صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







بشرى بعد تدنيس المصحف الشريف

سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com

 
الخطبة الأولى
( الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ( تلك آياتُ القرآن وكتابٍ مبين * هدى وبشرى للمؤمنين ) ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ) ( وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ) ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ) ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى ) ( كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره ) ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ) ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ... ) عباد الله .. هذا هو القرآن وهذه هي أوصافه الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم وحيا أوحاه الله إليه ، بقي على مدى الأزمان ، وسيبقى إلى قرب قيام الساعة ، قرآن فيه الخير والبركة والهدى والنور ، قال عثمان رضي الله عنه : لو طهُرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله ، وما أحبُّ أن يأتي علي يومٌ ولا ليلةٌ إلا أنظرُ في كلام الله تعالى ، قرآن يتلوه المؤمن فيزداد فقها وتدبرا ويحصل له الخشوع والخشية ( إن الذين أتوا العلم من قبله إذا يُتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) قرآن تنزل الملائكة لسماعه وتتأثر به ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لابنِ حظير رضي الله عنه " اقرأ يا بن حظير ، تلك الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبح ينظر الناسُ إليها لا تتوارى منهم " قرآن خلع أفئدة الكفار ، وألقى الهيبة في قلوبهم " لما أُخذ زبير بن مطعم رضي الله عنه أسيرا في بدر ربط في المسجد وكان مشركا من أكابر قريش وعلمائها في النسب فسمع قول الله تعالى " أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " قال : كاد قلبي أن يطير ، وكان أبو بكر رضي الله عنه رجلا بكاء لا يملك دمعه يحين يقرأ القرآن ، فابتنى مسجدا بفناء داره بمكة ، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن ، فيتقصَّف عليه نساءُ المشركين وأبناؤهم يستمعون عند داره ، يعجبون وينظرون إليه ، فأفزع ذلك أشرافُ قريش من المشركين ، قرآن سمعته الجن والإنس فما ملكوا حينها إلا أن سجدوا هيبة له ( أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون * فاسجدوا لله واعبدوا ) قرآن تأثرت به الجن ( إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فأمنا به .. ) ( وإذْ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولو إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) قرآن يؤثر في معتنقي الأديان الأخرى في الذين هم أقرب مودة للذين أمنوا ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) هذا هو القرآن الذي يُكْرِم صاحبه يوم القيامة بتاج الوقار ، ويحلّى بالحلية العظيمة ( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ) ويشفع لصاحبه يوم القيامة ، وتأتي البقرة وآلُ عمران تحاجان كالغمامتان تضللان عن صاحبهما يوم الحر الأكبر .. عباد الله :
هذا قرآن عربي مبين ، تكفل الله بحفظه ولم يوكل حفظه إلى أحد من خلقه من أحبار هذه الأمة وعلمائها ، كما فُعل بالذين من قبلنا ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وقد تولى الله تعالى حفظه ، فلم يستطع أحد من يوم مبعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن وإلى قيام الساعة أن يحرفه أو يبدله أو يزيد فيه أو ينقص منه حرفا ، وكم هي المحاولات التي تبنت تحريف القرآن ، ولكن تصدى لها من هذه الأمة من قيضه الله لكشف الألاعيب والتحريف في اللفظ أو المعنى ، واستمرت المحاولات ولكن ..
كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها فلم يَضِرها وأوهى قرنَه الوعِلُ
بل قد تحدى الله به البلغاء والفصحاء والناسَ جميعا في مراحل من كتابه فقال" فاتوا بعشر سور مثله مفتريات " فما استطاعوا ، ثم تحداهم فقال " فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " فما استطاعوا ، فنادى عليهم بالعجز إلى قيام الساعة قائلا " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " عبا دالله ..
لقد نزل القرآن في وقت كانت العرب في أوج قوتها شعرا ونثرا وخطابة وفصاحة وبيانا ، وفي زمن المعَلقَات التي حفظوها وأتقنوها ومع ذلك خابوا وخسؤا أن يأتوا ولو بآية مثله ، وما استطاع فصحاءهم وكبراءهم أن يخفوا إعجابهم بالقرآن ، حتى قال الوليدُ بن المغيرة الكافرِ المشرك " والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أسفله لمغدق ، وإن أعلاه لمثمر ، وإنه يعلوا ولا يُعلى عليه " وهؤلاء الأعراب الأقْحاح الذين كانوا يأتون من الصحراء لم يملكوا أنفسهم من الإعجاب والرضوخ لفصاحة القرآن وبلاغته وقوته وبيانه ، فهذا أحدهم يسمع قول الله " فاصدع بما تؤمر " قال : فسجدت لفصاحته ، وسمع آخر قول الله " فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا " قال : أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام ، ومن تأمل علوَ أسلوبِ القرآن يرى أنه فاق حتى الأمثال العربية التي كان العرب يُعجبون بها وينبهرون من أسلوبها ، وقد كانت العرب تقول أمثالا لها مدلولاتها في حياتهم ، فقد كانت تقول : القتل أنفى للقتل ، أي أنه إذا قُتل القاتل ينفِي ذلك القتل ، فلما نزل قول الله " ولكم في القصاص حياة " نُسيَ ذلك المثل واندثر من حياتهم ، لأنه في البلاغة والإيجاز فوق تلك الأمثال ، ولقد أعجزهم هذا القرآن في الأمور الغيبة فإذا هي تقع كما أخبر ، وهذه الفرس لما اكتسحت الروم وهزمتها ، كانت قريش يومها تؤيد فارس لأنهم عباد أصنام ، وكان المسلمون في ذلك الزمن يميلون إلى الروم لأنهم أهل كتاب ، وكان في مكة عدد من الكتابين ، فكان المسلمون أقرب إلى هؤلاء الكتابيين من عباد الأصنام ، فنزل قول الله تعالى " ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض [ أي في قعر دارهم ] وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بعض سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون " فراهنت قريش أبا بكر رضي الله عنه لأنها استحالت أن يحدث ذلك ، لأنه لا يمكن في الموازين الأرضية والعسكرية أن تحدث هذه الهزيمة وأن تستعيد الروم قوتها ، فما مضت تسعُ سنين إلا والروم تكتسح فارس من جديد .. عباد الله :
شهد لبلاغةِ القرآن ومكانته وعلوه القاصي والداني ، ولما حاول بعضهم أن يقبل التحدي بزعمهم بأن يأتي بمثل هذا القرآن فبماذا أتوا ..؟ أتوا بخزعبلات وأباطيل وأضحوكات ما أنزل الله بها من سلطان ، وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب فاسمع ماذا كان يقول " يا ضفدعُ ياضفدعين * نِقِّي ما تنُقين * نصفك في الماء ونصفُكِ في الطين " وكان يقول " الشاة وألوانها * وأعجبها السودُ وألبانها * والشاة السوداء واللبن الأبيض إنه لعجبٌ محْضٌ * وقد حُرِّمَ المذقُ فما لكم لا تمجعون " وعلى منوال سورة العاديات كان يقول " والمُبذرات زرعا * والحاصدات حصدا * والذاريات قمحا * والطاحنات طحنا * والعاجنات عجنا * والخابزات خبزا * والساردات سردا * واللاقمات لقما ..." إلى آخر كلامه الفارغ وقصصه للأطفال التي ألفها ، وتأتي إليه سجاح التي ادعت النبوة ثم تابت بعد ذلك ليقول لها قرآنا نزل عليه " إنكن معشر النساء خُلِقتُنَّ أفواجا * وجُعِلتُنَّ لنا أزواجا * نولجه فيكن إيلاجا .." إلى آخر الكلام الساقط وقلةِ الأدب التي تتنافى مع الحياء ثم يأتي ويقول " أرأيتِ إن كنت حبلى * وفي بطنك حية تسعى " حتى قام عاقلهم عُطارد بن الحاجب يقول :
أضْحت نبيتنا أنثى يُطاف بها وأصبحت أنبياءُ الناس ذُكرانا
فلعنةُ الله ربِ الناسِ كُلِهِــمُ على سجاحَ ومن باللإفك أغوانا
أعني مسيلمةَ الكذابْ لا سُقيت أصداؤه من وُعيَثٍٍْ حيث ما كانت
فتابت سجاح ورجعت عن غيها ، ولم يبقى إلا مسيلمة حتى فضحه الله تعالى وقتله شرَّ قتلة ، وهكذا أعداء الله يحاولون التحريف ويحاولون لأنهم عرفوا مكمن قوةِ هذه الأمة ، فجروا الحملات لأجل القضاء على هذا الدين ، وكان قائلهم أثناء ذهابه إلى الحملات الصليبية يقول : أنا ذاهب لسحق الأمةِ الملعونة لأحاربَ الديانةَ الإسلامية ولأمحو القرآن بكل قوتي ، ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها : يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم ، حتى ننتصر عليهم ، ويقول المبشر وليم جيفورد : متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب ، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه ، ويقول المبشر تاكلي : يجب أن نستخدم القرآن ، وهو أمضى سلاح في الإسلام ، ضدَّ الإسلامِ نفسه ، حتى نقضي عليه تماماً ، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً ، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً ، وهكذا .. وبالرغم من محاولات بعض المستشرقين بالطعن في القرآن ووصفه بأنه مُمل ومضطَرِب ومختلط ومعقّدٌ وحاولوا التحريف لفظا ومعنا ووزعوا المصاحف على الجامعات والكليات والمعاهد العلمية في أوروبا وأمريكا ولكن دون جدوى ، فقد ذهبت تلك المحاولات أدراج الرياح ، وحاولوا الطعن من خلال الترجمة وهم يفسرون قول الله " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي " فقالوا : هذا نبي العوام ، وامتد جهل الجهلة وعبث العابثين حتى فسر بعضهم " آلم " [ A L M ] واستمرت الجهالات تتوالى لتقول الصوفية في قوله تعالى " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " أن اليقين مرحلة إذا وصل إليها الإنسان سقطت عنه التكاليف الشرعية ، وقالت الرافضة في قوله تعالى في معرض قصة بني إسرائيل " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " قالوا : هي عائشة ، فأين عائشة من بقرة موسى ، ويقوم القاديانيون بالتحريف لأنهم يعتقدون أن أحمد القاداني نبي ، ويريدون التخلص من محمد صلى الله عليه وسلم لأنه " خاتَم النبيين " ليقول قائلهم " ولكن رسولَ الله وخاتمُ النبيين " الخاتم المراد به الخاتم الذي يوضع في الأصبع ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد فسر هذا وقال " لا نبي بعدي " وهكذا يخرج علينا مسيلمات في هذا الزمن ليصدروا لنا قرآنا يحرفون فيه الحرف والكلمة ، فهذا يقول : ألم * ذال " وآخر يقول " إنا أرسلناك للعالمين مبشرا ونذيرا * تقضي بما يخطر بفكرك وتدبر الأمور تدبيرا " وآخر يقول " فمن عمل بما رأيت فلنفسه ومن لم يعمل فلسوف يلقى عذابا مريرا " عباد الله ..
ولم تجدي المحاولات وباءت بالفشل والنكال ليأتي أصحاب العبث الآخر ليحرفوا القرآن تحت مظلة الرقم العددي المذكور في القرآن الكريم ليقولوا : إن القرآن مليء بالمكتشفات والمخترعات الحديثة ، فهذا أحدهم يقول : إن التلفون قد ذكر في القرآن فيستدل بقول الله " عم يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون " وقالوا بأن أشعة [ إكس ] أنها نار الله الموقدة ، وهكذا تتوالى الافتراءات وبعضهم من نصارى العرب الذين درسوا هذا القرآن ، وأرادوا بعربيتهم محاولة تقليد هذا الكتاب بزعمهم ليأتي أحدهم فيقول " إنا أعطينا موسى من قبلك من الوصياتِ عشرةً ونعطيك عشراتٍ أخرى إذْ ختمنا بك الأنبياءَ وجعلناك عليهم أميرا * فانسخ ما لك أن تنسخ مما أمرناك به فقد سمحنا لك أن تُجريَ على قراراتنا تغييرا " إن المسألة الآن لم تعد تحريفا فقط ، لقد أصبحت تلاعبا واستهزاءا ليأتي القرآن بعد ذلك بصريح العبارة قائلا لمحمد صلى الله عليه وسلم " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين " أي لقطعنا عرق القلب والظهر الذي إذا انقطع مات الإنسان " فما منكم من أحد عنه حاجزين " لا يستطيع أحد أن يدافع عنه ، ولا يمنع عقاب الله النازل به ، هكذا يقول الرب عن عبده ونبيه وخليله وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ويأتي هؤلاء ليقولوا " فانسخ ما لك أن تنسخ مما أمرناك به فقد سمحنا لك أن تُجري على قراراتنا تغييرا " اللهم أخرس ألسنة الحرفين لكتابك وعاملهم في الدنيا قبل الآخرة يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا من حملة كتابك يارب العالمين ، وممن رزقتهم التدبر والتأمل في هذا الكتاب يا أرحم الراحمين ، اللهم اشرح بهذا القرآن صدورنا * وتنير به قلوبنا * وترفع به شاهدنا ، وتثقل به ميزاننا يارب العالمين .. بارك الله لي ولكم في القرآن .......

الخطبة الثانية
الحمد الله ، أشهد أن لا إله إلا الله الحق المبين ، وأشهد أن محمدا رسول الله بلغ كتاب ربه صدقا ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ، أما بعد .. عباد الله :
إن القرآن الكريم اليوم يتعرض لغارات وهجمات يريدون من خلالها تحقيره وإهانته ، يريدون إزالته من الحكم وعزله عن الحياة ، يريدون إزالة سلطانه وتحجيم أثره ، يريدونه في بعض الحالات كلاما يُقرأ للتبرك والعلاج والاستشفاء وافتتاح الحفلات فقط ، لا ليحكم في حياة الناس ويكون حكما في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، لا ليكون حكما فصلا ، ولذلك جروا لمخططاتهم على اتجاهات كثيرة ومنها أخيرا .. هذا القرآن الأمريكي الجديد المسمى [ بالفرقان الحق ] الذي ألفته لجنة أمريكية إسرائيلية ، واعتمده أصحاب القرار في أمريكا ، والذي يُراد له أن يكون هو القرآن المعتمد في الدول العربية والإسلامية في القرن الحادي والعشرين ، ليحل محل القرآن الكريم ، الذي أنزله الله على عبده ورسوله الأمين ! وقد خاطبت اللجنة الأمريكية الإسرائيلية التي تبنت هذا القرآن العرب والمسلمين إلى اقتناء هذا الفرقان ، وقالت في مقدمته " إلى الأمة العربية خاصة ، وإلى العالم الإسلامي عامة : سلام لكم ورحمة من الله القادر على كل شيء ، يوجد في أعماق النفس البشرية أشواق للإيمان الخالص ، والسلام الداخلي ، والحرية الروحية ، والحياة الأبدية .. وإننا نثق بالإله الواحد الأوحد بأن القراء والمستمعين سيجدون الطريق لتلك الأشواق من خلال الفرقان الحق ..إلى آخر ما كتبوا " وهذا القرآن المزعوم مكون من اثني عشر جزءاً ، وقد صدر الجزء الأول منه في مطلع عام 2004 وينوون إصدار أحد عشر جزءاً تباعاً ، وسيكتمل تأليفه خلال الأربع السنوات القادمة ، والكتاب مكون من ( 366 ) صفحة ، وعدد سوره سبع وسبعون سورة ومن أسماء تلك السور: الفاتحة ، والمحبة ، والمسيح ، والثالوث ، والمارقين ، والصلب ، والزنا ، والماكرين ، والرعاة ، والأنجيل ، والأساطير ، والكافرين ، والتنزيل ، والتحريف ، والجنة ، والأضحى ، والعبس ، والشهيد ، والمسلمون .. إلى غير ذلك ، والكتاب مطبوع باللغة العربية واللغة الانجليزية ، وقد كَتب مقدمته اثنان من أعضاء اللجنة المكلفة بتأليفه ، رُمز لهما باسمي " الصفي والمهدي" وهذا المهدي هو من أصل عربي فلسطيني ، واسمه " الدكتور أنيس سوروس " وهو نصراني قبيح صرح باسمه الحقيقي أخيرا في إحدى مواقع الإنترنت المعتنية التابعة لنشر هذا الكتاب كموقع أمازون وغيرها ، وتقوم المنظمات اليهودية الكثيرة في أمريكا اليوم بالترويج للفرقان الحق ، ونشره وتوزيعه على مختلف المراكز هناك ، وتوزيعه على مراكز مختارة منتقاة في العالم العربي والإسلامي ، وإعطائه لشخصيات مختارة في هذا العالم ، والهدف من هذا الكتاب يا عباد الله محاربة القرآن الكريم ومهاجمة سوره وآياته وأحكامه ومبادئه وتشريعاته وتوجيهاته وأفكاره وحقائقه ، والنيل من عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، والخلط بين التوحيد والشرك ، واسمعوا معي يا رعاكم الله إلى هذه السورة التي أسموها سورة المسلمون ماذا يقولون فيها " الصم * قل يا أيها المسلمون إنكم لفي ظلال مبين * إن الذين كفروا بالله ومسيحه لهم في الآخرة نار جهنم وعذاب شديد * وجوه يومئذ صاغرة مكفهرة تلتمس عفوا الله والله يفعل ما يريد * يوم يقول الرحمن يا عبادي قد أنعمت على الذين من قبلكم بالهدي منزّلا في التوراة والإنجيل * فما كان لكم أن تكفروا بما أنزلتُ وتضلوا سواء السبيل * قالوا ربنا ما ضللنا أنفسنا بل أضلنا من ادعى أنه من المرسلين * وإذْ قال الله يا محمد أغويت عبادي وجعلتهم من الكافرين * قال ربي إنما أغواني الشيطان إنه كان لبني آدم أعظم المفسدين * ويغفر الله لمن تاب ممن أغواهم الإنسان ويبعث بالذي كان للشيطان نصيرا إلى جهنم وبئس المصير * وإنْ قضى الله أمرا فإنه أعلم بمن قضى وهو على كل شيء قدير " هذا هو القرآن الذي سرّبوا بعض نسخه وهو أحد حلقات مسلسل عداوة اليهود والنصارى للقرآن الكريم ، وإن هذه السخافات كسابقتها ممن أخرجها مسيلمة الكذاب وإن سموها بغير اسمها .. عباد الله ..
ولا يخفى على الجميع ما حصل على أيدي الكفرة من إهانة قذرة لهذا الكتاب المبارك على مرأى ومسمع من العالم ، إلا أننا نتفاءل كثيرا بهذا الحدث أن يجعل الله انكسارهم عاجلا ، وهذه بداية الهزيمة عليهم ، يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه لله " حدثني العدول من أهل الفقه والخبرة أنهم كانوا يحاربون بني الأصفر " يعني الروم " فتستعصي عليهم الحصون ويصعب عليهم فتحها ، حتى إذا وقع أهل الحصن في السب في الله تعالى أو في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيرا بقُرب فتحِ الحصن ، قال : فو الله لا يمرُ يومٌ أو يومان إلا وقد فتحنا الحصن عليهم بإذن الله تعالى " ونحن نستفتح عليهم بهذا العمل القبيح الذي قاموا به ، ونسأل الله العلي القدير الذي في السماء ملكه وفي الأرض سلطانه وفي البحر عظمته وفي النار سخطه وفي الجنة رحمته أن يجعل ما فعلوه فتحا للمسلمين عليهم ونصرا عاجلا مؤزرا يارب العالمين ، اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين الذين نصبوا العداوة لكتابك ولنبيك محمد الأمين ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا ، اللهم انتصر لكتابك ولسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، اللهم إن كتابك قد أهين من أبناء القدر والخنازير ، اللهم اللهم بهذا الفعل الجلل لا تبرم لهم أمرا ، ولا تفرح لهم قلبا ، اللهم اسقط دولهم ، ودمر اقتصادهم ، واجعل بأسهم بينهم يا قوي يا عزيز ، اللهم اتمم نعمتك علينا بحفظ كتابك يا رب العالمين ومعرفة معانيه يا أرحم الراحمين ، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من القائمين به المتبعين له العاملين به المحافظين عليه الحافظين لحدوده يا رب العالمين ، اللهم اجعله لنا نورا يوم الدين ، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك ، اللهم اجعل بلادنا عامرة بهذا القرآن واجز خيرا من قام على طباعته ونشره وترجمته وتوزيعه وتعلميه وتعلمه .. سبحان ربك رب العزة عما يصفون ..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سلمان المالكي
  • مـقـالات
  • رفقا بالقوارير
  • المرأة والوقت
  • الخطب المنبرية
  • إلى أرباب الفكر
  • وللحقيقة فقط
  • الهجرة النبوية
  • فتنة الدجال
  • الصفحة الرئيسية