اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/musleh/85.htm?print_it=1

تعلم من النووي فن الكتابة والتأليف

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد
فهذه فوائد منتقاة من شطر من كلام الإمام العلم والموسوعة الحديثية الفقهية اللغوية يحي بن شرف النووي المتوفى سنة ٦٧٦ هـ في مقدمة كتابه المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج .
قال النووي رحمه الله تعالى في مقدمته على شرح صحيح مسلم :( وأما صحيح مسلم فقد استخرت الله الكريم الرؤف الرحيم في جمع كتاب ؛شرحه متوسط بين المختصرات والمبسوطات ،لا من المختصرات المخلات ؛ولا من المطولات الملات ؛ولولا ضعف الهمم وقلة الراغبين وخوف عدم انتشار الكتاب لقلة الطالبين للمطولات لبسطته فبلغت به مايزيد على مائة من المجلدات من غير تكرار ولا زيادات عاطلات بل ذلك لكثرة فوائده وعظم عوائده الخفيات والبارزات وهو جدير بذلك فإنه كلام أفصح المخلوقات صلى الله عليه وسلم صلوات دائمات لكني أقتصر على التوسط وأحرص على ترك الإطالات وأوثر الإختصار في كثير من الحالات ).
ومن هذا الشطر من مقدمة هذا الإمام رحمه الله نستلهم الفوائد التالية في الكتابة والتأليف :
أولا : الاستخارة أمرها مهم فلا تغفل عنها فاستشر ثم استخر ثم توكل على الله وأكتب .
ثانيا / بيان قيمة ما تكتب عنه كما قال النووي عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم :(بل ذلك لكثرة فوائده وعظم عوائده الخفيات والبارزات ؛وهو جدير بذلك فإنه كلام أفصح المخلوقات صلى الله عليه وسلم ).
ثالثا / الإيضاح والإفصاح عن المنهج في الكتابة وقد بين النووي رحمه الله ذلك بقوله :( جمع كتاب شرحه متوسط بين المختصرات والمبسوطات ).
رابعا / من عيوب الاختصار الإخلال ومن عيوب الإطالة الإملال فعلى الكاتب أن يراعي ذلك فلا يختصر اختصارا مخلا ولا يطُيل إطالة مملة ؛ وقد بين النووي رحمه الله ذلك بقوله :( لا من المختصرات المخلات ولا من المطولات الملات ).
خامسا /أن يبذل المؤلف الأسباب التي تعين على انتشار كتابه ؛ فما فائدة ما يُكتب إذا لم يُقرأ ؛ وقد بين النووي رحمه الله ذلك بقوله :(ولولا ضعف الهمم وقلة الراغبين وخوف عدم انتشار الكتاب لقلة الطالبين للمطولات ).
سادسا / لا بأس أن يُبين المؤلف مقدرته العلمية كما ذكر ذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى :( فبلغت به مايزيد على مائة من المجلدات ).
سابعا / التوسط من أصول الكتابة النافعة ؛ كما بين ذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى بقوله :( لكني أقتصر على التوسط وأحرص على ترك الإطالات وأوثر الإختصار في كثير من الحالات ).
ختاما / اللهم يا من وفقتهم وفقنا بتوفيقِك وَيَا من فضلتهم فضلا برحمتك والله المستعان وعليه التكلان .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٦/١/٢٥

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية