صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مغادرة محزنة...لعالم كبير...
*** الداعية الإسلامي فتحي يَكِنْ ...في ذمة الله ***

مثنى علوان الزيدي


شيء من السيرة:-
قبل ايام معدودة فارق (رحمه الله) الحياة ، عن عمر قضاه في الدعوة الى الله جل جلاله والعمل لهذا الدين ...انه الداعية الاسلامي الكبير...الدكتور فتحي محمد عناية المعروف بـــ(فتحي يَكِنْ).
ولد الشيخ رحمه الله في طرابلس بلبنان بتاريخ 9/2/1933م ، وتعود أصول عائلته إلى تركيا، فوالده محمد عناية ووالدته عائشة يَكِنْ.
بدأ الشيخ حياته بدراسة الهندسة الكهربائية في بيروت، ثم ما لبث أن تحول إلى حقل الدراسات الإسلامية ليحصل على دكتوراه الشرف في الدراسات الإسلامية واللغة العربية وقد تزوج يَكِنْ من الدكتورة منى حداد وهي من مؤسسي العمل النسائي الإسلامي في لبنان، وأسس معها جامعة الجنان اللبنانية، ولهما أربع بنات وذكر و19 حفيداً وحفيدة.

حياته ودعوته:-

الداعية فتحي يَكِنْ من ابرز الدعاة في لبنان وانتشرت مؤلفاته في اغلب الاقطار العربية والإسلامية بكتابات رصينة ذات معانٍ جليلة وعظيمة.
وقد انخرط الشيخ في الدعوة الى الله وفي العمل الإسلامي في لبنان منذ خمسينيات القرن العشرين، وكان من الرعيل الأول بين مؤسسي الحركة الإسلامية في لبنان متأثرة بجهود الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الشيخ مصطفى السباعي.
أصبح بين 1962 و1992 أميراً للجماعة الاسلامية ثم انتخب كعضو في مجلس النواب سنة 1992 وأسس جبهة العمل الإسلامي مع المحافظة على عضويته في الجماعة الإسلامية.
وعلى الرغم من أن يَكِنْ جمع بين الفكر والحركة فقد غلبت عنده النزعة الفكرية على العمل الحركي، خاصة بعد دراسته للغة العربية والدراسات الإسلامية، وتعد كتاباته في الدعوة والحركة من أهم ما شكل عقل ووعي الحركة الإسلامية في العقود الثلاثة الأخيرة، ليس في لبنان وحدها بل في معظم أنحاء العالم الإسلامي وخارجه أيضا، وساعد على ذلك أن كثيرا مما كتبه كانت الحركة تدرسه في اُطُرها التنظيمية والتربوية الخاصة، فضلا عن توسعها في نشره في فضاء الدعوة العام.
وكان يؤم المصلين ويخطب الجُمَع في كبرى المساجد والتجمعات الاسلامية في لبنان .

مشاركاته السياسية:

للدكتور فتحي يَكِنْ دور ملحوظ في السياسة اللبنانية والإقليمية، وبجانب ذلك فقد شارك في معظم المؤتمرات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم ودوَّن معظمها في كتابه: (فقه السياحة في الإسلام ) ونماذج لرحلات دعوية قي أرض الله الواسعة ، كما أنه التقى العديد من الرؤساء العرب داعياً وناصحاً ومذكراً بأهمية العمل الإسلامي ودوره في نهضة الأمة.
في السنوات الأخيرة ترأس يَكِنْ جبهة العمل الإسلامي وتضم عدة جمعيات وشخصيات إسلامية وحركات إسلامية وتربوية، وخاصة في مدينة طرابلس.
ومما يُحْسَبُ ليَكِنْ أنه لعب دوراً ملموساً في الوساطات من أجل إنهاء معارك مخيم نهر البارد في شمال لبنان بين الجيش اللبناني وحركة فتح الإسلام التي دارت في صيف 2007، نظراً لقربه من أوساط الحركات الإسلامية ومكانته المرموقة بين أبنائها.
وكذلك تولى مبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة القائمة بين الحكومة اللبنانية والمعارضة.

مؤلفاته وفكره:

أصدر فتحي يَكِنْ عدة مؤلفات، ترجم معظمها لعدد من لغات العالم ، وتزيد على 35 مؤلفاً، ومن أبرزها: مشكلات الدعوة والداعية، كيف ندعو إلى الإسلام؟ نحو حركة إسلامية عالمية واحدة، الموسوعة الحركية (جزءان)، ماذا يعني انتمائي للإسلام؟ حركات ومذاهب في ميزان الإسلام، الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة، نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر، المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين، الإسلام فكرة وحركة وانقلاب، الشباب والتغيير، المتساقطون على طريق الدعوة، أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.
إن كل من انتسب للحركة أو درس تاريخها سيتوقف كثيراً أمام بعض كتبه التي تحمل بصمات منهجه، ومنها: الإسلام فكرة وحركة وانقلاب، وأبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، وقطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية والمتساقطون على طريق الدعوة وماذا يعني انتمائي للإسلام، في هذه الكتب تبدو فيها روح الشهيد سيد قطب أوضح ما تكون، ويتجلى صدى أفكاره التي تدعو الحركة الإسلامية إلى القطع مع تصورات مجتمعاتها والانقلاب عليها في الروح والتصور والسلوك، كما تشرح متون قطب التي تتبنى المفاصلة مع الخصوم والاستعلاء عليهم بالإيمان .

الداعية مع الشباب:

كان رحمه الله يبذل جهداً في دعوة الشباب، وخصهم بكتاب سماه (الشباب والتغيير)، ويقول حول وظيفة الشباب في الحياة ودورهم في بناء الأمة: (الشباب لا بد أن يحملوا رسالة، ورسالة الإسلام رسالة حياة كاملة، وإنما رسالة حياة، أن يعيش الإنسان هم الحياة بالإسلام، وأن ينقل هذا الإسلام إلى الواقع الاجتماعي، فلا بد أن يعيشوا الإسلام في أنفسهم وبيوتهم وأعمالهم، ثم أن ينقلوا هذا الإسلام إلى الآخر).

نصيحته للعمل الجهادي:

ودعا يَكِنْ في هذا الإطار إلى (مرجعية حركية) في إمكانها أن تضبط إيقاع العمل الجهادي، مطالبا بـ(لم شعث الشباب المسلم في عمل مقاوم على امتداد العالم الإسلامي).

بين الدعوة والسياسة:

وفي إطار سعيه لحسم الجدل حول ازدواجية الخطاب الإسلامي بين الدعوي والسياسي يقول الراحل(الحقيقة أن الخطاب السياسي الإسلامي يحتاج إلى كبير عناية وإلى تطوير، وتقليدية الخطاب ورتابته وعاطفيته وعدم علميته مشكلة تعاني منها الساحة الإسلامية في كل مكان، ولقد كنت لفتُّ إلى ذلك في كتابي (نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر) من خلال دراسة عنوانها (فقه الخطاب الإسلامي)، عرضت فيها لواقع الخطاب ولمتطلبات تطويره؛ ليكون في مستوى العصر، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الخطاب مهما كان متطورا يلامس قضايا الناس المتغيرة والمتبدلة فإنه يجب أن لا يغفل الجوانب الثابتة في الإسلام وفي المشروع الإسلامي؛ لأنها بمثابة الأصل الذي ترتبط به كل المفردات والتفصيلات وتُبنى عليه، وبذلك يكون الخطاب الإسلامي الناجح هو الخطاب الذي يوجِّه فروع القضايا والشؤون في أي زمان ومكان إلى الأصل ويحتكم إليه).

وفاته ورحلته
:
غادر الشيخ رحمه الله الحياة بعد هذا العمر المديد بالدعوة الى الله وحمل هم الدين وامانة الدعوة ، حيث فاضت روحه الطاهرة الى بارئها مساء السبت 13/6/2009 م الموافق 20/ جمادي الاخرة/1430هــ .
ثم شيع يوم الاحد تشييعاً مهيباً في جو حزين حضره آلاف اللبنانيين بمشاركة عشرات الوفود من حركات إسلامية عربية عديدة وحضر التشييع أيضاً ممثلين عن رؤساء بعض ممثلون الدول العربية و مسؤولون سياسيون وغصت باحة مسجد طينال في طرابلس وساحاته الخارجية بالمشيعين ، ليتم دفن الداعية رحمه الله في مقبرة العائلة بالمدينة.
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الاعلى انه سميع مجيب.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مثنى علوان الزيدي
  • مقالات
  • الفقه الميسر
  • صوتيات
  • كتب
  • تراجم
  • لقاءات
  • خطب
  • محاضرات
  • الصفحة الرئيسية