقبط من الشهور التي يصطلحون عليها ويجعلون بعضها ثلاثين يوما وبعضها أكثرْ وبعضَها أقل" اهـ.

ـ جعل الله هذه الأهلةْ هي المعتمدةَ لمواقيتِ الناس في سفرهم وحضرهم، قال الله تعالى "ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس" وقد حاول المشركون التلاعبَ بها فذمهم الله ووبخهم فقال "إنما النسيء زيادة في الكفر يُضَلُ به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله" .

ـ كثير من العبادات التي فرضها الله لعباده مرتبطة بالقمر ارتباطا واضحا، فهذا الحجُ الذي يأتي في نهاية كل سنةٍ ربطه الله بالهلال، قال الله "ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" ولا يصِحُّ الإحرامُ بالحج إلا في أشهر الحج، كما قال الله" الحج أشهر معلومات" وهي شوالُ وذو القعدة وعشرُ ليال من ذي الحجة كما بينت ذلك السنةُ النبوية، ثم هذا الصيامُ المفروضُ على هذه الأمةِ المحمدية مرتبطٌ بهذا الهلال القمري، كما قال الله "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون*أياما معدودات" فنبدأ الصيامَ والفطرَ برؤية الهلال كما قال صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ومن العبادات التي ترتبط بالهلال: كفارةُ الظهار، قال الله "فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين" وهذه عِدةُ المتوفى عنها زوجها يقول الله في حكمها "والذين يُتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا" وكذا عدةُ المرأةِ الأيس المطلقة "واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثةُ أشهر" وكذا الزكاة، فإن من شروط استحقاقها أن تحولَ حولا كاملا اثنا عشر شهرا قمرية، والذي يحسبون زكاتهم على الأشهر الشمسية الميلاديةِ يأكلون على الفقراءَ أحد عشر يوما، وبعد ثلاثةً وثلاثين سنة يأكلون زكاةَ سنة كاملة على مستحقيها من حيث لا يعلمون.

ـ التقويمُ القمريُ تقويمٌ ربانيٌ طبيعيٌ غيرُ مُتكلف، تقسيمُ الأشهر في السنة القمريةِ غيرُ مصطنع، فظهورُ الهلالِ دليلٌ على ظهورِ الشهر، واختفاؤه دليلٌ على انتهائه، يراه الصغير والكبير والعامي والعالم والمثقف والجاهل والأمي والقارئ والذكر والأنثى، ولذلك تجدُ هؤلاء الذين يعتمدون في حياتهمْ التقويمَ الشمسي ليس لهم دليل واحد يستدلون به لإثبات دخول شهرهم ونهايته، ولو سألت أحدهم: لماذا يكونُ شهرُ ديسمبر مثلا ثلاثين يوما والذي بعده واحد وثلاثين يوما؟ أو لماذا يكون شهرُ فبراير ثمانية وعشرين يوما؟ والذي بعده تسعة وعشرون يوما؟ لما استطاع أن يجيبك عن هذا التساؤل، لأنه لا يمكن أن يجد دليلا واحدا على تسلسل تلك الأشهر عنده كما هي عندنا القمريةْ نحن المسلمين، لأن تقويمَ أولئك القوم مصطنع، والتقسيمُ الموجودُ في أشهرهم متلاعبٌ فيه، لأنه من وضعِ البشر، خضعَ لأهوائهم وعقولهم، وهذا يوليو قيصر لما أراد أن يضعَ شهره يوليو واحد وثلاثين جعله واحد وثلاثين وسار مَن بعدَه على هذا.

ـ التقويمُ القمري تحدده دورةُ القمر حول الأرض، وهذه ظاهرةٌ واضحة محسوسة، يُرى القمر من خلالها بالعين المجردة، كما أن من مميازات الأشهر القمرية أنه يمكن متابعتُها في جميع بقاع الأرض حتى في الأماكن القطبيةِ التي تغيب عنها الشمس أحيانا ستةَ أشهر، فلا يكون محجوبا بأي حال من الأحوال حتى في تلك الأماكن المتجمدة، كما أن التقويمَ القمري غيرُ فصلي، ولذلك فإن العباداتْ تتنوع وتتقلب فنصوم أحيانا في الحر وأحيانا في الربيع المعتدل وأحيانا في الشتاء البارد، وكذا الحج ، فيكتملُ معنى التعبدْ لله في جميع الأوضاع والأحوال والأجواء وفي جميع درجات الحرارة.

ـ التقويمُ القمريُ من هُويةِ الأمة المحمدية، كسائر الخصائص التي وهبها الله تعالى لأمة النبي صلى الله عليه وسلم كاللغة العربية، وتكفُلِّ الله بحفظ كتابه، وإن ضياعَ هذا التقويم القمري الإلهي يُعتبر من الإخلال بالدين، وعدمُ معرفةُ كثيرٍ من أبناءِ وبنات المسلمين اليوم في العالم بهذا التقويم إلا في رمضانَ والحج أحيانا يدل على عجزٍ وجهلٍ وتفريطٍ وولع بالغالب وتقليدٍ للمغلوب، كما أنه يدلُ على الهزيمة النفسية أمام الأعداء الذين سيطروا على العالم فأرغمونا على اتباع التقويمِ الشمسي الميلادي في البورصات ورحلات الطيران وتاريخ المناسبات المتخلفة للأمم المتحدة كاليوم العالمي لوقف التدخين واليوم العالمي للصحة وغيرها، وهذا فرضٌ من الغالب على المغلوب، ولو كنا نحن الغالبين لفرضنا على العالمِ التقويم الرباني كما فرضه أجدادنا الفاتحين على تلك البلاد والأمصار التي أذعنت لهم ودخلوها بالإيمان.

ـ مرّ التقويمُ القمريُ بحملاتِ تشويه وتزوير، فحاول أتاتورك لما تولى الخلافةَ العلمانية بعد إسقاطِ الدولة العثمانية الإسلامية التخلي عن التقويمِ القمري ودعا إلى استبداله بالتقويم الشمسي الميلادي، ولما احتاج العثمانيون إلى الغرب في شيء من العتاد اشترطوا عليهم في القابلِ إلغاءَ التقويمَ القمري، وكذلك لما احتاج اخْديوي بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حاكم مصر إلى شيء من الغرب اشترطوا عليه ستة شروط منها: إلغاءْ التقويم القمري.

ـ الدعوةِ للتخلي عن التقويمِ القمري له أضرارٌ كبيرة جسيمةٌ على المسلمين منها: تعريةُ الأمةِ عن خصائصها وسلخها من هُويتها وشخصيتها، وإلهاءِ الأجيال الحاضرةِ والقادمة عن الأحداث الإسلامية الكبيرة، كيوم بدر والأحزاب وفتح مكة وفتح بيت المقدس في حطين، إضافة إلى تذويبِ الأمة وصهرها في حضارة الغرب والشرق، وقطعِ الأمة عن حياتها وتاريخها، وإخفاءِ الأوقات الفاضلة للطاعات والعبادات كعشر ذي الحجة وعاشوراء وصيامِ ثلاثة من كل شهر.

ـ أول هذه الأشهرِ التي ذكرها الله في كتابه هو شهر الله المحرم الذي نحن بصدده، وقد أجمع على ترتيبه الصحابةُ رضوان الله تعالى عليهم، لأن العرب كانوا يؤرخون قبل بعثةِ النبي صلى الله عليه وسلم بالأحداث، فيقولون عام الفيل وهكذا، وبعد بعثةِ النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوةِ كان المسلمون يؤرخون بالتقويم القمري من غير تِعداد للسنين، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت خلافةُ أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم تبعه الفاروق عمر رضي الله عنه في الخلافة، كتب إلى أبي موسى بكتاب فرد عليه أبو موسى قائلا "يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث، وقال بعضهم: أرخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرَّخوا بها، وذلك سنة سبعَ عشرة، فلما اتفقوا، قال بعضهم ابدءوا برمضان، فقال عمر: بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه" فرأى عمرُ رضي الله عنه بدايةَ التقويمِ بالشهور شهرِ الله المحرم، لأن الناس يعودون بعد الاجتماع العالمي الكبير للمسلمين في مكة والانشغالِ التام بفريضة الحج، يعودون للأمصار والبلدان وتعود دورةُ الحياة الاجتماعية والمهنية والتعليمية والتشغيلية وتبدأُ المشاريع والفتوحات والجيوش ونحو ذلك من الأمور التي تكون بدايةَ الانطلاق في سنة جديدة، فاختار عمرُ رضي الله هذا الأمر مع الصحابة وصار الأمر إجماعا منذ ذلك الوقت إلى أن يشاء الله تعالى..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سلمان المالكي
  • مـقـالات
  • رفقا بالقوارير
  • المرأة والوقت
  • الخطب المنبرية
  • إلى أرباب الفكر
  • وللحقيقة فقط
  • الهجرة النبوية
  • فتنة الدجال
  • الصفحة الرئيسية