اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/mashal/90.htm?print_it=1

بين مشهدين

د.مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي
@Malfala7i


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد :
شرقت شمس الجمعة فأزاحت ظلام ليلتها ولم يبق من عتام الليل شيء وخرج الناس في صبح ذلك اليوم يقتبسون من ضوئه ويوظفونه لصالح أحلامهم ولو مديت بصرك من نافذة بيتك لرأيت تعداد فصول ذلك المشهد في صور بهيجة تفوق الحصر !
وفي ذات الوقت تبدأ رحلة أفواج العابدين بقراءة سورة الكهف وهموم الواحد منهم أن يأتي على مشهد ختام هذه السورة في النهاية .

بيد أن المشهدين يخلوان من صورتين هي أكثر الصور بهجة ، ومؤسف أنها لم تلق حظهما من الاهتمام حتى هذه اللحظة :

المشهد الأول : مشهد الغاية من المشي في مناكب الأرض ومحاكمة تلك الحركة إلى ذلك المقصود الكبير ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) حتى إنك ترى زمراً من هؤلاء يغش في بيعه ، ويحابي في معاملته ، وينافق في سيرته ، ويعيش لذاته مفصولاً عن الغايات التي تنتظره في مشاهد القيامة .

المشهد الثاني : مشهد المتنافسين على ختم سورة الكهف وربما لم يستوقف الواحد منا مجرد الإمعان ولو للحظة في قول الله تعالى ( إنا خلقنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ) ماذا لو منح الواحد منا وقتاً لهذه الآية التي نكررها كل أسبوع وهي تختصر مسافات كثيرة من الحقيقة التي ننشدها كل يوم ( ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ) ؟! ماذا لو حدّقنا في مفهومها بعضاً من الوقت وهي تعيّد تصوراتنا للحياة كلها ؟

مشهدان يعرضان لنا في كل جمعة ويهتفان في ذات الوقت بمنحهما حقهما من الإمعان .. ياليتنا ندرك قبل الفوات !


د / مشعل عبد العزيز الفلاحي
الجمعة ١٤٣٧/٧/٢٩
 

مشعل الفلاحي
  • الكتب والبحوث
  • رسائل موسمية
  • رسائل
  • تنمية الذات
  • للتواصل مع الشيخ
  • الصفحة الرئيسية