اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/musleh/121.htm?print_it=1

زيادة العمر وزيادة العلم .

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله الحي القيوم العليم الخبير ؛ أحاط بكل شيء علما ؛ والصلاة والسلام على من ملأ عمره دعوة وعملا وعلما ؛ أما بعد
فأمران يوجبان للإنسان زيادة العمل والاستعداد للانتقال من هذه الدنيا :
الأمر الأول : زيادة العمر .
الأمر الثاني : زيادة العلم .
وهي معيار على الشقاء والسعادة ولا تحتاج إلى طرف آخر يساعدك في قياس هذا الأمر .
فكلما مرت عليك السنون والسنون والسنون وأنت غافل لاه لا تفكر فيما يقربك من ربك ولا تعاتب نفسك ولا تفخص أعمالك فأنت على خطر كبير .
من لمم ينظر إلى مرور الأيام بأنه خطوات تقرب أحدنا من الموت فلا شك أنه مشغول عن معاده .
تصلي ثم تمضي ولا تسأل نفسك هل قُبلت أم لا ؟
هل أقمتها حق إقامتها ؟!
تتحدث في المجالس وتكتب وتغرد ولا تدري هل يُكتب لك أو عليك !
تعمل عملا صالحا ثم لا توبخ نفسك هل كان خالصا من الرياء أو كان مشوبا .
وآسفى على عمل نوديه صالحا ثم لا يكون خالصا أو عمل نوديه خالصا ثم لا يكون صالحا .
أنت اليوم أكبر منك أمس وغدا أكبر منك اليوم ،وعبادتك وطاعتك كما هي .
قد لا يستطيع الإنسان أن يزيد في مقدار عمله ؛ لكنه لا يعذر في زيادة مقدار تجويد عمله وإتقانه .
والأمر الثاني : زيادة العلم .
بحر من من العلوم أنت في الحفظ والاستدلال والتوجيه والنصح ؛ لكن لا تكن بحرا ميتا لا يوجد فيه أي علامة للحياة .
شقي وتعيس من يحمل علمه ويسل قلمه ويسمع بصوته الآخرين لينجوا غيره ثم لا ينجو هو .
وآسفى على تحرير العلم وتدقيقه وسهر الليل واغتنام البكور إذا لم يكن لك به موطن في الجنة .
يقول بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم لأصحابه :( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا...).
أي أن موجب البكاء الكثير موجود ويستدعي ذلك لكن فقط عدم العلم هو المانع منه .
دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق وهما يبكيان .
فقال أخبراني ؟!
لماذا تبكيان؟!
هل تعلم لماذا سألهما ؟
ليبكي أو يتباكى إن لم يستطع البكاء .
فليتنا نتمثل حال الفاروق وننظر ليس إلى الدنيا بل إلى بعض تفاصيل يوم القيامة الصحيحة الثابته في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فنبكي أو نتباكى إن قحطت عيوننا .
اللهم إنا أمسينا مذنبين مقرين معترفين نرجو رحمتك ونخشى عذابك اللهم فأغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا.

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٦/٧/١٨هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية