اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/nizar/63.htm?print_it=1

ما أبشع وجه الليبرالية!!..

نزار محمد عثمان


نقلت الأخبار أن بريطانيا أجازت الأربعاء الماضي الزواج المثلي، وفي ذات اليوم عقدت 700 زيجة في بريطانيا وويلز وحدها، وقريباً من هذا العدد في إيرلندا وأسكتلندا!!.. وكانت أشهر هذه (الزيجات) هي قران المغني ألتون جون من ديفيد فيرنش!!.. عجل الله بعقابهما.
هذا المغني تقف وراءه قوى عالمية؛ رفعته إلى سلم الشهرة؛ عبر الجوائز العديدة التي نالها، ورفعته إلى سلم العالمية، وامتدت أيدي هذه القوى إلى الدول العربية؛ فقد أقام حفلات كثيرة في دول عربية؛ منها حفل في لبنان في يوليو 2001م في منطقة الشوف الجبلية، وحفل آخر في نادي الخور بمدينة دبي في أكتوبر 2003م، وقد تمت تغطيته حصرياً من قناة الـ MBC.. وشاهده الملاين من العرب والمسلمين.. وكل هذا جزء من المخطط بأن يصبح شخصية مشهورة؛ لتجعل الشذوذ مقبولاً عالمياً.
كذلك لم ينس المخططون أن يتحصلوا على اعتراف ديني بالشذوذ؛ فقاد القس تروي بيري - رئيس كنائس المناطق الكبرى؛ التي تعرف باسم كنائس الزمالة المسيحية؛ ومقرها في كاليفورنيا - حملة ضخمة؛ تأييداً للشذوذ، ويعتزم تسير مظاهرة تأييد كبيرة لزواج ألتون.
ما أبشع وجه الليبرالية!، وما أقبح مخبرها!؛ فرغم كل مستحضرات التجميل التي أنفقوها عليها إلا أن رائحتها تبقى كريهة؛ تزكم الأنوف!، وعوارها يبقى واضحاً؛ تشمئز منه النفوس!!.. لقد قال منظروها: إن فكرتهم تعطي الأولوية لما يوصف بـ (الحق الفردي) على ما هو (فاضل، أو صالح)!!.. وصدقوا في هذه؛ لأنهم أقروا الشذوذ؛ بوصفه حقاً فردياً، ومنعوا المسلمة ارتداء الحجاب؛ بوصفه ضرراً مجتمعياً؛ فزاد التناقض قبيح وجهها قبحاً!.
لقد تجاوزت الليبرالية الغربية في بعدها الأخلاقي الخطوط الحمراء لقوم لوط أنفسهم!؛ فقد كان قوم لوط يتخذون الرجال شهوة من دون النساء، لكن الليبرالية الغربية زادت على ذلك؛ بتقنين هذا الشذوذ، وتطبيعه، والاعتراف الرسمي به، وتوطينه في أرض الواقع عبر المشاهير؛ وذلك ما لم يفعله قوم لوط أنفسهم!!.
إن خطورة مثل هذه الأخبار تكمن في أنها تعمل على تطبيع الفساد، وتجعل أصحاب الكبائر - من الزناة، وهاتكي الأعراض، وناهبي الأموال - يرون أنفسهم في خير عظيم؛ فهم على الأقل ليسوا شواذًّا!؛ هكذا يزين لهم شيطانهم معاصيهم.. وربما قال لهم: (ما أحسنكم!؛ ألا ترون العالم من حولكم؟!؛ ها هو الرجل يتزوج الرجل!، وها هو الرئيس الأمريكي السابق يزني!، وها هي أوبرا (المذيعة المشهورة) تعيش مع صديق دون زواج من قبل عشرين عاماً وحتى الآن!، وها هو الإعلام يبجلهم؛ ويقدمهم للناس في كل يوم!، ما أتقاكم، وأنقاكم!).. ويزين لهم؛ ولا يدري المساكين أنهم وهولاء في طريق واحد؛ ولا فرق بينهم سوى خطوتين، أو ثلاث وراء الشيطان!.
صدق من دعا أهل الصلاح إلى هجاء الليبرالية؛ قائلاً:


اعملوا في هجوها الفكرا *** واجعلوا أخبارها سمرا
وانظموا من هجوها بعرا *** لا أسمي هجوها دررا
عورة، لا فكرة طلعت *** فأرتنا العار والعورا


 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية