اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/kald/55.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

مواسم الغضب..!!

خالد عبداللطيف

 
عندما تفاجأ بأن "أم العيال" قد اعترتها حالة غير عادية من الحِدَّة وسرعة التوتر..
أو تلاحظين أن زوجك متغير المزاج بصورة غير معهودة..فاعلما أن للغضب مواسم وأوقاتاً يشتد فيها، وعندئذ يشُنُّ إبليس غاراته، ويرفع راياته؛ لاغتنام مواسم الغضب في الإفساد بين الزوجين..!
وكم من شرارة حقيرة من الغضب العابر أذكت نارها مقابلة مخطئة غير حكيمة من الطرف الآخر؛ فاستحالت تفريقا وتمزيقا لعرى بيت من البيوت العامرة!
ولله در الأعرابية الناصحة لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها؛ فكان مما أوصتها به: "التفقد لوقت طعامه.. والهدوء عند منامه.. فإن حرارة الجوع ملهبة.. وتنغيص النوم مكربة.. وإياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه.. فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير..."!
فأوْقَفتْها على أمثلة لأوقات تضعف فيها قوة الاحتمال، وكظم الغضب.. وعليها تقاس أحوال وأوقات كثيرة بقدر ما تتسع له الصدور من الحلم والصبر وإحسان الظن!
وفي المقابل، وبقدر أكبر من المسؤولية والتماس العذر، ينبغي لمن يتقي الله تعالى في أهله وبيته، ويتبع سنة نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، أن يحفظ مواسم وأوقاتا يكون للمرأة فيها عذرها أكثر من غيرها (مع أنها في الغالب الأعم من أحوالها تغلب عاطفتها على عقلها؛ فيُراعى ذلك دائما)، ومن هذه الأوقات: وقت الدورة وعقب الولادة، ووجود دواعي الغيرة، وكثرة العبء عليها في البيت مع صغر أعمار الأطفال... إلخ مما يقدره الرجل العاقل الكريم.
وحسبنا ما رواه البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: "غَارَتْ أُمُّكُمْ" ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ.
إن الطريق الوحيد لتحقيق سعادة البيوت هو طريق النبوة، وهو طريق يجمع إلى هذه السعادة خيريةً هي محط آمال كثير من العابدين "خيركم خيركم لأهله"؛ فطوبى لمن حاز السعادة والخيرية؛ فسعد ـ بإذن ربه ـ في الدنيا والآخرة!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية