صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقفات مع الأذكار والدعوات
(8)
أربع يُتعوذ منها

د. مهران ماهر عثمان


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ([1]).
وفي لفظ: «تعوذوا»، وهي في صحيح البخاري.
أمر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بالتعوذ من أربع:
جهد البلاء:
والمعنى: الحالة الشاقة.
وقد فسرها ابن عمر رضي الله عنهما بقلة المال وكثرة العيال، وهذا من باب التفسير بالمثال.
وقيل: الحالة التي يبتلى بها الإنسان، أي: شدة المشقة.
ودرك الشقاء:
يجوز بسكون الراء والفتح أفضل.
والمعنى: أعوذ بك من أن يدركني شقاء في الدنيا أو الآخرة.
والشقاء والشقاوة ضد السعادة.
والشقاء يكون في الدنيا والآخرة..
والشقاء يطلق على أمور، منها:
1/ الإعراض عن الشرع:
قال تعالى: }قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا{، أي: غلبت علينا الشقاوة الناشئة عن الظلم والإعراض عن الحق، والإقبال على ما يضر، وترك ما ينفع
2/ المعصية:
قال تعالى-عن عيسى عليه السلام-: }وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا{. أي: عصيا.
فالمعصية تجر إلى الشقاء، قال تعالى: }ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا{.
3/ الحرمان من إجابة الدعاء:
قال تعالى –عن إبراهيم عليه السلام-: }وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا{. أي: وأدعو ربي مخلصًا، عسى أن لا أشقى بدعاء ربي، فلا يعطيني ما أسأله.
وقال –عن زكريا عليه السلام-: }وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا{. أي: محروما عن إجابة الدعاء.
والشقاء في الآخرة بدخول النار.
والعاصم من ذلك اتباع كتاب الله، قال تعالى: }فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى{.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
وسوء القضاء:
وفي دعاء الوتر الذي رواه أهل السنن: «وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ».
وشماتة الأعداء:
والشماتة الفرح بالمصيبة.
ولا يصح لأحد أن يشمت بأحد، ففي جامع الترمذي قال  صلى الله عليه وسلم : «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ؛ فَيُعَافِيَهِ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ»([2]).
وفي القرآن قول هارون لموسى عليهما السلام: }فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ{ ([3]).
أي: لا يفرح الأعداء بما تفعل بي.
وهي تشتمل على درس مهم لنا: أنه مهما احتد الخلاف بيننا فلا ينبغي أن نشمت أعداءنا فينا.

----------------------------------------------------------
[1] / الشيخان
[2] / الترمذي
[3] / الأعراف: 150


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية