صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شتان بين الثرى والثريا !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله حمدا مزيدا مجيدا والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله نبي الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذه بعض الصور لما يحدث في حياتنا اليومية لفعل واحد من شخصين ؛ لكن بينهما في الأجر والثواب كما بين المشرق والمغرب ؛ وهي أمثلة موجزة وليست استقصاء.
والهدف من إيرادها أن كل منا معرض لهذه المواقف فلينظر ماذا استقر في نفسه وما هو الدافع له في فعله .
فإن كان من صنف أهل الثريا فليحمد الله وليثبت ثبات جبل أحد لما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالثبات .
وإن كان من الصنف الذين خالطت نواياهم الثرى فليرجع نفسه وليعد إلى الحق وليتب إلى ربه ولتكن همته في فعله تعانق الثري.

فمن هذه الصور :
أولا / البعض يتودد إلى الناس ليكسب ودهم ورضاهم فقط ؛ والموفق يتودد إلى الناس تقربا إلى الله وليجد عندهم قبولا يساعده على تبليغ أمر الله .
ثانيا / البعض يدعو إلى الله وهمه أن يتبع الناس ما يقول وأن يكون له عندهم حظا وجاها ؛ والموفق يدعو إلى الله وكل همه أن يتبع الناس أمر الله ودين الله لا يهمه أن يذكر أو ينسى .
ثالثا / البعض يتوب من الذنب خوفا من آثار الذنوب وعواقبها عليه في دنياه من الفضيحة وغيرها ولو أيقن سلامته من ذلك لما تاب ولا آب؛ والموفق يتوب من الذنوب إجلالا وتعظيما لربه وحياء وتوقيرا له وخوفا من مغبة الذنوب في يوم الحساب وآثارها التي تلحق بصاحبها في الدنيا والآخرة .
رابعا / البعض يعتدي عليه غيره فإن كان له قدرة عليه رد الصاع صاعين ؛ وإن لم يكن له قدرة عليه قال إنما أتركه احتسابا .
والموفق لا ينظر في قدرته على المعتدي ابتداء بل يعفو ويصفح امتثالا واحتساباً مستعملا الحكمة في ذلك فلا يصفح قبل أن يقدر بل يقدر ويصفح كحال السلف رحمهم الله .
خامسا / البعض يكفي ليفعل مايشاء غيابه عن أعين الناس وعن أعين معارفه وأهل بلده فلا يتورع عن فعل ما يشاء في سفره ؛وتجده يستخدم اسما مستعارا يكتب به كتابة تكاد السماوات يتفطرن منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ؛ يفري في أعراض الأحياء والأموات فريا ويخوض في كبائر الذنوب خوضا؛ والموفق إنما ينظر نظر الله إليه ؛ الذي يعلم أنه لا يغيب عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك ؛فتجده في خلوته أشد منه حياء منه في حضرة الناس إجلالا لربه سبحانه .
سادسا: البعض يؤدي أعمال وظيفته ومهام عمله وكأنه موظف عند رئيسه إن علم بإطلاعه عليه أحسن وأجاد ؛ وإن علم بغيابه وعدم إطلاعه أهمل غاية الإهمال .
والموفق يعلم أنه محاسب هو ورئيسه عن أعمالهم أمام الله فلا يغني هو عن رئيسه ولا يغني رئيسه عنه .
ينظر لنفسه مهما صغرت مهام وظيفته أنه يقف على حصن من حصون الأمة إن غاب عنه أو غفل دمره الأعداء وحطموه .
سابعا : البعض لا يبالي من أين أتاه المال
بل يكفي لحله في عينه وقوعه في يده من أي سبيل أتاه .
والموفق تجده يتقلب كالطير يسأل عن الحلال مخافة أن يقع في الحرام لو وضعوا كنوز الدنيا كلها بين يديه من كسب حرام لم ينظر إليها ولم يلتفت قلبه إليها غناه في قلبه ويكفيه من الدنيا الحلال .
هذه بعض الصور والصور كثيرة لكني حرصت على الاختصار ؛ فلنراجع حساباتنا ؛ ومن كان منا مشغولا جداً فليطلب كشف حساب مختصر لآخر خمسة أعمال قام بها في هذا اليوم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/10/٢٢


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية