صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







بين طغيان الباطل وانتصار الحق

 شائع بن محمد الغبيشي
@0555599


في عصر أعظم طاغية على مر التاريخ فرعون الذي اتسم زمنه بالظلم والطغيان والجبروت والبطش والتنكيل وصفه الله ذلك فقال: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } كان فرعون وقومه يمارسون على بني إسرائيل أشد صور التعذيب، فتقلبوا في أشكال من النكال وصور من البلاء، وألبسوا من العذاب ما لا يخطر لأحد على بال، حتى قال تعالى: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } في مقابل هذا البطش والظلم كان بنوا إسرائيل مهيضي الجناح، تربوا على الذلة والمهانة والاستعباد، عاشوا مدة من الزمان على ذلك، فاستمرأوا تلك الحياة البئيسة، فما زاد ذلك فرعون إلا طغياناً وظلماً، فبلغ من بطشه بهم أن يقتل كل مولود ذكر حتى كاد أن يفنيهم ، فأشار عليه بعض الملأ أن يقتل الذكور سنة و يتركهم سنة حتى يستبقي منهم من يخدمهم ويقوم على المهن والصناعات.
ويشاء الله أن يولد موسى في العام الذي يُقتل فيه الذكور، بل من عظيم مكر الله بفرعون، أن ساق موسى الطفل الرضيع إلى قصره فاستوهبت زوجة فرعون موسى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} فتربى موسى في بيت فرعون وعلى عينه، ومرت الأحداث والأعوام، فبعث الله موسى عليه السلام رسولاً إلى فرعون وقومه يدعوهم إلى الإيمان بالله عز وجل: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} وجاءه بالآيات والبينات { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}.
فكفر فرعون بدعوة موسى وأخذ يكيله له التهم ويسعى جاهداً لتشويه صورته بين الناس فوصفه بصفات منها:
1/ السحر والسعي لحرمانهم من الأمن والاستقرار في أرضهم {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ }
2/الجنون: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ }
3/الإفساد وتبديل الدين: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}
4/ أنه ومن آمن معه طائفة حقيرة قليلة: { إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُون}.
ولكن فرعون يعلم علم اليقين صدق موسى عليه السلام وأنه قد جاءه بالحق والهدى {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}، فاستشار حاشيته، كيف يواجه ما جاء به موسى من البينات {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)} اقترحوا عليه أن يأتي بأعظم السحرة وأمهرهم ليكشفوا زيف موسى كما يزعمون في مشهد عظيم من الناس { فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) } فجاء أمهر السحرة ووعدهم فرعون بأعظم الأجور وأن يكونوا من المقربين، وبدأت المعركة بين الحق والباطل: { فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } فهزم فرعون شر هزيمة وأصبح جنده أتباعاً لموسى عليه السلام فزاد طغيان وظلما {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ } فجمع فرعون الجنود وحشدهم من كل المدائن لحرب موسى ومن آمن به، فأوحى الله لموسى أن يفر بمن آمن معه ليلا فتبعهم فرعون بجنوده وحشود وإذا بالبحر يعترض موسى {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} نجى الله موسى ومن معه وأغرق فرعون ومن معه فأهلكهم الله وسلب منهم الأمن والعيش الرغيد لينعم بها بنوا اسرائيل قال تعالى:{فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} وقال سبحانه {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} كانت هذه الحادثة في يوم عاشوراء يوم العاشر من شهر محرم يوم أعز الله فيه أهل الحق والإيمان وخذل أهل الكفر والعصيان وفي القصة دروس عظيمة وهدايات منها:
أولاً: أن هذا اليوم يوم عظيم عظمه النبي صلى الله عليه وسلم وشرع الله لنا صيامه فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» رواه مسلم
بل حثنا على صيامه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» رواه ابن ماجة وصححه الألباني وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» رواه مسلم.
ولذا عباد الله يشرع لنا صيام عاشوراء، والأفضل أن نصوم يوم عاشوراء ونصوم يوماً قبله أو بعده ويجوز أن نصومه بمفرده.
ثانياً: رعاية الله لعباده المؤمنين وحمايته لهم إذا توكلوا عليه وفوضوا أمورهم له كان معهم بالنصر والتأييد، تأمل كيف شق لهم البحر نصفين كل طرف كالجبل العظيم وجل الأرض تحتهم يبس كأن لم يغمرها الماء يوماً ما {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
وإذا العناية لاحظتك عيونها *** نم فالمخاوف كلهن أمان
ثالثاً: أن بعد العسر يسراً وبعد الكرب فرجاً قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
قال الإمام السعدي رحمه الله: بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا ".
لا تيأسنَّ وإنْ طالتْ مطالبة ٌ ... إذا استعنت بصبرٍ أنْ ترى فرجا
إنَّ الأمور إذا انسدتْ مسالكها ... فالصبر يفتح منها كلَّ ما ارتتجا
أخلقْ بذي الصبر أنْ يحظى بحاجته ... ومدمنِ القرع للأبواب أنْ يلجا
فمهما ضاقت بك الحيل، وسدت في وجهك الأبواب، فبالصبر والاستعانة بالله عز وجل والانطراح بين يديه وبذل الأسباب الممكنة يأتيك الفرج والمخرج .
ولــرب نازلــة يــضــيق بهــا الفتــى .... وعــنـــد الله منــها المــخــرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
إن الثقة بالله والتوكل عليه واليقين بحفظه وكفايته أعظم باب لتفريج الكربات.
سهرت أعين ، ونامـت عيـون ... في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس ... فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك مـا كـان بالأمس... سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون
رابعاً: أن أهل الباطل مهما قويت شوكتهم وسلطانهم إلا أنهم يخافون من الحق وأهلة لعلمهم أن العاقبة له ولأهله، ولذلك يجهدون في القضاء على الحق وأهله، لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة، فالصراع بين الحق والباطل سنة ماضية إلى قيام الساعة {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)} [الأعراف: 127].
خامساً: مكر الله بمن يمكر بدينه والمؤمنين به قال تعالى: { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [النمل: 50 - 53] إن الله يمهل لأهل الباطل ويستدرجهم من حيث لا يشعرون يرى كيدهم ومكرمه بحمّال دينه والمؤمنين به فيمد لهم حتى إذا بلغوا في الطغيان غايتهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ } [الدخان: 25 - 29]
سادساً: أن العاقبة والنصر والتمكين لأهل الإيمان والتقوى قال تعالى: { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137]
فعلى حمّال الحق وأهل الصلاح والإيمان والتقوى أن يدركوا أن العاقبة لهم، تأمل وصية موسى عليه السلام لأتباعه {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
فمهما انتفش الباطل فهو أشبه ما يكون بالزبد الذي يذهب جفاء فالعاقبة والنصر والتمكين لأهل الصلاح والتقوى {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 171 - 173]
اللهم أعز الإسلام والمسلمين واجعل العاقبة للمتقين بمنك وكرمك يا حي يا قيوم.
شايع محمد الغبيشي
القنفذة / حلي / السلامة

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • مقالات تربوية
  • الصفحة الرئيسية