اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/nizar/38.htm?print_it=1

أبناؤك وسفير أمريكا

نزار محمد عثمان


هل تأملت أخي القارئ الكريم حال سيدنا يعقوب عند الموت؟؛ ما الذي كان يشغل باله وقتها؟ اسمع إلى القرآن يصف ذلك الموقف؛ قال تعالى: (أم كنتم شهدآء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون).. لقد كان يعقوب عليه السلام يحمل هم أبنائه من بعده؛ أيبقون على الدين القويم أم تصرفهم الصوارف عنه؟، لم يشغل باله ماذا يأكلون ويشربون، أو أين يسكنون، أو كيف يصرفون أمورهم؛ بل اهتم لـ (ماذا تعبدون من بعدي)، ووجد الإجابة المطمئنة، والرد الراسخ؛ أنهم سيعبدون الله وحده.
وحري بنا ونحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً أن نستحضر هذا الموقف المؤثر، ونجعل أمر تعليم أبنائنا، وتنشئتهم على الإيمان والبر والتقوى هو شغلنا الشاغل؛ فنعمل على توفير زاد الروح لهم فوق عملنا لتوفير زاد الجسد.
وقد يظن كثيرون أن أبناءهم في منجى من تأثير الأفكار المنحرفة، والتصورات المضطربة؛ وبالتالي لا ضرورة لكثير اهتمام بهذا الأمر، ولكن نظرة عجلى لأوضاع الصغار والشباب، ولأفكارهم وتصوراتهم، وكيفية قضاء أوقاتهم تنبيك أن ذلك الظن إنما هو محض غفلة.
إن الجواذب التي تنازع أبناءنا كثيرة ومتعددة، وتحتاج إلى صاحب البصيرة والإيمان لكي ينبه أبناءه إليها، ويقنعهم بعدم جدواها، وقلة فائدتها، وهذا هو مفتاح التغيير؛ لأنه لا يمكن أن تغير شخصاً دون أن تغير قناعته، وكما يقولون فإن التغيير باب يفتح من الداخل؛ فلابد أن يرغب الشخص في التغيير ليتغير؛ وإلا أصبح التغير سطحياً زائفاً مؤقتاً؛ يزول بزوال المؤثر.
امنح أولادك وقتك وجهدك، واستثمر عمرك فيهم؛ فالولد الصالح استثمار لا ينقطع دخله بموتك؛ لأن الصالح ينتج الصالح؛ فيستمر أجرك، وتستمر بركة الدعوة المستجابة في عقبك إلى أن يشاء الله.
علم ولدك الإيمان، وزوده العمل الصالح، واحذر السرّاق، واقتد بيعقوب عليه السلام، وسل نفسك ماذا سيعبد أبناؤك وأحفادك من بعدك؟ هل يكونون ممن تكتب لك بهم الحسنات، أم يكونون من شاكلة (جوني أبي زيد)؟!.
ثم تذكر أخيرا أن مؤسسة الحريات الأمريكية قد منحت جائزتها الكبرى (ميدالية جورج واشنطن) إلى مؤسسة والت ديزني، وسلم الجائزة الرئيس ايزنهاور، وقال في كلمته: (والت ديزني هو سفير الحرية للولايات المتحدة الأمريكية، من أجل جهده المتفاني الذي لا يعرف الكلل، في سبيل الأشياء الأعظم أهمية: الكرامة الإنسانية، والمسؤولية الشخصية، من أجل طليعته الخلاقة، والمتمكنة من توصيل آمال وطموحات شعبنا الحر إلى أركان كوكبنا البعيدة).


 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية