صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تحريم إتيان الكهان

د. مهران ماهر عثمان

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحديث الأول
إتيان الكهان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،  عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم».
أخرجه أحمد والأربعة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3047) .

من أتى
الإتيان له صور عديدة:
1/ يكون بالذهاب إليه .
2/ بالجلوس إلى قارئة الكف، أو الفنجان، أو صاحبة الودع.
3/ بمطالعة أبراج الحظ.
4/ بمشاهدة بعض الفضائيات كما سيأتي معنا بإذن الله .

كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا
الكاهن : الذي يتكهن بما في المستقبل. والعراف: الذي يدعي معرفة الماضي. والمنجم: من يستدل بالنجوم على أمور الغيب. والدَّجَل يشمل ذلك كلَّه .

فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
من جاء إلى كاهن أو عراف أو منجم أو دجال يسأله عن أمر غيبي فلا يخلو حاله مما يلي :
1/ أن يسأل ولا يصدق، وهذا لا تقبل صلاته أربعين يوماً، ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:« مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».
2/ أن يصدقهم ، وهذا كافر . قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم»([1]) .. فإذا كانت هذه حال السائل فكيف بحال المسؤول؟!
3/ أن يأتيهم ليسمع فقط. وهذا فسق، قال تعالى :} وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا{ [النساء 140] . وقال صلى الله عليه وسلم : «َمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا بِالْخَمْرِ» ([2]).
4/ أن يسأل لبيان عجزه للناس وهذا سنة . قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صيّاد:«إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا»؟ فَقَالَ  ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» ([3]).
فليحذر المسلم، وليجعل نصب عينه قول النبي صلى الله عليه وسلم :«من تعلَّق شيئاً وُكِلَ إليه» ([4]) . فمن تعلق بهم وكل إليهم، ومن وُكل إلى غير الله فأي خير ينتظر ؟! وقال صلى الله عليه وسلم :"لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ وَلا تُطُيِّرَ لَهُ، أو تَكَهَّنَ وَلا تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ" ([5]) .
فمن إتيان الكهان مشاهدة بعض الفضائيات، وأقف اليوم محذراً من فضائية (كنوز)، وما شابهها في مادتها وبرامجها ..

عباد الله :
هذه القناة مليئة بالمحظورات والمخالفات العقدية، وهذه المحظورات وقفت عليها بنفسي، لم يخبرني بها زيد أو عمرو .. ومنها :
1. التعامل مع الجان، فمن عباراتهم : (حدثني السر)، (حدثني سري)، (قال الرُّوحاني) .
2. ادعاء علم الغيب. ومن مظاهر ذلك : الإخبار بمشكلة المُتصِل بمجرد إخبارهم باسم الوالدة، والدة المتصل . ومما قالوه مراراً (سترزق طفل)، (يأتيك رزق كبير) ، وغير ذلك من الأباطيل . ولا ريب أنّ من يفعل ذلك يتعامل مع الجن .
3. التدليس على الناس بنصحهم بقراءة آيات معينة وينصحون بتكرارها إلى حدٍّ معين؛ خداعاً ومكراً، فإن السذَّجَ من المشاهدين يصدقونهم بحجة أنهم يرشدون إلى القرآن الكريم ويعالجون به وهم قد كفروا به . فعلينا أن لا ننخدع بمثل هذا، ما معنى أن يرشدوا إلى قراءة آيات معينة من القرآن وفي القرآن :} قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ{ وهم يدعون علم الغيب، ويخبرون عن أمور غيبية .
4.  زرع الفتنة بين الناس. سمعت أحدهم يقول: (هذا العمل عمله أحد أقربائك)، (هذا العمل عمله أحد أقربائك يبدأ بحرف الخاء، أخبرني السرُّ بذلك). وهذا دأب الدجالين، يحبون إيقاع الفتن بين الناس.
فأقول بناءً على ما سبق تقريره :
من جلس أمام هذه القناة ومثيلاتها وصدَّق ما فيها فهو كافر بالله العظيم، لست أنا من يكفره، كفّره رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وكما أنّ من الخطر العظيم تكفير المؤمنين، فمن الخطر كذلك أن تشهد لكافرٍ كفَّره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان .
ومن اتصل عليهم وسأل ولم يصدق لم تقبل له صلاة أربعين ليلة .
ومن شاهد ولم يصدق ولم يسأل، لمجرد المشاهدة وقضاء الوقت،  فهو آثم كما سبق بيانه .
 

-------------------------
[1] / أحمد وأبو داود وابن ماجه
[2] / الترمذي .
[3] / البخاري ومسلم .
[4] / أحمد والترمذي .
[5] / الطبراني في الكبير .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية