اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/kald/9-6.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(التوازن التربوي.. تكامل لا تنافر6)
الصمت والإنصات.. بين الأزواج والزوجات!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
تنبيه على الداء، وفتح باب.. لتحريك المياه الراكدة قبل أن تصبح آسنة!
منقبة.. أو دلالة.. أو محنة!
الصمت والإنصات في الحياة الزوجية.. معياران ومؤشران دقيقان للعلاقة بين الزوجين، والارتباط العاطفي بينهما، ومن الأزواج من يضبط الأمرين جميعاً.. وتلك
المنقبة الرفيعة!
ومنهم من يحسن ضبط أحدهما دون الآخر.. فهذه دلالة خير إن كان ما يحسنه منهما إيجابياً يهوّن – نسبياً – ضعف الآخر.
أما إن كانت الثالثة (!) فهذه محنة كبيرة في عش الزوجية.. وداء يحتاج إلى دواء عاجل قبل أن يتفاقم ويهدد مستقبل الحياة الزوجية!

الصمت القاتل..!
أما الصمت الزوجي.. فأضحى حكاية في كل بيت!
صمت سالب يكسو الحياة بالكآبة والفتور، وشيئاً فشيئاً تتبلد المشاعر، ثم تتسع الهوة، وقد تصل إلى النفور! ولا شك أن ساعات متتاليات من الصمت بين زوجين أمر تكتنفه علامة استفهام وعلامات تعجب. فإذا امتد ذلك من ساعات متتابعات إلى تكرارها على مرّ السنوات فهو الصمت القاتل.. ويوشك أن يفتك بالعلاقة!
والشأن هنا في هذه السطور هو التنبيه على الداء، وفتح الباب لتحريك المياه الراكدة قبل أن تصبح آسنة!
أما الدواء فيختلف من حالة إلى حالة، ومن بيت إلى آخر، لكن الأمر يبدأ بوقفات للتأمل ومراجعة النفس، وتحديد مكمن العلة حتى تتحدد خطوات العلاج!
وبخلاف ذلك.. صمت محبوب مطلوب.. لكظم غضب وترغيم شيطان، وإلجام للّسان أن يتهور فيتفوه بما يطول الندم عليه!
فلله در من يضعون الصمت مواضعه في مواقف الحياة الزوجية!

إنصات السعداء..!
لا أشك طرفة عين أن الإنصات الزوجي وحُسن الإصغاء هو دأب السعداء في البيوت، وصنيع الفضلاء من الأزواج والزوجات، فلأنهم سعداء يصغون وينصتون في أناة وسكينة، ولأنهم يحسنون الإنصات والإصغاء فهم سعداء بهذه الصفة الحميدة!
وإن تعجب فاعجب لأفاضل وفاضلات يجيدون الإنصات الكريم.. إلا في بيوتهم!
أفي قلوبهم زيغ عن سنة خير المرسلين، أم زهد في خيرية سهلة المنال (خيركم خيركم لأهله)!
وكسابقه – الصمت – تبقى هذه السطور مجرد فتح باب لوقفات فتأملات، فخطوات إلى التدارك والعلاج. حمى الله بيوت الأمة من كل كرب وغُمة.

حروف الختام...
أفضل ضابط للصمت والإنصات، بين الأزواج والزوجات، هو "حُسن الخلق"!
فما وافق منهما الآداب القرآنية والسنة النبوية، كصبر على أذى، وأناة في اتخاذ قرار، ونحوهما؛ فهو لهما. وما كان إلى سوء الخلق أقرب، كالتجاهل والتشاغل، فهو عليهما!
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور/63).
 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية