صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(قبسات.. للصالحين والصالحات3)
المشورة المباركة..!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
اختر ما تراه أولى بالاتباع، ثم قس اختيارك على أخلاق النبوة..!!

بيوت مظلمة..!
لا يسود الاستبداد بالرأي في بيت إلا أظلمت جنباته، وضاقت جدرانه بأهلها، وعاشوا في كبد من النزاع والشقاق، أو كمد من القهر والتسلط!
ومهما بلغ حزم الرجل فإن من تمام عقله ومروءته أن يستمع لأهل بيته ويشاورهم، وخصوصاً الزوجة، فهذا من هَدْي المرسلين وأولي النهى. ولا يستنكف عن مشاورة زوجه إلا من جهل السنة وتنكّب الحكمة!
وكم من امرأة عاقلة حكيمة ساق الله بمشورتها لأهلها وبيتها، بل ولمجتمعها وأمتها، خيراً عظيما!

قبسات تضيء الطريق..!
وفي كتاب ربنا جل وعلا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم من القصص والعبر والدلائل والحِكم.. قبسات تضيء الطريق لمن أراد السداد والرشاد:
ففي قصة موسى عليه السلام ونشاته في بيت فرعون، قيّض الله تعالى المشورة المباركة من آسية امرأة فرعون رضي الله عنها، كما في قوله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (القصص:9).
فلله درها! كم فتح الله تعالى بهذه المشورة من خير للعالمين!
وفي قصة "ماء مدين" لما ورد عليه موسى عليه السلام فوجد امرأتين تذودان فسقى لهما، ثم أشارت إحداهما على أبيها: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص:26).
فتأمل.. كم فتح الله بمشورتها من خير!!
وفي قصة الحديبية لما صالح النبي صلى الله عليه وسلم قريشاً على الرجوع وعدم دخول مكة عامهم هذا، ثم قال لأصحابه: "قوموا فانحروا" حتى قال ذلك ثلاث مرات فلم يقم أحد منهم، فدخل صلى الله عليه وسلم على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له: يا نبي الله، اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فلما فعل ذلك قاموا فنحروا.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلّقا على الحديث: "فيه فضل المشورة.. وجواز مشاورة المرأة الفاضلة" اهـ.

تحفظ.. وشرط..!!
إذا قيل: لكن تعني المشاورة الاستسلام والتسليم، والرجل العاقل الحكيم لابد أن يميز بين الرأي السديد والرأي المعيب!
فلابد أن يُقال: هذا التحفظ إنما يُقبل بشرط مهم، وهو: الاحترام المتبادل وعدم الانتقاص والتسفيه، وتغليب الأدب الرفيع في الحوار والتواصل!
ولن يبلغ أحد غاية التوفيق في ذلك الأمر وغيره.. إلا باتباع السنة واقتفاء آثار النبوة في إكرام المرأة ومعاشرتها بالمعروف!

حروف الختام..
اختبار عملي حتى نقيس خيريتنا في بيوتنا (خيركم خيركم لأهله):
اختر من النماذج التالية ما تراه أولى بالاتباع، ثم قس اختيارك على أخلاق النبوة:
1) أحد الأزواج بعد سماع رأي ضعيف لزوجه: بئس ما قلت.. حقاً.. ناقصات عقل ودين.
2) آخر بعد سماع رأي ضعيف لزوجه: لا لا.. خطأ.. لا يصلح.
3) ثالث بعد سماع رأي ضعيف لزوجه: لا بأس.. ولكن ما رأيك لو نفعل كذا؟!
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم!

مقالات ذات صلة: شاوروهن وخذوا برأيهن.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية