اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/kald/sh/1.htm?print_it=1

زواج بغير رضا الأهل.. ما الحل؟

أجاب عنها : خالد عبداللطيف التاريخ 21/4/1430 هـ

 
السؤال:
أخي تزوج من غير علم أهلي، وهم يطلبون منه أن يطلقها، فما الحل لهذه المشكلة؟

الجواب:

أخي الكريم:
مسألتك تتضمن إشكاليتين:
الأولى: زواج أخيك بغير علم أهله.
الثانية: طلبهم منه أن يطلقها.
والجواب عن هذه المسألة في ضوء ما وصف يتمثل في نصائح عاجلة ومهمة لاحتواء الأزمة من قبل أخيك (على افتراض ألا بأس في هذا الزواج إلا معارضة الأهل):

أولا: البر بوالديه وأهله مهما بدا من غضبهم بشأن زواجه، وتلمسه رضاهم، واتصاله بهم وزيارتهم، واستسماحه منهم بأن حقهم كبير ومقدّم، واعتذاره عما حدث بغير علمهم، وأنه ما قصد مخالفتهم أو إيذاء مشاعرهم، ونحو ذلك من العبارات التي تستلين من قلوبهم. وأهل العلم لا يرون بأسا بالمداراة والتورية في إرضاء الوالدين، لا سيما والشأن هنا من أفضل حالات إصلاح ذات البين وأوجبها.
وهنا لابد من لفت نظر أخيك إلى خطورة عقوق الوالدين، وأن من أسباب التوفيق للمرء في شؤونه: حرصه على رضا والديه، وفي المقابل فإن تنكب ذلك نذير سوء، وعقوبته معجلة في الدنيا والآخرة. أما وقد وقع الأمر فلا أقل من استرضائهم، وتدارك التقصير في هذا الشأن، ولعل مما يعين أخاك في ذلك: تلمسه حاجات والديه، وقضاءها، وإعانتهم ببدنه وماله؛ حتى يروا أنه قد ازداد بره بهم بعد زواجه؛ فيقع من قلوبهم بمكان قبول هذا الزواج، ولو بعد حين.

ثانيا: الأناة والتدرج في حل المشكلة؛ فلا داعي لإثارة الكلام حول مسالة الطلاق وإثنائهم عنه، ولكن يبدأ بما سبق بيانه من استلانة قلوبهم، ويثابر عليه؛ حتى يتمكن لاحقا من صرفهم عن حمله على الطلاق.

ثالثا: حمله زوجته على احترام والديه ومعاونته في البر بهما، واصطحابها معه بعد عدة مرات من تردده عليهما وتودده إليهما، واستشعاره تحسنا في العلاقة معهما. وعليه في ذلك أن يلتمس سبيل الحكمة والنصح، لا العنف والقسر؛ ومن أفضل ما يعينه على ذلك أن يجعل من نفسه نموذجا في المقابل بإحسانه إلى أهلها.

أخي الكريم:
أما إذا كان الزواج يكتنفه من الإشكالات ما يجعل طلب الوالدين فسخه جديرا بالنظر؛ فأول ما أرشدك إليه أن تتوجه إلى أهل العلم والفتوى والدعاة الثقات ببلدكم، مصطحبا أخيك؛ للاسترشاد برأيهم، في الموازنة بين مصالح بقاء هذا الزواج ومفاسده، وقد طلق ابن عمر رضي الله عنهما امرأته نزولا على رأي والده وهو من هو علما وعدلا وورعا رضي الله عنه.
أما وقد بعُد الزمان، وتكاثرت الأهواء؛ فلابد من الصدور في ذلك عن رأي أهل العلم والورع.
ولا يفوتك أخي أن تتعامل مع المسألة كلها بتلطف وذكاء، فابدأ بالتقرب من أخيك، وتحاور معه، وأشعره بحرصك الشديد على مصلحته ونفعه؛ حتى يفتح لك قلبه وعقله، ويقبل على نصحك.
وقبل كل ذلك تضرّع إلى الله في أوقات الإجابة بصلاح ذات البين وجمع الشمل على الخير والهدى، وأن يوفقك في السعي إلى ذلك.
يسر الله لأسرتكم ما فيه الهدى والسداد، وأعانك ووفقك.


نشر في موقع المسلم


 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية