اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/kald/60.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

في بيتنا داعية..!

خالد عبداللطيف

 
هي: نعم الرجل هو.. مشاغله الدعوية تستغرقه فلا نراه إلا على الطعام وفي أوقات نومه..!!
هو: زوجتي – ولله الحمد – داعية ملء السمع والبصر.. محاضرة هنا ودرس هناك.. لكنّي وأطفالنا نفتقدها كثيرا..!
هذه نماذج لا يخلو منها واقعنا.. مردها إلى خلل في الموازنة بين الأولويات يفضي إلى تناقض ظاهر بين حال بعض الدعاة – رجالا أو نساء – في مجتمعهم الكبير وبين حالهم في مجتمعهم الصغير (البيت).. ولابد من التأكيد على أننا نشير إلى "بعض" الدعاة وليس كلهم؛ لئلا يتخذ بعض ضعاف النفوس هذا الكلام ذريعة إلى انتقاص أهل هذا المقام الكريم العظيم "الدعوة إلى الله"!
بل هو تذكير رفيق لهذه الفئة المصطفاة بالقصة العظيمة ذات الدلالات الكثيرة لأم الدرداء لما وصفت لسلمان الفارسي حال أبي الدرداء – رضي الله عنهم أجمعين - مع أهل بيته، فلم تشكُ ولم تعبْ، بل أثنت على حاله من قيام الليل وصيام النهار؛ حتى لم يبق لأهله منه نصيب! وهذا من حسن أدبها – رضي الله عنها – فاكتفت بالمعاريض والتلميح!
فانبرى الصحابي الجليل سلمان ـ رضي الله عنه - الذي تربى في مدرسة النبوة، وتعلم خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، لبيان أن على المسلم حقوقا كثيرة، منها حق بيته وأهله، كما أن له حظه من العبادة والاجتهاد فيها، ملخصا ذلك في قوله لأبي الدرداء ـ رضي الله عنه -: "إن لأهلك – أو لبيتك - عليك حقا...".. فما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صدق سلمان".
إننا لا نشكك في صدق نية الدعاة، وحسن مقاصدهم، ولكنه التنبيه الواجب إلى نصيب أهل البيت من هذا الخير، بل وهذه الدعوة، فما أحوج الزوجة إلى الاحتواء والإشباع العاطفي مثلما يحتاج المدعوون إلى الاستيعاب والرفق والحكمة، وما أحوج الزوج إلى نصيبه من زوجته (بل حقه عليها مقدّم ومعظّم!)، وما أحوج أبناء الدعاة إلى العطف والحنان والإشفاق مثلما يحتاج المدعوون!
كما أن الداعية الموفقة من النساء تزن نجاحها في دعوتها بنجاحها في القيام بحق زوجها وأولادها ورضاهم بحظهم منها وعدم افتقادهم لها قبل أن تزنه بأعداد من يحضرون دروسها ومحاضراتها!
كما ينبغي أن يُلفت انتباه من اختار الله زوجته - أو زوجها – في ركب الدعاة.. أن يتلطف في العتاب، ويعين شريك الحياة على الموازنة بين الخيرين.
وإنها لموازنة دقيقة.. وقد تكون أحيانا عسيرة.. لكنها يسيرة على من يسرها الله تعالى عليه فألهمه رشده، وهداه لاقتفاء آثار النبوة!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية