اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/kald/82.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت
أنفلونزا الخنازير.. وقفات للبيوت (3)

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
هل نهتم برصيد إيماني لتأمين عقائد صغارنا.. قدر اهتمامنا برصيد مالي لتأمين مستقبلهم من بعدنا؟!

محنة لصالحنا..!

هكذا.. وقفنا في الحلقتين السابقتين مع استثمار هذه الآفة الوافدة (أنفلونزا الخنازير!) لصالحنا.. ولنضرب مثالاً جديدا على استخلاص منحة من المحنة!
فمن الأساس انطلقنا.. نغرس في قلوب أحبابنا التوكل واليقين، ثم تفهيم العلاقة بين ذلك وبين الأخذ بالأسباب دون ركون، حتى إذا رسخ ذلك جمعنا بين التحصين والتلقين؛ ليستمرئ الصغار لذة الاستعاذة برب العالمين، في كل وقت وحين، مخلصين له الدين.
وهكذا أتى دور التحفيز والتشجيع، بعد التأسيس والتدريس؛ ليجني الأحبة من الحصاد ما يزيد حرصهم على الأساس والعماد!
وصدق الكاتب الموفق، أستاذ الطب، الذي كتب في صحيفة كبرى يشكر لأنفلونزا الخنازير ما سببته لنا من خير؛ حريُّ بنا أن نحافظ عليه!

رصيد وتأمين..!
وهكذا.. بعد شيء من السكون والاطمئنان، مع المتابعة والانتظام، يمكننا أن نضيف لرصيد ناشئتنا المزيد المفيد من كنوز التوحيد...
فالفرار من العدوى، مع نسبتها لقدر الله العليم الخبير، أمر جاء به الشرع الحكيم؛ فلا سريان للعدوى بذاتها بل بتقدير الله، وإنما ندافع البلاء، ونفر من قدر الله إلى قدر الله؛ عملاً بالأسباب التي خلقها الله تعالى؛ فلا تضر إلا بإذنه، ولا يحفظنا منها إلا حفظه جل شأنه، فله جل وعلا الأمر كله، وإليه يُرجع الأمر كله، وقد أحاط سبحانه بكل شيء علما.
وهكذا.. نعلمهم ونفهمهم معنى حديث: "لا عدوى ولا طيرة" (رواه البخاري عن أنس)، مع حديث "لا يورد ممرض على مصح"، "وفرَّ من المجذوم فرارك من الأسد"، وغيرها من صحيح السنة النبوية الهادية إلى المنهج السديد في التعامل مع العدوى والمرض والبلاء.
كما نعلمهم أن نزول هذه البلايا والآفات، وكل ظهور للشر والفساد، إنما هو بسبب ذنوب العباد، كما قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم:41). وأنها عقوبة للمفسدين، وبلاء وامتحان للصالحين.
فهل نهتم بهذا الرصيد الإيماني لتأمين عقائد صغارنا.. قدر اهتمامنا برصيد مالي لتأمين مستقبلهم من بعدنا.. أو أشد؟!

براعم الدعاة..!
ثم لا يفوت المربين، مع هذه المقامات المباركة، من الغرس الكريم، والتعليم والتفهيم، أن يحثوا براعمهم الجميلة على دعوة زملائهم وأصدقائهم إلى ما تعلموه؛ ليكبروا وقد نما بين جوانحهم حب الدعوة إلى المولى الجليل، وشرائع الدين، وسنن خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.
ثم لتثبيت الفهم في الصدر، وتثبيت القلوب بالذكر؛ نعلمهم في الملمّات ترديد:
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التغابن:11).
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (إبراهيم:51).

حروف الختام..

إنها آلامنا نمزجها بآمالنا؛ لنصوغ لفلذات أكبادنا رسالة الحق والهدى، في أقوال وأفعال..
تسبقها بخطوة: قدوة حية.. وترافقها نظرة رعاية ورحمة..
ويحيط بها دعاء يحدوه اليقين وحسن الظن بالمولى الكريم:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان:74).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية